امرأة تلمس نصبا تذكاريا لإحياء ذكرى ضحايا تفجيرات يوليو تموز 2005 في لندن
لندن / 14 أكتوبر / رويترز:ذكر تقرير في الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة أن بريطانيا تواجه موجة جديدة من الهجمات من متشددين محليين يفتقرون للتدريب الجيد لكنهم يمتلكون الحافز القوي وذلك في الوقت الذي يتحول فيه التهديد الذي تمثله القاعدة من التخطيط لعمليات تفجير متطورة إلى أعمال ينفذها أفراد. وتقول الدراسة التي أجراها المعهد الملكي للخدمات المتحدة وهو مركز أبحاث إن التحول في تكتيكات القاعدة وزيادة تطرف المسلمين القابعين في السجون وانتهاج سياسة خارجية «تؤدي إلى التركيز على التنفير والاستياء» تزكي هذا التهديد. وأكد البروفيسور مايكل كلارك مدير المعهد الذي يقدم المشورة للحكومة في المسائل الأمنية أن «الظروف كلها مهيأة لسلسلة هجمات قد تبدأ في أي وقت.» وكان هناك 20 مؤامرة كبيرة لإسلاميين ضد بريطانيا منذ عام 2000. ولم تنجح سوى واحدة فقط وهي تفجيرات لندن التي نفذها أربعة شبان بريطانيين في يوليو تموز 2005 وأسفرت عن مقتل 52 شخصا. وجرى اعتقال أكثر من 230 شخصا بتهمة التخطيط لشن هجمات. وترفع بريطانيا مستوى الخطر من التهديد إلى ثاني أعلى مستوى وهو «حاد» ما يعني أن من المحتمل بشكل كبير التعرض لهجوم إرهابي ويقول تقرير المعهد الملكي للخدمات المتحدة إن بريطانيا لديها ما يدعوها للخوف أكثر من الدول الغربية الأخرى من الإرهاب المحلي. لكن التقرير أشار إلى أن أصل وطبيعة التهديد قد تغيرت. ففي السابق كانت القاعدة بزعامة أسامة بن لادن عند الحدود الأفغانية الباكستانية هي المحرض تقريبا على جميع المؤامرات الكبيرة في بريطانيا. وأضاف التقرير أن جماعات مثل تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم فاشل لتفجير طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية في يوم عيد الميلاد أصبح ضالعا بشكل كبير في المؤامرات. ويأتي في المقدمة رجل الدين الأمريكي المولد أنور العولقي المنتمي لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب الذي كان على صلة بطبيب نفساني بالجيش الأمريكي قتل 13 جنديا بالرصاص في فورت هوود بتكساس عام 2009، بالإضافة إلى متشددين بريطانيين. وأدى هذا التحول إلى حدوث تغيير في التكتيكات والأهداف بعيدا عن الهجمات الكبيرة التي كانت تستهدف السفر جوا ويخطط لها زعماء مدربون جيدا يديرون خلايا. وأكد التقرير أن العولقي وزعماء جدداً آخرين يسعدهم إرسال أفراد غير مدربين جيدا لاستهداف مسابقات رياضية كبيرة وفنادق في حين أن من المرجح أيضا أن يحاول انتحاريون تنفيذ المزيد من عمليات الاغتيال ضد أشخاص معينين. وأضاف التقرير «في نهاية المطاف هناك ما يدعو للاعتقاد بان احدهم سيكون محظوظا بما يكفي لتحقيق النجاح بشكل كبير ضد أهداف مهمة في دول غربية.» وأشار التقرير إلى أن أجهزة الأمن تواجه أيضا تهديدا متناميا من عدد متزايد من المسلمين الذين أصبحوا متطرفين في السجون البريطانية ما قد يسفر عن ظهور نحو 800 «من المتطرفين الذين من المحتمل ان يتسموا بالعنف» خلال العقد القادم. وفي الوقت نفسه فان بعض الأشخاص الذين أدينوا في مؤامرات إرهابية وصدرت ضدهم أحكام بالسجن لفترات قصيرة سوف يفرج عنهم ومن المرجح أن يظلوا ملتزمين بقضيتهم. وخلص التقرير إلى أن «أجهزة الأمن البريطانية تدرك تماما إمكانية حدوث موجة من الهجمات الفردية العشوائية ضد أهداف مختلفة.» وقال التقرير إن «الهجمات على (أماكن مزدحمة) يحتل مكاناً قريباً من اكبر الأخطار حسب تصنيفات الحكومة خلال الأعوام الخمسة القادمة».