في كتاب للمؤلف اليهودي جون روز
صدر كتاب للمؤلف اليهودي جون روز البريطاني الجنسية ( اساطير الصهيونية تهدد السلام ومستقبل اليهودية) والذي نشر لأول مرة عام 2004م وصدرت ترجمته مؤخراً الى العربية والتي قام بها استاذ التاريخ المصري ( قاسم عبده قاسم) عن مكتبة الشروق الدولية بالقاهرة ويقع هذا الكتاب في ( 283 صفحة) بالحجم الكبير وقد اثار ردود افعال كبيرة لكونه تجاوز الخطوط الحمراء لمعبر الصهيونية !!!عبدالله الضراسي ويشكل هذا الكتاب الاكاديمي التاريخي خصوصاً هذه الأيام في ظل تزايد غطرسة ( الكيان الصهيوني) ( لطمة) علمية وبحثية ومعلوماتية خاصة وانها تأتي من احد مثقفي اليهود والعائش في بريطانيا وشهادة من ( عقر دارهم) !![c1]من مفردات دفتر اساطير الصهيونية[/c]قبيل الدخول في فضاءات كتاب المؤلف اليهودي جون روز ( اساطير الصهيونية تهدد السلام ومستقبل اليهودية )يمكن الرجوع الى جمل حوارية مهمة جداً وخطيرة وردت على لسان ابطال من المخابرات العامة المصرية تم استخلاصها من ( الجاسوس المصري 113) داخل اسرائيل المعروف باسم ( رأفت الهجان) إحدى روائع اديب الرواية الجاسوسية الكبير الراحل ( صالح مرسي) من ان ( ثمة عادة صهيونية لدى الموساد وهي انه احياناً يطلق سلسلة من الاكاذيب حواليه حتى تتحول هذه الأكاذيب إلى حقائق تحاول هذه المؤسسة الصهيونية الاستخباراتية تصديقها وتحويلها الى واقع )!!وهذه الخلاصة العجيبة آنفة الذكر هي طرف الخيط والذي ( بنى) عليه المؤلف اليهودي جون روز والبريطاني الجنسبة ليعلنها بكل ( صراحة) انها اساطير الصهيونية كحركة ايديولوجية تكون بعملها ذلك اي اختلاقها لمسلسل الاساطير انما هي في الاصل تهدد السلام وكذا مستقبل اليهودية كديانة سماوية وشعب !!![c1]شهادة شاهد من أهلهم[/c]وفي مطلع كتابه ( اساطير الصهيونية تهدد السلام ومستقبل اليهودية) تحدث المؤلف جون روز قائلاً بانه :- " يستبعد احلال السلام في المنطقة على الأقل في الوقت الحالي بسبب ( العقيدة الصهيونية) لكونها ( خطراً) حتى على مستقبل اسرائيل والديانة اليهودية وأن ( الصهيونية) هي المشكلة و( إزالتها) هي الشرط الاساسي للسلام في الشرق الاوسط، لان ( الصهيونية) تهديد لايقتصر على ( الفلسطينيين ) وانما ينسحب على مستقبل اليهودية نفسها !!وان عدداً من الاسرائيليين الذين عملوا سابقاً في ( المؤسسة الصهيونية) اصبحوا الان يخافون حقاً من ( الوحش فرانكشتاين) الذي ساعدوا هم انفسهم على (خلقه) وانهم يحاولون ( الانفصال ) عن المشروع الصهيوني) الذي تنتمي اليه جذورهم !!![c1] إسرائيل جنوب افريقيا[/c]وتصل درجة الحقيقة والصدق عند المؤلف اليهودي جون روز قمة انفعاله إزاء ( تشريح البعد الايدلوجي للصهيونية) عندما يرفعها الى درجة مقارنتها بدولة الفصل العنصري في جنوب افريقيا مقارنة بدولة الكيان الصهيوني حيث قال بهذا الصدد :- " المقارنة صائبة بين اسرائيل ودولة الفصل العنصري السابقة في جنوب افريقيا حيث ادركوا ان الحالة الاخيرة ( حقيقة مهمة جداً ) في الوقت المناسب وهي ان البنية المستبدة للدولة العنصرية يجب ان تتفكك قبل ان تعصف بها ثورة دموية حيث كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اصدرت عام 1975م قراراً باعتبار ( الصهيونية حركة عنصرية ) لكنها الغت القرار في التسعينات حيث دعا ( مؤتمر ديربان ) بجنوب افريقيا في سبتمبر 2001م الى اعادة تجديد القرار الاممي الداعي لاعتبار الصهيونية حركة عنصرية..[c1]تقويض دعائم الصهيونية[/c]ويضيف المؤلف اليهودي البريطاني الجنسية الى ان ثمة ( آراء) اسرائيلية تطالب بإلغاء ( قانون العودة) الاسرائيلي الذي يمنع ( الفلسطينيين من العودة الى بلادهم وان الغاء هذا القانون ( سيقوض) دعامة مهمة من دعائم الصهيونية .هذا من جهة ومن جهة اخرى ( نوه) الى أن الصهيونية ( تتجاهل) المكون العربي الاسلامي في التاريخ اليهودي ولاترى سوى المعاناة اليهودية خلال فترات ( النفي) لاسيما في اوروبا واسطورة النفي هذه لها (سخافتها ) المخصوصة وقد (سيستها) الصهيونية عندما جلبتها من قصص الكتاب المقدس منذ هدم المعبد في القدس على يد القائد الروماني ( تيتوس) من عام 70 ميلادية حتى قيام اسرائيل عام 1948م ووفقاً لما اطلق عليه ( اسطورة النفي) فان اليهود الذين كانوا يعيشون خارج فلسطين يعتبرون ( منفيين) طوال تلك القرون..[c1] شرط حق العودة[/c]واشار المؤلف ( جون روز) الى ان ( ديفيد بن غوريون) اول رئيس وزراء لإسرائيل الذي اعتبره اكثر زعماء الصهيونية نجاحاً في القرن العشرين ( تباهى) مرة بان ( الاسطورة) يمكن ان تصبح ( حقيقة ) إذا آمن الناس بها بما يكفي من قوة.ولهذا تطرق المؤلف ( جون روز) الى ان ( بن غوريون) استخدم بحذق ومهارة خفة ( اليد الثقافية) كي يتلاعب باحتراف بقصص الكتاب المقدس بحيث تناسب ( المزاعم السياسية ) للصهيونية على الارض الفلسطينية وكانت النتيجة ان ( بن غوريون) قد ادت سياساته تلك الى (تدمير ) اية احتمالات لمصالحة عربية اسرائيلية ..[c1] حقائق انسانية[/c]كذلك قام المؤلف ( جون روز) بتقديم حقائق انسانية عندما اشار الى ان ( بن غوريون) اعلن للسلطات البريطانية عام 1936م والذي شهد بداية ( الانتفاضة الفلسطينية) ضد الحكم البريطاني وكذا ضد المستوطنات الصهيونية ان ( الكتاب المقدس) هو مصدر الملكية لنا !! وان هذا ( الاساس ) هو المفهوم الجغرافي ( السيئ ) للرواية الصهيونية وانها التي حملت وعداً بتحرير اليهود بينما كانت ( حركة في الاتجاه المضاد) واشار: " الى ان الصهيونية بعد الحرب العالمية الاولى ( ساعدت) على تقوية الاستعمار البريطاني للعالم العربي كما ان ( الدولة العبرية) المختلقة حديثاً لم تكن سوى رصيد استراتيجي لمخططات الولايات المتحدة ( الامبريالية الجديدة) في المنطقة العربية وفي كلا الحالين كانت الصهيونية ( معتمدة) على القوى الامبريالية الغربية تماماً !!![c1] ظل اللاجئ الفلسطيني[/c]وأجمل ما اختتم به المؤلف كتابه (اساطير الصهيونية تهدد السلام ومستقبل اليهودية، قوله :- » ان ظل اللاجيء الفلسطيني ( سيظل ) يطارد اسرائيل الى الأبد مادياً وسياسياً واخلاقياً ونفسياً وعسكرياً في نهاية الامر، واضاف ان (الانتحاري) الذي يفجر نفسه في بداية القرن الحادي والعشرين ، (يجسد اخفاق) الدولة اليهودية في فهم ( مغزى سلوكه) وإن هذا ( الانتحاري) هو اللاجئ الذي لم يسمح له بالعودة إلى وطنه !!