عشية انطلاق فعاليات مهرجان أسعد الكامل السياحي الأول في محافظة ذمار
تأليف د. صالح السحيقي / إعداد مكتب 14 أكتوبر بذمار- سام الغباري / محمد الوشلي / فاطمة المنحي :لقد أصبح الدين التوحيدي منذ عهد اسعد الديانه الرسمية ، كما ورد في الشعر المنسوب لاسعد في الاكليل والمصادر التراثية يذكر فيه الله ويماثل فكرة التوحيد الاسلامي الحنيف في الابيات التالية:- الحمد لله والبقاء له [c1] *** [/c] كل الى (ذي سمــوي) مفتقر اثنى على الله بالائه [c1] *** [/c] الواحد المقـتـدر الفاعل في كل مااولاه من اجل[c1] *** [/c] وكل ما اعطى من عاجل كل ملك يفنى سـوى مـلك ، ربي[c1] *** [/c] فله كنا حمـيدا مجـيدا خلق الخلق فاجرا وتقيا[c1] *** [/c]وشقيا بسعية وسعيدا قاهرا قادرا يمـيـت ويـحيي[c1] *** [/c]الخلق مبديا ومعـيدا وكسوت بـيت الله اعـظم كسوة[c1] *** [/c] ارجوالثواب ويرحم الرحمن . مسيرة حياة (اسعد ) كما ذكر بيوتر وفسكي (بدا من مدينه ظفار ثاني اكبر مدن دولة سبأ) حيث ترعرع وعرف الناس فيها وعرفوه ومن هناك بدأ يخطب بالناس ويثير الحماس في أنفسهم طالبا منهم جمع ما يستطيعون من الرجال والعتاد في معسكرات التدريب وبعدها انتقل داخل الأقاليم الأخرى والى جانبه القاده من امثال (ذي الكلاع)(وذورعين ) و(ذي ظليم ) واخرين طالبا منهم إرسال الرجال والعتاد الى مكان اللقاء المحدد في وادي (ماسل الجمح) هذا الوادي الذي سمع عنه الكثير وعرف من بعض القاده من كبار السن الذين شاركوا في حملات جده ياسر انه المكان المناسب لتجميع القوات والعتاد ويقع على الطريق الرئيسي المؤدي الى بابل واشور ومنذ ذلك الحين وكما ذكر ابن كثير (اصبح هذا الطريق يعرف بدرب اسعد والذي كان يبداء عند سواحل مدينه عدن وابين مارا بمدينه ظفار وصنعاء والمدينه المنورة (يثربوا ) ومكه ويتفرع باتجاه الشام واشور وبابل )) ، وبعد تلك الخطوات إنتقل الى حضروموت وعاصمتها شبوة ومن هناك نشر تعاليم دين التوحيد وحشد الجموع العتاد ثم إنتقل الى إقليم يمانت وفعل فيه مافعله في الاقاليم السابقة بعدها إنتقل الى أطراف إقليم طودا حيث أقام هناك بضعة ايام إنتقل بعدها الى وادي ماسل الجمح الذي اختاره كموقع مناسب لتجميع القوات والعتاد ثم إنتقل بعدها الى مناطق تهامة فاستنفر فيها القبائل وحثهم على جمع ما يقدرون عليه من الجمال والجماله المتوفرة في تلك المنطقة بعد ان لاحظ إستخدام تلك القبائل لرحالة الجمال عند التنقل والترحال الى اماكن بعيده ، كما ورد في ملحمه أسعد الكامل (1) (( وساعد على ذلك الاستعمال الكبير للخيل وإختراع رحال الجمال الجديده التي سمحت للبدو بإجتياز مسافات شاسعة وبسرعه )) ، ثم عاد الى مدينه مارب من جديد للإعداد للخروج خارج سبأ وهكذا عمت دعوته الى دين التوحيد (ذي سموي) أرجاء دولة سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمانت وطودا وتهامت واعرابهم ) ،وكما ذكر الفرح (2) ( ان نقوش المسند حددت التقسيم الإداري المتصل بنوع من الحكم اللامركزية لدولة سبا) ، وشملت الأقسام التالية : - 1- سبأ وتشمل العاصمة مأرب ومناطق محافظات مارب والربع الخالي والجوف ونجران وسراه وعسير وصعده وحجه وعمران وصنعاء . 2- ذو ريدان :- وتشمل مناطق حمير ، وهي انس ذمار ،رداع ، إب ، الضالع ، لحج ، تعز ، الحديده ، عدن ، ابين ، الى تخوم شبوة وحضرموت شرقا ،ومدينة ظفار القديمة تقع شرق مدينه قتاب حاليا. 3- حضرموت وتشمل مخاليف حضرموت بمدلولها الواسع القديم وكانت عاصمتها الإداريه مدينه شبوة . 4- يمانت :- وكانت تشمل الشجر – جنوبي وشرق حضرموت والمهرة ، وظفار عمان الى مقاور عمان والبحرين وكانت مدينه (سمهرم ) في عمان العاصمة الإدارية لها .5- الطود وتهامت :- وهو اسم اضيف في عهد ابي كرب اسعد (واعرابهم وطودم وتهامت ) وتضم التهائم الحجازية والهضاب الممتده خلفها عند اعالي الحجاز ونجد حتى شمال الجزيرة العربية . ولقد كان لذلك الحكم اللامركزية نتائج كبيرة وهي توطيد أركان الدولة وتعزيز الوحده بين الاقاليم وحشد اعداد كبيرة من المقاتلين مع العتاد مع إضافة عنصر جديد الى تجهيز القوات وهو الجمل والجمالة وإرسالها الى معسكرات التدريب وتعيين قادة ميدانيين لتلك المهام ، هذه القوة العسكرية الكبيرة استخدمها اسعد يهنعم وولا في صد الهجمات عن حدود الدولة وتأمين المصالح التجارية الى ابعد نقطة ممكنه شمالا وغربا منطلقا من مدينه مارب حيث قام بإرسال جيوش صغيرة مجهزة جيدا بالعتاد ومدربه بشكل ممتاز قادرة على مناوشة جموع الاشوريين وصد هجماتهم مع احتفاظه بالقوة الرئيسية تحت إمرته للمسير الكبير ، وبعد ان اصبح كل شئ معدا وجاهزا ارسل الرسل الى كل المعسكرات حيث تتجمع القوات وحدد للقادة موعداللمسير كما حدد مكان الإلتقاء في وادي (ماسل الجمح ) في وسط الجزيرة العربية ،وقبل تحركه من مدينة مارب متجها الى وادي ماسل الجمح للالتقاء بجيوشه هناك عين سبعه مساعدين له في الاقاليم التي ذكرناها انفا هم من االاقبال لضمان إستقرار البلاد اثناء غيايه ولم يترك الامر بيد مساعد اواحدا الى جانب ابنائه الذين تركهم في مدينه مارب مستفيدا مما جرى لجده (ياسر يهنعم ) وابنه (ثاران) واعتمادهم على (كرب ايل وتر ) اثناء غيابهم وتحوله الى ملك ظن لذلك عمد الى زياره عدد من المساعدين في الاقاليم تاركا احد ابنائه (حسان ) نائبا له في مارب ومصطحبا معه ابنه (شرحبل ) واخاه (ذرا امر ايمن ) وعمه (يعفر) واسند الى ولده(معدكرب ) او كما كان يعرف بعمر وابنه (حجر ايفع) الكثير من الامور لمساعده اخيهم حسان في الحكم كما ذكر ذلك بيرتروفسكي (1) ولقد كان لهم دور ا هاما في تجهيز المدد والعتاد وإرسالها الى والدهم المحارب بعيدا عن حدود الدولة فتناوب الأخوان على قيادة جيوش الإمداد والمسانده فتارة يتحرك حسان على رأس تلك الجيوش وصولا الى بابل واشور حيث يقوم يتسليمها لوالده واخاه شرحبيل ثم لايلبث ان يعود مسرعا الى مدينه مارب حتى لايطول غيابه عنها ، وتارة اخرى يقود اخاه عمرو جيوش الإمداد حتى يصل بها الى بابل وأشور فيرسله والده مع تلك الجيوش الى الهند والصين .قبل مسير الملك اسعد وخروجه من مارب قاصدا وادي ماسل الجمح إستدعى الأذواء والأقيال للإجتماع والتشاور معهم وتقدم اليهم بالقول :- ياقوم ........ ها أنا خارج مع جيوش سبا لتأمين طرق التجارة وصد العدوان عن دولتنا واترككم ورائي مع أبنائي ليكونوا سندا لكم وقوة لي اثناء غيابي ، واعلموا ان ابنائكم هم دعامه الجيش وينتظرون المدد منكم في اي لحظة وحين ،فتاهبوا لذلك واجمعوا ماتستطيعون من مؤن ورجال واقتفوا بها اثري انا وجيشي فقد تجدوني بحاجه ماسه اليها افتح بها المدن واهزم بها الملوك من الاعداء الطامعين واعتادوا على تسيير تلك الامدادات كلما فرغتم من تجهيز ها واختاروا لها القاده الأكفاء حتى يصلوني .- واستمع اليه الحضور حتى فرغ من حديثه ثم تقدموا اليه مؤازين وهم يؤكدون له استعداد هم التام لتقديم الدعم والمدد ، وقبل المغادرة وعلى انفراد توجه الملك بالحديث الى ابنائة قائلا :- - لن يطول غيابي عن مارب فما ان اهزم الأعداء واثبت جندنا هناك حتى اعود اليكم – عليكم ببذل الجهد الكبير والتنقل بين الاقاليم اثناء غيابي لتفقدها وحث الناس على تقديم الدعم والإمداد ولا تنسوا ان تزيدوا من مقدار المساحات المزروعه في كل الاقاليم والاهتمام بصناعه الحديد والتعدين وتوفير الاحتياجات الحربية منها واجذروا اي تمرد واستشعروا له قبل ان يحدث فأخمدوه –ها انا ذاهب وراجع اليكم بعد حين .تحركات (ابي كرب اسعد الكامل ) وتنقلاته في اقاليم الدولة ركزت على تصنيع العتاد الحربي القوي والمتين حيث اشرف بنفسه على صناعه الدروع المحسنه التي يلبسها الفرسان والمشهورة بالشمرية نسبه الى جده (شمر يهرعش ) والتي تحمل معظم اجزاء جسم الفارس وزاد من اعدادها بحيث يحصل كل فرد في الجيش على درع يحميه من ضربات السيوف وطعنات الرماح بالإضافه الى إدخال تحسينات على التروس التي تحمل في الايدي فزادت تلك التحسينات من صلابة الدروع والتروس المحمولة ، صناعه السيوف حظيت باهتمام (ابي كرب اسعد الكامل ) كما وصفتها الاشعار المنسوبة اليه وبالتفصيل ، وكما ذكرها بيروتروفسكي (1) ( ان جيش اسعد الكامل كان يستخدم السيوف والدروع والرماح والحراب والخوذ واغماد السيوف والسهام ) وهي اسلحه تختلف عن تلك المستخدمه لدى الشعوب والقبائل المحيطه بسبا ، وهذه الاسلحه المعروفة في تلك الفتره التاريخية فزادت من صلابتها واصبحت اخف وزنا واشتهرت الصفائح السبئية في المعارك وذاع صيتها في الافاق ، والعتاد الثقيل كان له اهمية كبيرة في الغزوات ودك القلاع والحصون لذلك تم تصنيع عربات تجرها الخيول والثيران سهلة الاستخدام ويمكن تفكيكها بسهولة ونقلها واعاده تركيبها وقت الحاجه لنقل القدر الكافي من العتاد والفرسان عليها اثناء تحركات الجيش وابتعاده عن قلب الدولة وقد ظهرت هذه العربات في الرسم المنحوت على جدران اطلال قصر (شور بليت ) في نينوى للملك (شور بليت ابن اسرعدون ) وهو الملك (شرحبيل بن اسعد ) (1) ، كما تم إستبدا ل العجلات الخشبية المكونة للعربات من اقراص حديدية متينه وقوية تتحمل حمولات اكثر وتقطع مسافات بعيده وبصيانه اقل تحديث الآلآت والمعدات الحربية للقوات في ذلك الوقت وبالرغم من بساطتها اذا ماقورنت بالمعدات الحربية في الحقبات اللاحقة احدثت تطورا هائلا لفيالق الحربية وحولتها الى قوات ضاربه لايمكن لأي جيش الصمود في وجهها وجعلت من الحصون والقلاع مجرد كتل صخرية متهاوية امامها وهذا مازاد من مقدرة جيش ابي كرب اسعد على التقدم السريع بأقل الخسائر ،وهكذا كانت اخبار الفيالق الجرارة تنشر الذعر والهلع في صفوف الأعداء ففروا او إستسلموا للملك الجديد وتهاوت البلدان والأقطار وانذوت تحت ملكيه دولة سبأ حتى وصل بنفوذه في بداية مسيره الى جنوب نجد مثبتا بذلك اللقب المركب الطويل (ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمانت واعرابهم وطودم وتهمت ) كما ذكر د. محمد بافقيه (1) اما د. جواد علي ذكر (2) (ان اضافة (اعرابهم طودم وتهمت) كان بسبب امتداد نقوذة وليس إعتناقة اليهودية ) ـكما ذكر محمد الفرح عما ذكره المسعودي في مروج الذهب (3) (ان ارض سبأ مانت من ارض اليمن واثرها واغدقها واكثرها جنانا وغياطا وان السبئيين استطاعوا إقامه العديد من السدود والحواجز المائية لتنظيم اعمال الري والزراعه وزياده انتاج الحبوب كما تم تطوير قنوات الري والزراعه وزياده الخزانات التحويلية ، وفي ايام اسعد الكامل صكت النقود (ذي نار وذي رخمة ) والتي هي في الأصل استعملت منذ عهد (شمر يهرعش) (4) ، ومازالت الكثير من الأثار والشواهد على تلك المرحله موجوده حتى الآن في مناطق تمركز دولة سبأ وحمير ،كل ذلك زاد من مقدرة الدولة السبئية على توفير إحتياجاتها من المؤن والغذاء وتخزين الفائض منه للجيوش المحاربه بعيدا عن ارض الدولة المركزية في بداية الهجوم الكبير اذا تعذر توفيرها من البلدان المفتوحه . وفي وادي ماسل الجمح شمال الجزيرة العربية إجتمعت الحشود من كل أرجاء الدولة وانتظرت وصول القائد الأعلى لها حتى وصل العدد الى سبعون الفا من الفرسان يعتلون الجياد والجمال ويحملون افضل الأسلحه الحديدية واقواها وعند وصول القائد (اسعد يهنعم ) انطلق بهم نحو الشمال وكانت اولى محطاته هي مدينه (يثرب) حيث قام بإنشاء بعض الاستحكامات فيها وشيد فيها المباني وحولها الى محطة امنه للقوافل التجارية القادمة من دولة سبا ومن هناك ارد الوصول الى مدينه مكه وقد عزم على خرابها ليس لشئ وانما لان اهلها يعبدون فيها الأصنام من دون الله ، كما ذكر محمد الفرح (وفي الاصل ارد خراب الكعبه ثم تراجع عن ذلك وكساها ) وفي يثرب بعض احبار اليهود عن الملك القادم وانه يدعوا الى دين التوحيد (ذي سموي) فسارع الاحبار للقائه والتحدث اليه محاولين استمالته الى الديانه اليهودية ولكن الملك القادم المؤمن كان يدعوا الى اله واحد (ذي سموي) كما ذكر محمد الفرح (1) وهو الذي قال عنه النبي (صلى الله عليه وسلم ) ( لاتسبوا تبعا فانه كان مؤمنا ) . وقد ذكر – محمد الحداد (1) (( ان إتخاذ اله (ذي سموي) في دولة سبأ قد تم قبل لقاء (اسعد الكامل ( بالحبريين في يثرب ودعوتهم له بإعتناق اليهودية بربع قرن تقريباً )) وكما ذكر محمد عكاشة (2( (( فإنه من المؤكد ان هذ ا الملك لم يكن عبرانيا او إسرائيليا ، وبان وجود هذه الديانه في اليمن لم يكن سببه هجرة عبرانية اوإسرئلية بل كان وجود هذه الديانه بسبب إعتناقه من قبل بعض اليمنيين وفي المقدمه منهم الملك ( ابي كرب اسعد ) ،وقد ذكر ابن كثير (3) (( انه عندما قدم (اسعد) الى يثرب ووجد اهلها بانه لاطاقة لهم في مواجهه جيشه تقدم اليه نفر من هذيل بن مدركه )) وقالوا له : - - ايها الملك الا ندلك على بيت مال داثر غفلته الملوك قبلك فيه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت والذهب والفضة . - قال : بلى __ قالوا :- - بيت بمكه يعبده اهله ويصلون عنده – وكان قصد الهذليين إبعاد اسعد عن يثرب وهلاكه بذلك، فلما أجمع لما قالوا أرسل الى الحبريين اللذين التقى بهما من قبل فسألهما عن ذلك فقالا له : - ما اراد القوم إلا هلاكك وهلاك جندك ما نعلم بيتا لله عزوجل إتخذه لنفسه في الأرض غيره ولئن فعلت ما دعوك اليه لتهلك ، فقال بماذا تنصحانني ان اصنع إذا قدمت عليه ، قالا : - تصنع عنده ما يصنع اهله تطوف به وتعظمه وتكرمه وتحلق رأسك عنده ، وفي رأي محمد الفرح (1) (( انه ومن المهم التمييز – بين تبع ( ابي كرب اسعد ) وبين تبع (ذرا امر حسان او عمرو حسان ) ، لان الاخير هو الذي التقى الحبرين واعتنق اليهودية وليس – ابي كرب اسعد – اعجب بدين اليهودية فدخل مع الحبرين في دينهم وخالف اهل دين اهل اليمن )) وذكر ابن كثير ايضا (( اما الحبرين اللذان ذكرهما العلماء فذاك في تبع الاصغر عمرو بن حسان بن اسعد فهو صاحب الحبرين )) ، والمهم هنا التأكيد على ابي ان كرب اسعد ) قد اراد مكه والبيت العتيق وانه كان يؤمن بديانه التوحيد (ذي سموي) قبل ان يصل الى يثرب ويلتقي بالحبرين بخمسة وعشرين عاما ، وقد كان له هدف ومقصد من الزحف الى مكه وهو تطهيره من الأصنام ، وهذا اتجه موكب الملك (اسعد) مع جيشة الى مدينة مكه حيث عسكر خارج المدينة ولابد ان في ذلك حكمه وهي عدم إخافة اهلها بما قدم به من جيش وعتاد كبيرين ، كما ذكر الطبري(1) (انه عسكر في منطقة تعرف باجياد ، ترك خيله واقام وليمه لأهل مكه في منطقه تسمى المطابخ ودخل البيت الحرام بعد ان طاف حوله وتجول داخله فلم يشرع في هدمه ورى أنه ومن الأفضل الإبقاء عليه قائماً وكما اضاف الطبري (1) ( فقام بتطهيره من الأصنام مؤديا فريضة الحج وسن تعاليم طهارته وجعل له بابا ومفتاحا ولم يكن له من قبل قط ، وكسا البيت الحرام كسوة عظيمة وكانت أول كسوة في التاريخ ، ونحر بمكه سبعين الفا من الغنم والذبائح قربانا الى الله (ذي سموي) وهديا عنه وعمن معه واقام في مكه حتى إنتهى من فريضة الحج ) ، وقد جاء في التاريخ الطبري(1) في الشعر المتناقل بين العرب والمنسوب لأسعد انه قال فيه : وجعلت اقيلدا لجانب بابه[c1] *** [/c]وجعلت بابيه صفيح المسجد وكسوت بيت الله اعظم كسوة[c1] *** [/c] ارجو الثواب , ويرحم الرحمن . وبعد ان فرغ (اسعد) من اداء شعائر الحج ولى الجرهميين على سدانه البيت ثم عاود المسير الى وجهته الاساسية وهي بلاد بابل واشور وازداد عدد جيشه وعتاده اثناء زحفه لإنضمام الكثير من المقاتلين اليه من القبائل والعشائر التي رأت فيه الصلاح والكمال ، واثناء المسير إستخدم الملك اسعد أسلوبا جديدا لحماية مؤخرة جيشه من خلال ترك حاميات صغيره فوق القلاع والحصون قوام افرادها من القبائل المحلية مزودة با لمشاعل وابواق النفير ومدربين على نقل الإشارات الضوئية والصوتية وترجمتها ، ولقد حققت تلك الحاميات هدفين في ان واحد وهما تذكير القبائل بتواجد (اسعد) ودولة سبأ وثانيهما نقل الرسائل بسرعه عبر ابواق النفير وإشعال الستة اللهب وتحريك المشاعل ليلا وهذا مجرد تصور لطريقة نقل الأنباء والرسائل السريعه في ذلك الحين ومن المرجح انه قد كان لهذا الأسلوب دور كبير في حماية مؤخرة الجيوش وإخضاع أي تمرد قد يحصل وقمعه قبل ان ينتشر ، وهكذا ظلت اخبار الملك اسعد وتقدمه تتوافد الى مملكه سبا واقاليمها وكان لهذا اثر كبير في إستقرار الوضع الداخلي وتلاحم الاقاليم وإزدهار التجاره وتامين طرق الإسناد والتموين القادمه بكل حرية وامان . على طريق المسير مر اسعد الكامل وجيشة بمنطقه الحيرة كما ذكر بتوتروفسكي (1) وهي المنطقة التي سيمت بذلك لإحتياره بها فعند رمال تلك المنطقه تحركت الجيوش السبئية بقياده الملك (اسعد الكامل ) ودارت عدة دورات حولها لتجد نفسها تراوح مكانها فتعجب لذلك الملك اسعد وقادته واضطر الجيش ان يستريح بعضاً من الوقت بعد ان امرهم ملكهم قائلا : - - حطوا الرحال واستريحوا قليلا وارسلوا بعض الجند لإستكشاف المنطقة التي حيرتنا وتتبعوا مسالكها ثم أتونا بخبرها ! وهكذا انطلقت سرايا من الجيش لإستطلاع المنطقة حتى وجدت مسالك الطرق ثم عادت الى حيث يعسكر الجيش والملك اسعد ومن معه بعد ان ترك حامية صغيره في المنطقة تتألف من القبائل والعشائر السبئية التي اوطنهم (اسعد ) في الحيرة وهي (قظاعه وكده وتنوخ ولخم و غيرهم ) مع زهاء عشرة الاف من الفرسان ، ومنذ ذلك الحين عرفت بإسم الحيرة ،وأثناء مسير الملك اسعد عهد الى بعض من الحرفييين لنحت كتابات على الصخور تتحدث عن الملك اسعد وإنتصاراته وفتوحاته ،( وقد اكد ذلك وجود نقوش على صخور في وداي ماسل الجمح في وسط الجزيرة العربية ) ، وعهد لآخرين بالنقش المسماري على صفائح طينية او زبوية ،كما كانت تسمى وتوصف المعارك والفتوحات وتصف الحصون وتعداد القبائل وموضوع المصير واسماء الاسلاف ،وقد نظم الأشعار في كل مرحلة من المراحل قصائها واشعارها التي نضمها اسعد الكامل والتي ذكرها نشوان الحميري والكثير من المؤرخين . في مدن اشور وبابل بدات تصل الأخبار عن ذلك القادم الجسور وجيشه الكبير واطلقوا على الملك القادم (اسرعدون ) ووصلت طلائع القوات عند تخوم المدن ثم لحقتها القوات الرئيسية حيث جموع ملك اشور (سنحريب)المحتل لبلاد بابل وتم فتح تلك البلاد واعاد الملك القادم الحكم للكلدانيين ، وكما ورد في بعض دراسات (1) (( انه وفي عهد الملك الأشوري سنحريب ) ظهرت قوى عظمى جديده في اسيا الصغرى – تحارب الاشوريين والميديين وهم السبكتون او سباثين )) ، مرور ثلاثه عشر عاما على تولي (اسعد ) قياده دولة سبا دخل الملك اسرعدون مديون بابل بعد ان فر منها ودمرها ملك اشور ( سنحريب ) وادرك بانه غير قادر على مواجهه جيش اسعد فانسحب بجيشه الى اشور حيث تحصن هناك ( (1) ، وعندما استراح (اسعد ) في مدينة بابل واراح قواته وقاداته دعا مجلس حربه واخذ المشورة معهم وبحضور ابنه شرحبيل قائلا : - - ترون الآن أن (سنحريب) يتحصن مع جيشه في أشور ويمتلك الحصون والقلاع المنيعه ، وقد يطول حصارنا له والحصار الطويل يعيق حركه قواتنا ونحن بحاجه اليها في اماكن متقدمه ، فتحدث أحد القادة قائلا : - لنترك (سنحريب ) وشأنه يتحصن كما يشاء ،ويكفي ان نناوشه بقوات صغيره لمنعه من توسيع دائرة تحصينه ، ثم نواصل مسيرنا لفتح المدن من حول أشور وعندما تخضع لنا مساحات شاسعه وبلدان جديده نعود بقواتنا الرئيسية ونهزم ذلك الملك المنهك – فرد آخر : -اوافق على هذا الراي ، ومن المهم جداً قطع طرق الإمداد والتموين على ملك أشور وإحاطته بالمدن الخاضعه لدولة سبأ . -هز الملك رأسه بالموافقه ثم وزع المهام بين القاده ومنهم إبنه ( شرحبيل) ، وفي البداية لم يهاجم (اسرعدون ) لشور مباشرة وإنما أطلق جيشه شرقا نحو مملكة (عيلان ) وعاصمتها (سوسه) الواقعه في جنوب إيران وبحسب الخطة المعتاد بها مع قادته ، تلك البلاد التي كان الملك (تيومان ) ويتحكم بجزء من طرق القوافل وكان قد دخل في معاهده مع الملك (ياسر) ثم نكث بها كما ذكر محمد الفرح (1) (بان ذلك الملك كان قد دخل بمعاهده سابقة مع (ابي كرب اسعد ) ولكنه نكث بها ، بعد ذلك توجه القائد الشاب شرحبيل ابن اسعد الى بلاد (ميديا ) وهزم قائدها في أسيا الصغرى وهكذا تم تطويق اشور وملكها (سنحريب) حتى مات بعد مرور سبع سنوات من هزيمته وفراره فتصارع أبنائه على الحكم فأنتهز الفرصه الملك (اسرعدون ) وابنه (شرحبيل ) وهاجما اشور كما ذكر محمد الفرح (1) فمال اهلها اليهما بعد ان سأموا من تصرفات ابناء سنحريب وحروبهم وانضوت بلاد اشور تحت ملوكية (اسرعدون ) وابنه شرحبيل واشور بليت القادمون من بلاد سبارتوا فقاما بتحصين المدن وبناء القصور والقلاع ،ومنها قصر (تل يونس ) في نينوى وقصر (شوربليت ) كعلامة من علامات النصر وبسط النفوذ ، وبإتجاه الشمال ضلت أنظار الملك اسعد تتجه واراد ان يفتح تلك البلدان فواصل زحفه حتى بلغ ارض الظلمات ارض (داما) وهي ارض الشمال (ارمينية ،القفقاس عند ياقوتيا ) هذه المنطقة التي كان قد بلغها جده (شمر يهرعش ) والتي سميت بياقوتبا منذ ذلك الحين نسبه الى احجار ها الكريمة وهي الياقوت وفي هذه المنطقة تغيب الشمس معظم ايام الشتاء وتسود الظلمة على كل شئ وقد سلك (اسعد ) طريق الحرير الذي تعبره القوافل التجارية وعند بلوغه تلك النقطة مع جيشه وقبل دخوله بلاد الظلمات وحتى لايتيه الجيش في الظلمات أشار احد القاده على الملك بان يتركز صغار الحمير والخيول في مواقع خلفية حيث النور والتقدم مع الامهات فقط اوكما سموها (بنا ت اتان ) ، وعند العودة والخروج من الظلمات اطلقوا العنان للحمير والخيول فشقت طريقها عائده نحو صغارها فخرجت بهم الى النور وقد صادف ان راى الجند بعض من الحصا يلمع في الظلمة فاخذا منه ما قدروا على حملة بينما سخر بعض الجند منهم معتقدين انها مجرد حجارة فقط ، ولكن عند خروج الجيش الى النور اتضح ان تلك الحصى هي در وياقوت وعندها اختلف الجند على تقاسمها حتى تدخل الملك اسعد واخذ الخمس منها وسلمه للجنود الذين لم يحملوا معهم شيئا فاطلق عليهم اصحاب الخمس منذ ذلك الحين واصبحت هذه التسمية معروفه ومتداوله كما أشار محمد الفرح (1) وكذلك بيتروفسكي (2) الى مقاطع من شعر اسعد الكامل لتخليد ذلك الحدث قائلا: ودخـلت في الـظلمات اعـظم مدخل[c1] *** [/c]من حيـث لازرع ولا اوطان ارض الظلمات غـزوا وحولي منهمو[c1] *** [/c]عـصب يضيق لجمعها الغيطان قلت اقـبضوا فإذا الحصا باكفهم[c1] *** [/c]والدر والياقوت والمرجاني فاقـمت فـيها ليلتان دلـيـنا[c1] *** [/c] ديـك وخنور معا واتاني ثم انـصـرفت بـحمير وجـموعها[c1] *** [/c]ثـلج الـفـؤاد وانـثنى جـذلان ...بعد عوده الملك اسرعدون من بلاد الظلمات الى اشور وإقتناعه بعدم جدوى الزحف شمالا اعاد توجيه زحف جيشه الى بلاد الشام فحارب مماليك الشام من الأراميين والفينقيين وقضى على الملك (خزعل العربي) وتبعه ملك القدوريين (كامش خالتا ) ملك مؤاب والملك (ناتو) ملك (الأنباط كما ذكر محمد الفرح (1) ،كل هذه الفتوحات جرت بعد ان ثبت الملك اسرعدون ابنه شرحبيل ملك على بابل واشور واستقرت له الاوضاع في تلك البلدان ،وفي الاقاليم الخارجية الشمالية والشمالية الشرقية استخلف (شمس ،سم ،ايس) على بابل ومشارفها وتمكن القائد شمر ذو الجناح من قياده الجيوش نحو ما تبقى من فارس اما اخوه فقد ارسله الى القسطنطينة حيث اصاب جيشه المرض واخفق في مهمته ولذلك لم يأتي ذكره لأي فتوحات في بلاد الروم واليونان اثناء فترة الحكم (اسعد الكامل ) غير هذه الحادثه . في كل مرة من المرات وبعد مرور عامان على مغادرة (اسعد ) ارض سبا كان يعود اليها وعلى طريق عودته يمر بوادي ماسل الجمح لتدوين نقوش مسند إنتصاراته في صخر الوادي ومسجلة بإسم (ابي كرب اسعد وابنه حسان ) ملكي سبا وذي ريدان وحضرموت ويمانت واعرابهم طودم وتهامت كما ذكر محمد الفرح (1) ومن وادي ماسل الجمح توجه الى مكه حيث كسى البيت الحرام للمرة الثانية وطاف بالبيت ثم توجه الى مدينه ظفار واقام بها عده سنوات بعد ان ترك ابنه حسان في مدينه مارب يتدبر امور ها ، وعند عوده الملك اسعد الى مدينة مارب ظفار المرة الاولى من غزوة كانت ابنته لميس شابه وتنتظر العرسان وفور قدوم والدها سارع احد اقيال همدان بطلب يدها من ابيها قبل ان يسبقه احد لخطبتها فكان له ذلك وجرى الزفاف وسط إحتفا ل بهيج في معظمه احتفال بعودة الملك المنتصر ، بعد ذلك لم تمر فترة طويلة على مكوث الملك اسعد في ارض سبا حتى قام بالتحضير من جديد لغزواته القادمه قتنقل بين الاقاليم واقام المعسكرات للتدريب وجمع الرجال والعتاد لدعم قاداته الميدانيين في الشام ووسط اسيا والهند والصين بهدف فتح البلدان التي لم تفتح بعد ومازالت تشكل خطرا على أطراف دولة سبا ،وعندما استقر الحال به في مدينه ظفار في احدى المرات دخلت عليه امراءة فينيقية تدعى (ام عمرو) قدمت من مدينة صيدا كما ورد في جديد دولة سبا وحمير (1) وبعد ان وقفت في باب مجلسه وبعد طول إنتظار وإلحاح شديد لمقابلته إستاذنت ودخلت الى مجلسه ووقفت قائلة : - ايها الملك – انتظرت ان تاتي مع جيوشك الى صيدا ، ولكن خبركم كان ياتينا ثم يتلاشى فشديت الرحال لملاقاتك ولكن المسافات باعدت بيننا وكلما شديت الرحال الى حيث تاتينا اخبارك وجدت انك قد رحلت عنها والآن ها انا اقف بين يديك فقال الملك اسعد:- - لابد ان ورئك خبرا جلل يا إمراءة . -نعم ايها الملك ، فان لنا ملكا ظالما يطلق (امير الشام ) عندنا فاغتصب علينا اغنامنا وذبح كبشا – قاطعها ابي كرب اسعد قائلا : - وما إسم ذلك الملك الظالم . -عبد ملكوتي ايها الملك ، فلقد شكوت اليه عامله ولكنه لم ينصفني منه ، ولقد اقسمت لأشكونه الى ملك سبا لكي ينصفني وها انا ذا اشكوه اليكم . فقا ل لها : - إذهبي يا ام عمرو وانتظري قدومنا وفاء الحول قالت المراءة وقد همت بالخروج : ولكن ايها الملك ................. قاطعها ابي كرب قائلا : إذهبي وانتظري قدومنا حتى وفاء الحول ووعدها بالنصرة وانه لمناصفها وامرها بالإ نصراف الى بلدها وقد وعدها بوصول العساكر رأس السنه ولكن تلك المرأة أغضبها وعد الملك اسعد إياها بالنصرة الى راس السنة وقالت كلاما ازعج الملك وبلغ مسمعه فرد عليها بقصيدته المشهورة والتي ذكرها نشوان الحميري قائلا (1) : سلي تخبري عن كل محض الشـمائل[c1] *** [/c]وعن كل فياض اليديـن مقاتل وسيري اريك الملك اوانتظريـنه[c1] *** [/c] بعـينيك ارثا في صميـم المقاول اريك ذرا قحطان حيث ابـتـنى له[c1] *** [/c]ابـوها قصورا حكمت بالجنادل لتستيقـني انا ارومه من مضى[c1] *** [/c]وما خابر يا ام عمرو كجاهل حجبنا بناة المجد طرا فلم ندع[c1] *** [/c] بـما قد حجبنا من محل نازل فأي بلاد لم ندوخ ملوكها[c1] *** [/c]واي عزيز لم نقـد بالسلاسل لنا فيالق صعب القياد عرندس[c1] *** [/c]ثمانون الفا راكبا غير راجل والف والف والف والف مسربل[c1] *** [/c]يـجــبون طـوعــا للامـيـر الـحلاحل فهيـهـات قـومي ام عمرو عن الــخنا[c1] *** [/c]مكان الثـريا من يـد الـمتناول . بعد ذلك قامت وعادت الى صيدا وانتظرت وصول العساكر وفاء الحول بالرغم من قولها الذي ازعج الملك وعند وفاء الحول كانت الجيوش قد اعدت واكتمل جمعها ،وفي وادي (ماسل الجمح ) وكما جرت العادة اجتمعت القوات وتقدمها الملك ( ابي كرب اسعد الكامل ) وانظمت اليه بعض القوات عند مروره بالقرب من مركز إبنه (شرحبيل ) في بابل واتجه بها صوب الشام وعند الساحل الفينيقي حيث كانت تقيم أم عمرو فسأل عنها حتى وجدها وذكرها بوعده لها فما كان منها إلا ان إحمرت خجلا لما بدر منها في مجلسه في ارض سبأ ، وهناك هاجم الملك (عبد ملكوتي ) وقتله وفتح مناطق الساحل كاملة ، وكانت هذه المناطق لاتبعد كثيرا عن أشور وعن إبنه (شرحبيل) فأحب اللقاء بابنه والأطمئنان عليه فسار على راس جيش صغير الى اشور بينما واصلت الجيو ش الرئيسية زحفها بإتجاه ماتبقى من بلاد الشام ، في هذه الأثناء كانت جيوش شرحبيل تتقدم نحو الهند وافغانستان واطراف الصين والتبت محققا إنتصارات كبيره في تلك المناطق .عند وصول الملك (اسرعدون ) الى مدينه نينوى في اشور استقبله إبنه شرحبيل وكل سكان المدينة بحفاوة كبيرة واستعاد الهيبه الكاملة لملكيته على ارض بابل واشور وعزز من سيطرة دولة (سبارتوا) إستراح الملك القادم وتزود بالمؤن ثم عاد ادراجه الى بلاد الشام حيث ينتظره جيشه وهناك قام بضمان ولاء القبائل العربية في بادية الشام وامن طريق المرور لجيشه الى مصر فاستولى على مدينه (ارزاني ) كما ذكر محمد الفرح (1) ثم مضى إلى رفح جنوب غزة ومنها عبر الى سيناء حتى بلوغه حدود مصر الخضراء عند نهر النيل وحارب ملكها (تهراقا او تارقوا ) وهو ملك مصر والحبشة وبلاد السودان واستمرت فتوحاته حتى بلغ بلاد المغرب واستمرت تلك الفتوحات زهاء سبع سنوات كان يقودها بنفسه لمدة عامان ثم يعود الى ارض سبا بعد ان يعهد الى ابناءة وقواده بمواصلة الفتوحات ، وكان لعودته كل عامين الى ارض سبا وذي ريدان وحضرموت ويمانت دورها في تذكير الجميع بأنه الملك وان سلطته قائمه بالرغم من تركه لأبنائه في مدينة مارب إلا انه كان يستقصد ذلك لما عاصره من تجربه مريرة مر بها جده ياسر يهنعم عندما غاب عن الدولة مدة اربعه عشر عاما مع إبنه ثاران أيفع وتسبب ذلك بأنفراد (كرب إيل وتر ) نائبهما في مأرب بالسلطة .حتى هذا الوقت كان قد امضى (اسعد ) ما يقارب من ثمانية وعشرين عاما من بعد توليه الحكم قضى معظمها في الحروب والفتوحات ، وفي السنة السابعه من حملاته وصل الملك اسعد الى اقصى المغرب واشرفت خيوله على مياه المحيط عند سلسلة الجبال المطلة عليه ولم تجد بعدها يابسه تسير عليها واعتقد ابي كرب اسعد أنه اول الفاتحين والواصلين الى تلك البلاد البعيده ولكن المفاجأه كانت كبيرة عندما وجد كتابة بالمسند منسوبة الى (شرحبيل نفيل ابو غرب ينكف) احد قاده الملك شمر يهرعش كما ورد في الأكليل للهمداني (1) موود هناك ففزع ذلك واتضح له ان بعض من ملوك سبا قد سبقوه الى هذا المكان ورجح ان يكون جده الأكبر (شمريهرعش) هو من اوصل ذلك المكان ، فعاد من هناك سالكا نفس الطريق الذي اتى منه مثبتا ملوكيته على بلاد مصر كما ورد في جديد دولة سبا وحمير (2) وعين فيها (نخو نكسيس) نائبا له هناك وهي تلك المناطق التي كانت تسمى (سباتيس) واقاليمها وعين على (اتريب) واقاليمها (نابو شزيباني) ثم إتجه الى الشام حتى وصل الى مدينة نينوى مجددا حيث يقيم إبنه شرحبيل ويقود حملاته شرقا منها .تنقلات الملك اسعد وغزواته في بلاد بابل وآشور ومصر والشام والمغرب أدت الى إستقرار وتوطين القبائل العربية السبئية وتعريز تواجدها والذي كان موجودا في الواقع من قبل ولكن بشكل ضعيف وبالأساس امنت تلك الفتوحات طرق التجاره ومرورالقوافل ،كما ان فتوحاته تلك في بلاد الفينيقيين وما حدث بعد ذلك من إتصال وتبادل تجاري مع الرهبان والبيزنطيين ساعد على نقل المعارف والفنون اليهم ومنها فن النحت وهندسه البناء وصناعه الأسلحه وسك النقود (ذي نار) و(ذي رخمة ) كما ذكرها جيمس هنري (1) كما انتقلت الكتابه بالمسند والمسماريه الى بلاد الرومان عبر الفينيقيين حيث تم تطويرها حتى حصلت على شكلها الحالي .في مدينة نينوى بآشور وبعد وصول الملك أسعد إليها في آخر مرة وبعد مرور احد عشر عاما من مسيرة مع جيشه خارج حدود دولة سبأ وجد نفسه فد أكمل غزوة لكل البلدان وفتحها ولم تعد هناك يابسه تطالها خيوله ففي الشرق والشمال بلاد الظلمات وفي الغرب توجد البحار والمحيطات فما كان من أبي أسعد إلا ان دعا كل القادة والوجهاء وأقرابنه (شرحبيل ) ملكا على اشور والأقاليم الخارجية المرتبطة بها ثم عاد إبنه شرحبيل ليمثل بين يديه قائلا له :- اي بني انظر الى شيخوختي فإنها لاتحتمل السفر والقتال فأنا عائد الى دياري في ارض سبا بعد ان وصلت بخيلي حيث لم يصله ملك سبئي من قبلي ،والآن انا عائد الى ارض سبا تاركا إياك وحيدا تحيط بك الأعداء من كل جانب ، وماعليك إلا الثبات واحسن الإختيار بين رجالك وقادتك واحذر الغدر ، فإن طال عمري وقويت عزيمتي عدت اليك وإن وهنت ارسلت في طلبك لحضور دفن ابيك واعلم ان وجودنا في بلاد بابل واشور يرهب الاعداء ويحمي حدود دولة سبأ ويؤمن طرق التجارة وان مغادرتنا لها كلينا سوف يعيد الملوك الطامعين ارض سبا من جديد كما حدث بعد موت جدك الملك (ياسر) ومغادرة الملك (ايفع ) اشور عائدا الى مارب .- فقاطعه شرحبيل قائلاً : - مازلت في كامل قواك يا ابي وسوف تعود إلينا كما عهدناك – فرد عليه والده قائلا :- لا تجاملني يا بني فإن لحياه الرجل نهاية ولو كان ملكا فهذه مشيئة (إله السماء) ، هيا يا بني قم من فورك وجهز رحالي ، فنهض الرجل وقد بدت علامات الحزن على وجهه بينما علامات الرضا على وجه الملك أسعد وربما لشعوره بأنه قد حقق كل أهدافه في حياته وبعد ان أقر ( شمس –شميس) ملكا مساعدا لشرحبيل على بابل ومشارقها اعد العدة للرحيل قاصدا ارض سبا واثناء رحلة العودة الاخيرة دخل (ابي كرب اسعد ) الى مكة وقام بكسوة البيت الحرام كما ذكر ذلك محمد الفرح (1) ، ثم اتجه الى مدينة ظفار تلك المدينة المحبوبة الى قلبه والتي شب فيها ومنها انطلق في مسيرة حياته وكان لوجود إبنه حسان في مدينة مارب وتسيره لشؤون الدولة أثرا في إستقرار الأوضاع السياسية في عموم الاقاليم السبئية ، لذلك فضل ابي كرب اسعد الإقامه والتنقل بين مدينتي ظفار وغيمان فمكث فيها ثمان سنوات متو اصلة ولكن لم ينقطع عن زياره مأرب ومراجعه اداء ابنه حسان فيها ، في تلك الأثناء توفي جده موهبيل ووالدته فارعه ودفنهما في مدينة ظفار وتقدم به العمر حتى اصابه الوهن واعتل جسمه فلما ادركه المرض ارسل الى إبنه حسان رسولا في مارب مع ابيات الشعر وبعث لإبنه شرحبيل في العراق يطلب حضوره وقد اورد بيوتروفسكي تلك القصيده قائلا (1) : حـضـرت وفاة ابــيـك ياحـسان[c1] *** [/c] فانظر لـنفسك فالزمان زمان واحـذر صـروفا للزمان فان بدا[c1] *** [/c]منها الشرور فهي في مهـد امـاني فلربـما عـز الذليـل وربـما[c1] *** [/c] ذل العزيـز وهـكـذا الإنـسـانوقد أشارت بعض المصادر (1) (( الى انه ليس القائل لهذه الابيات وإنما هي ترجمه شعرية لوصيته الى ابناءه قالها بعض شعراء العرب بعد موت أسعد )) ، ولكن هذه الاشعار وفي معظم المصادر منسوبه الى اسعد الكامل ،وعندوصول الرسل الى ابنائه ارتحل (شرحبيل ) من فوره الى ظفار وبادر حسان بالسفر اليها ، وعند وصول (حسان ) الى ظفار قبل وصول (شرحبيل ) ومثوله عند والده كان المرض قد أشتد على والده كثيرا وعند رؤيته لإبنه (حسان ) اراد ان يطمئن عليه وعلى مقدرته في تسيير شؤون الدوله بعد وفاته لذلك طلب من إبنه حسان أن يذهب وعلى الفور إلى كاهنه جبل ينور التي كان يعرفها (ابي كرب اسعد ) وقد ورد ذكرها في عدد من المصادر منها ملحمة اسعد الكامل (1) وجديد دولة سبأوحمير (2) وطلب منه ان يقرع باب الجبل عند وصوله حتى يفتح له وأن يدخل الى الكاهنه ويخبرها ان اباه مثقل بالمرض ليرى ما قولها في ذلك وان لايعصيها في امر مهما كان وان يلقاها في مدينة غيمان التي شد الرحال اليها من فوره ، فانطلق حسان الى جبل ينوروقرع بابه حتى انفتح له فدخل ولما انتهى الى الكاهنه اخبرها خبر مرض اباه لعله يجد عندها الدواء الشافي فأشارت على حسان ان يجلس على كرسي فيه حيات وعقارب ودو فرفض الجلوس عليه وقعد على الارض ثم قدمت له طبقا ذهبيا على هيئة روؤس بشر وقالت له إشرب كل هذا فرفض ثم قدمت له قدحا فيه دماء وقالت له إشرب فرفض ثم إستدارت إليه قائله : - ماابعد همتك من همة ابيك – إذهب وانظر إذا رجعت الى ابيك ودخلت غيمان فاقتل أول من يلقاك من الناس وادرك أباك فهو في آخر رمق ، فخرج حسان مسرعا الى ابيه حتى دخل غيمان فكان اوا من التقاه هناك هو أخاه (شرحبيل) فور وصوله من بلاد بابل فتذكر قول الكاهنه له ولكنه لم يفعل ما طلبت منه ثم دخل إلى ابيه فاخبر والده بما قالت له المرأة : فقال له ابي كرب اسعد : -ماأراك إلا مخطئا يا بني وماهذه إلا امثال ضربتهالك ، فإن الحيات والعقارب وروؤس الناس وقدح الدم ليست حقيقة اما الكرسي فإنه لا يملك (حمير ) إلا من صبر على مثل لدغ الحيات والعقارب والدورد واما الذي في القدح من دماء الرؤوس والعضام فانه لا يملك (حمير(إ لا من اكل اموالها ، ثم اشتد المرض على ابي كرب اسعد وقبل ان يوافيه الموت اخبر بامور كثيرة منها انه سياتي نبي اسمه احمد يكون خاتم الأنبياء وان الملك سينتقل الى يصيرالى قريش ثم بعد حين ينتقل الى حمير بعد ان يصير الى قريش يعيده الله اليها على يد رجل من ولد قحطان إسمه على ثلاثة احرف تجمع له الأرض ويدعوا الى الله سبحانه وتعالى كما ورد في جديد حضارة سبأ وحمير(2) ، ثم مات (ابي كرب اسعد ) حوالي سنة (669)ق. م فأقيم له مأتم حضرته الأقيال والأذواء والكثير من جموع سبأ ودفن واقفاً في قبره كما أوصى في شعره ، كما ذكر ذلك بيوتروفسكي (2) وقد جاء انه مات بغيمان ودفن فيها واقفاً في قبره وقد يكون مات في ظفار ودفن فيها او مات في ظفار ثم دفن في غيمان ونظم وصيته شعرا والتي ورد ذكرها في كثير من الدراسات ومنها ما ورد في جديد حضارة سبأ وحمير (2) وقال فيها لقد علمت لئن هلكت واوحشت [c1] *** [/c] مني ظفار وعطلت ريدان لقيت من الملوك عظيمها[c1] *** [/c]ولتفقــدن حليفها التيجان قولي لحمير اقبـروني قائما[c1] *** [/c]من حولي الحبلات والرمال وافــطن لكاهنتي فإن كلامها[c1] *** [/c]حق وان قـبـورنا غيـمان وبذلك حقق ابي كرب اسعد الكامل اهم اهدافه التي رسمها في حياته وهي نشر دين التوحيد (ذي سموي) الذي تعلمه من الكاهن اليمني (شافع بن كليب الصدفي) وسن تعاليم طهارة البيت الحرام بمكه وكساء الكعبه واوجد لها بابا ومفتاحا وطهره من الاصنام ثم حقق هدفه الثاني ببلوغ اركان الارض الاربعه وفتحها وضمها الى دوله سبا وملو كيتها العلياء وهي الاركان التي كانت تعرف في ذلك الزمان وهي (1) :الأول : الركن الجنوبي ( الجزيرة العربية والحبشة وساحل القرن الافريقي ) .الثاني : الركن الشرقي (بلاد بابل وفارس والهند وشرق المحيط الهندي ).الثالث : الركن الشمالي ( بلاد أشور والشام والقفقاز وآسيا الصغرى (تركيا حاليا) وبحر الشام ،شرقي البحر المتوسط ) . الرابع : الركن الغربي ( بلاد مصر والسودان والمغرب ) .بعد وفاة (أبي كرب أسعد ) ودفنه عاد إبنه (شرحبيل ) الى بلادبابل واشور بينما تولى الحكم إبنه (حسان ) ملك سبا وذي ريدان وحضرموت ويمانت وطودم وتهامت وقد كان حسان قبل ذلك ملكا نائبا لأبيه في مدينة مارب اثناء غيابه عنها وإنشغاله في غزواته الخارجية واثناء مرضه وإقامته في ظفار وغيمان ، ولكن حدس ابي كرب اسعد بابنه حسان كان في محله وما قد يلاقيه إبنه هذا من صعاب عند توليه الحكم بعده مقدرته على الثبات عليه فكان أشار عليه بالخروج الى جبل ينور وزيارة الكاهنه فخاف الاب على ابنه حسان واراد ان يختبره من دون ان يشير بالامر بعده لأحد اخوته وكان اشهرهم (شرحبيل ابي كرب ومعدي كري يهنعم وحجرا ايفع واختهم لميس ) فقام بزيارتها بناءً على رغبة والده بينهما مادار من الحديث .بعد مضي ثلاث سنوات من وفاة ابي كرب اسعد وتولي الحكم ابنه (حسان) تحققت اولى نبوءاته حيث شب صراع بين ابي كرب اسعدواخيه شرحبيل على الملوكيه وحدود سلطتهما حين توقف الملك شرحبيل عن الإعتراف بملوكيه اخيه في ارض اشور وبابل وانفراد سلطته على تلك البلاد وعندما تقدم شرحبيل بالإغارة على انصار اخيه حسان في بابل شرق الجزيرة العربية عند قبيلة بني قيدار كما ذكر الفرح (1) ورئيسها (ابو عاصي) فنهض اخيه حسان بجنوده يريد العراق لنجده قبيلة بني قيدار فصعب الامر على الاقيال وعلموا انه لن ينتهي عن غزوته حتى تنتهي بهم حيث بلغ ابوه أسعد وينال من اخيه شرحبيل في بلاد اشور ، فشق عليهم ذلك فراسلوا اخيه شرحبيل واتفقوا معه على الخلاص من حسان فاجمعوا عليه عند منطقة بين اليمامة والبحرين وغدروا به وقتلوه بعد خمس سنوات من موت ابيه فتولى الحكم (شرحبيل ) وعاد ارض سبا قادما من ارض بابل واشور وانعقدت الملوكيه له في مدينة مارب وكما يبدو انه ترك بعض من النواب من اهل اشور وبابل على تلك البلاد الذي سرعان ما كونوا لانفسهم ممالك مستقلة ، وعند وصول (شرحبيل ) مارب كان اول ما قام به هوتجديد بناء (سد مارب) العظيم ولكن ابتعاده عن بابل واشور اعاد الأمل لسلالة الملوك بإعاده امجادها فبدأت ترص صفوفها حتى قويت شوكتها وظهرت مماليك ودول جديده اضعفت من قوة وسطوة دولة سبأ وحمير فظلت العرب زمنا طويلا تمتدح الملك اسعد الكامل لانه من عظماء ملوك العرب الفاتحين للشرق والغرب ،وفي زمنه توحدت العرب واستوطنت في بلدان جديده وبعيده ، وكان اسعد الكامل شاعرا وفارسا ، وبما ان القبائل العربية تتناقل الشعر وتمجد قائله كان( الملك اسعد الكامل) شاعرهم الأول وبطلهم القومي في ذلك الزمان مما زاد من شهرته وظلت ذكراه امامهم حاضرة لالاف السنين .بعد مرور الف او الف وثلاثمائة عام من موت ابي كرب اسعد يهنعم كما ذكر الفرح (1) تحقق ما اخبربه وظهر النبي محمد صلى الله علية وسلم ، من قريش خاتم الأنبياء والمرسلين وقد قال فيه النبي (صلى الله عليه وسلم ) (لاتسبوا تبع (يقصد به اسعد الكامل ) فإنه كان مؤمنا ). وقال الهمداني (2) (( اسعد تبع ابي كرب .......هو الذي آمن برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يره ، وكان ملكا عظيما شاعرا عارفا بالنجوم واحكام القرانات )) ، كما ان الحجر الاسود كان يسمى الحجر الاسعد نسبة الى الملك (اسعد الكامل ) لما كان له من شأن مع البيت الحرام عند زيارته لمكه ثلاث مرات في حياته كما ذكر – ترادكسيم (3 ) ((( ........الكعبه عبارة عن بيت مربع البنيان تقريبا ،وله اربعه اركا ن : ركن الحجر الاسود وكان يسمى ايضا الحجر الاسعد ومنه يبتدى الطواف والركن اليماني ،والركن الشامي ، والركن الغربي)). بعد إنتهاء تلك الفترة التاريخية التي سطرها (اسعد الكامل ) وبعد فترة زمنية ليست بالكبيرة زاد نفوذ بعض سلالات الاقيال والاذواء وكونوا لانفسهم امارات على بعض الاقاليم تخليدا لاسماء اجدادهم فاقاموا دويلات خاصة بهم وكماورد في ملحمة اسعد الكامل (1) ( وقد برزة طبقة إجتماعية جديده هي الاقيال ، بداء من القرن الثاني الميلادي ، الوجهاء الجدد الذين امتلكوا الاقطاعات الكبيرة التي سخرها لخدمه الدولة ،وفي القرنين الخامس والسادس امتلك الاقيال الغنى الواسع ، ولقد خضعت لهم قبائلهم القتالية الخاصة بهم وتمتعوا ، بإستقلالية كبيره وانقلبوا في القرنين السادس والسابع الى حكام حقيقيين للبلد ) ، ويفسر بعض الباحثين بان ذلك كان احد اسباب ضعف دولة سبا الى جانب العوامل الاخرى مثل إنهيار سد مأرب وتعاقب الغزوات على دولة سبا وتغيير اتجاه رحلات السفن بحرا بعد إكتشاف مواسم هبوب الرياح وتحديد اتجاهاتهم وإستخدام الاشرعه الهوائية ،وقد ضل وضع اليمن على تلك الحال حيث كان كل جيل يحكم منطقة نفوذه وقد يقوي احدهم على الاخر لقتره وجيزة من الزمن ، وكا ن يحدث في بعض الاحيان نوع من الاتحاد المؤقت لمحاربه عدوا خارجي كما حدث في مواجهه الاحباش ، ولكن ومع كل هذا فإن عهد ( ابي كرب اسعد ) وابنه (شرحبل) (وحسان ) هو اخر عهود الدولة السبئية القويه التي ساد نفوذها مناطق كثيرة من العالم القديم وورد فيها ذكر للغزوات العظام خارج حدود دولة سبا شرقا وغربا وشمالا تلك الفتره التي ورد ذكرها في كثير من النقوش السبئية في اكثر من موقع واكثر من بلد التي كانت تشكل العالم القديم وخاصه ارض العراق حيث قام ت مملكتي اشور وبابل وكانت تجاور دولة سبا تلك الدولتان اللتان خضعتا في فترة من فترات التاريخ لسلطة دولة سبا ومنها فترة حكم الملك (اسعد) وابنه (شرحبيل) ،وما بعد ذلك لم يتعدى نفوذ سبأ نجد والحجاز وارض اليمامة . [c1]* الهوامش :[/c]1. الجديد في تاريخ دولة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 606.2. الأمم السامية –حامد عبد القادر ص 84- 85.3. الموجز في تاريخ حضارة الرافدين – طه باقر ص 510-51.4. السيرة الجامعه – قصيده نشوان الحميري ص 118- 157.5. الموجز في تاريخ حضارة الرافدين – د .طه باقر ص 474.6. الجديد في تاريخ دواة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 610-618 .7. الجديد في تاريخ دولة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 610-618.8. الجديد في تاريخ دولة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 661.9. الجديد في تاريخ دولةوحضارة سبأوحمير – محمد الفرح ص 661.10. تا ريخ اليمن القديم –د. محمد بافقيه ص 154.11. السيره الجامعه – قصيده نشوان ص 118-119.12. جديد دولة وحضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 626- 627.13. وحضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 627.14. السيرة الجامعه – قصيدة نشوان الحميري ص 118.15. الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأوحمير – محمد الفرح ص 649.16. الجديد في تاريخ ودولة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 649.17. الجديد في تاريخ وحضارة دولة سبا وحمير – محمد الفرح ص 649.18. الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 624 -627 -649. 19. اليمن وحضارة العرب – د/ عدنان تريسي ص 40.20. الجديد في تاريخ وحضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 627.21. تاريخ اليمن القديم –د/ محمد بافقيه ص 154.22. ملحمة أسعد الكامل ص 98.23. ملحمة أسعد الكامل – بيوترو فسكي ص 63.24. جديد حضارة ودولة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 660.25. ملحمة أسعد الكامل – بيوتروفسكي ص 59.26. الجديد في تاريخ دولة سبا وحمير – محمد الفرح ص 667- 694.27. في العربية السعيده –د. محمد عبد القادر بافقيه ص 49 -53 .28. المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام د. جواد علي ج 2- ص 49 -53 .29. الجديد في تاريخ دولة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 598.30. المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام د. جواد علي ص 490 .31. الجديد في تاريخ سبأ وحمير – محمد حسين الفرح ص 646 .32. تاريخ اليمن السياسي – د . محمد يحى الحداد ص 116 – 117.33. يهود اليمن والهجرة الى فلسطين . محمد عكاشه ص 18 – 19.34. البداية والنهاية – ابن كثير ص 165 – 166.35. الجديد في تاريخ سبأ وحمير – محمد حسين الفرح ص 719- 720 .36. الأكليل – الحسن الهمداني ص 221 ج .37. تاريخ الأمم والملوك – الطبري ص 39- 96 ج2.38. ملحمةأسعد الكامل بيوترو فسكي ص 102.39. الجديد في تاريخ وحضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 667 -669.40. الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 667-669.41. الجديد في حضارة وتاريخ دولة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 670.42. الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 672. 43. الجديد في حضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 673.44. ملحمة أسعد الكامل – بيوترو فسكي – النقش 509 ص 107.45. الجديد في حضارة سبأ وحمير –محمد الفرح ص 675.46. الجديد في حضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 674.47. الجديد في حضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 676.48. السيرة الجامعه – نشوان الحميري ص 128.49. الجديد في تاريخ سبأ وحمير – محمد الفرح ص 678- 679.50. الأكليل – الهمداني ص 99.51. الجديد في تاريخ سبأ وحمير – محمد الفرح ص 678- 679.52. العصور القديمة – جيمس هنري ص 236.53. الجديد في تاريخ دولة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 683.54. ملحمة أسعد الكامل – بيو ترو فسكي ص 93.55. ملحمة أسعد الكامل – بيوتروفسكي ص 80.56. الجديد في حضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 648.57. الجديد في حضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 683- 684.58. ملحمة أسعد الكامل – بيوترو فسكي ص 130.59. الجديد في حضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 675.60. الجديد في حضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 692.61. الجديد في حضارة سبأ وحمير – محمد الفرح ص 657 -684.62. الأكليل – الحسن الهمداني ص 220ج 8.63. ترادكسيم المعرفه ص 123.64. ملحمه اسعد الكامل – بيوتروفسكي ص 62-63.