د. فهد الصبري:إن النمو الاقتصادي يتسم بالبطء عندما يكون نمو السكان في سن العمل منخفضاً عند نظيره نمو إجمالي السكان،ويتسحن النمو الاقتصادي عندما يتعدى نمو السكان في سن العمل نظيره نمو إجمالي السكان،ويحدث ذلك نتيجة انحسار الفجوة إلى فارق إيجابي ضئيل جداً بين متوسط دخل الفرد من إجمالي الناتج المحلي ومتوسط حصة العامل من الناتج،وقد وضحت هذه العلاقة من المؤتمر الدولي للسكان في وثائقه التي أكدت على أن العلاقة بين السكان والنمو الاقتصادي المطرد والفقر هي علاقة متبادلة ومتعاضدة فتؤكد حول أوجه الترابط بين السكان والنمو الاقتصادي المطرد والتنمية المستدامة (أن الأنشطة اليومية لجميع البشر والمجتمعات المحلية والبلدان ترتبط بالتغير السكاني وأنماط ومستويات استخدام الموارد الطبيعية وحالة البيئة وسرعة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ونوعيتها.وهناك اتفاق على أن استمرار انتشار الفقر على نطاق واسع فضلاً عن أوجه الجور الخطيرة,الاجتماعية والقائمة على نوع الجنس,لها أثر كبير على البارامترات الديمغرافية مثل نمو السكان وهيكلهم وتوزيعهم,كما أنها تتأثر بذلك.وهناك اتفاق عام أيضاً على أن أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المستدامة لا تفتأ تسهم في الاستعمال غير المستدام للموارد الطبيعية وتدهور البيئة فضلاً عن زيادة الجور الاجتماعي والفقر أن الأثر المتبادل لانخفاض الخصوبة والوفيات المقرون بزيادة تراكم رأس المال في عملية النمو الاقتصادي له إمكانية تفسير النتائج الإيجابية في بلدان عديدة,حيث أن أثر التغذية الاسترجاعية الذي يظهر بين كل عامل من العوامل له إمكانية مضاعفة تأثير العوامل الخارجية المؤثرة عليه وهذا التغير الديمغرافي يأثر على مخرجات عملية الإنتاج مباشرة من خلال عرض قوة العمل ويؤثر بشكل غير مباشر من خلال الادخار والاستثمار وبالتالي يؤثر على تراكم رأس المال.من ناحية أخرى فإن مستوى الدخل وتخزين رأس المال يؤثر على الخصوبة والوفيات.فعندما يتسع الهرم العمري للسكان يرتفع الإنفاق الحكومي والعائلي على الاستهلاك مؤدياً إلى انخفاض الادخار وعندما يتسحن مستوى الدخل فإن تأثيره ينعكس على الخصوبة والوفيات,ويعود ذلك إلى تحسن رفاه العائلة الصحي والتعليمي وبالتالي إلى تغير في سلوكها الإنجابي.ويؤثر الدخل على رأس المال,إذ يرتفع وينخفض تبعا للقيمة المضافة التي يولدها رأس المال.وبدوره أي رأس المال يؤثر على الدخل من خلال الادخار.إذ يرتفع الادخار عندما تنحسر قاعدة الهرم السكاني وترتفع نسبة السكان في سن العمل ويتيح ذلك المزيد من النمو الاقتصادي نتيجة ارتفاع حصة العاملين من الناتج ولذلك فإن السياسات السكانية ومن ضمنها برامج الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة قد تجعل من انخفاض معدلات الخصوبة وتغير البنية العمرية للسكان بدوره ينطوي على تغير في اتجاهات الادخار والاستهلاك وبالتالي له تأثير مباشر على متوسط دخل الفرد من خلال تأثيره على معدلات الإعالة وحجم قوة العمل.فعندما نقارن تأثير نمو السكان في سن العمل مع تأثير نمو السكان الكلي يظهر
السكان والنمو الاقتصادي
أخبار متعلقة