مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدى وصولهم إلى مطار الإمام الخميني الدولي
طهران /14 أكتوبر/ رويترز:ذكرت وكالة مهر شبه الرسمية للانباء أن فريقا من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة فتش يوم أمس موقعا نوويا في إيران أجج مخاوف الغرب من وجود برنامج سري إيراني لصنع قنابل ذرية وهو اتهام ترفضه إيران.وكانت إيران زادت المخاوف العالمية بشأن خططها النووية عندما كشفت في سبتمبر عن وجود الموقع بوسط البلاد بعد إن اخترقت أجهزة مخابرات غربية ستار السرية الذي يحيط به منذ ثلاثة أعوام.وقالت الوكالة من دون أن تذكر مصدر النبأ “المفتشون... زاروا المنشأة في وسط إيران. ومن المتوقع أن يزوروا الموقع ثانية.”ولم يصدر تأكيد فوري من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وكان مفتشو الوكالة قد وصلوا إلى إيران في وقت مبكر يوم أمس لفحص الموقع وهو محطة تحت الإنشاء على بعد 160 كيلومترا جنوبي طهران.ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب وقودا لمفاعلات الطاقة النووية كما يمكن تنقيته لدرجة أعلى واستخدامه في صنع قنابل.ووافقت إيران التي تقول انها لا تريد إلا توليد الكهرباء على فتح منشأة تخصيب اليورانيوم الجديدة أمام المفتشين خلال محادثات مع ست دول كبرى وهي الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا جرت في جنيف في أول أكتوبر تشرين الاول.لكن تفاهما ثانيا جرى التوصل اليه في جنيف تعثر يوم الجمعة عندما ألقت إيران بشكوك حول خطة لإرسال معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى الخارج لمعالجته من أجل توفير الوقود اللازم لمفاعل في طهران ينتج نظائر مشعة للاغراض الطبية.وتعتبر القوى العالمية الخطوتين اختبارا لمدى صدق إيران في قولها أنها لا تعتزم استخدام اليورانيوم المخصب إلا في الإغراض المدنية وأساسا لمحادثات تالية بشأن الحد من عملية التخصيب نفسها مقابل حوافز تجارية وتكنولوجية.وانتقد نواب ايرانيون بارزون مشروع الاتفاق الذي صاغته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بشأن الوقود النووي في تصريحات كررها دبلوماسي إيراني يوم أمس .وأضاف الدبلوماسي أبو الفضل زورهواند وهو سفير سابق لدى ايطاليا إن الخطة تعد تعليقا فعليا لأنشطة التخصيب الإيرانية وهو أمر رفضته إيران مرارا.ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن زورهواند قوله “إذا أردنا تخصيب هذه الكمية ثانية فسيستغرق الامر 18 شهرا على الاقل. وخلال هذه الشهور الثمانية عشر سيكون أمامهم الوقت اللازم للضغط على ايران ثانية ودفعنا في الاتجاه الذي يريدونه.“هذه المؤشرات من الغرب تسبب انعدام ثقة.”وأوضح عضو في لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي في البرلمان معارضته لمشروع الاتفاق.ونقلت وكالة انباء الطلبة الإيرانية عن النائب محمد كرميراد قوله “إنا ضد قبول الصفقة... إنها ليس في مصلحة إيران.”وتقول إيران إن محطة الطرد المركزي التي تقام في مجمع عسكري داخل جبل قرب مدينة قم ستخصب اليورانيوم للأغراض المدنية فحسب.ويقول دبلوماسيون ومحللون غربيون إن طاقة الموقع صغيرة على ما يبدو بحيث لا تكفي لتزويد محطة للطاقة النووية بالوقود ولكنها كافية لانتاج مواد انشطارية لصنع رأس أو رأسين حربيين نوويين سنويا.وامتنع فريق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكون من أربعة مفتشين من قسم الضمانات النووية في الوكالة بقيادة هيرمان ناكايرتس الذي يشرف على منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك إيران عن الإدلاء بتصريحات للصحفيين في مطار فيينا قبل الصعود إلى طائرتهم.ومن المرجح أن يمكثوا في ايران عدة ايام ويعتزم المفتشون مقارنة التصميمات الهندسية التي تقدمها إيران للموقع بالواقع الفعلي للمنشأة وإجراء مقابلات مع العاملين وأخذ عينات من البيئة للتحقق من أن الموقع ليس له أي بعد عسكري غير مشروع.ونقلت وكالة انباء الجمهورية الإسلامية عن نائب بارز قوله إن إيران تبعث من خلال عمليات التفتيش التي تجريها الامم المتحدة برسالة “لبناء الثقة والتفاعل الجيد والشفافية” وأنه سيكون “من الجيد أن يستقبل الغربيون هذه الرسالة بشكل صحيح.”