آراء في العقاد وطه حسين وسلامة موسى والعرب
القاهرة/ وكالات: ثلاثة كتب أو "حوليات" مهمة تضاف إلى تراث نجيب محفوظ الروائي والقصصي أصدرتها هذه الأيام الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة. يضم الكتاب الأول الذي حمل عنوان "حول الأدب والفلسفة" مجموعة من المقالات الباكرة كتبها محفوظ في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، ونشرت في عدد من الصحف والمجلات التي كانت تصدر آنذاك، مثل مجلة الرسالة والمجلة الجديدة والأيام وغيرها. يناقش محفوظ في بعض مقالات هذا الكتاب مجموعة من قضايا الفلسفة الشائكة وعلاقتها بالأدب والفن والتاريخ، وفي مقالات أخرى يناقش السيكولوجية، اتجاهاتها وطرقها القديمة والحديثة، وتأثيرها في عمل الحواس والشعور، كما يناقش في هذا الإطار الحب والغريزة الجنسية ونظريات العقل واللغة. ويقدم قراءات خاصة في أدب أنطون تشيكوف وفلسفة سقراط، وكتاب "التصوير الفني في القرآن" لسيد قطب، وآرائه في العقاد، وطه حسين، وسلامة موسى، ويصف الأول بأنه روح النهضة الأدبية، والثاني عقلها، والثالث إرادتها، كما يضم الكتاب مطالعات محفوظ الخاصة في بعض كتب الأدب والفلسفة. وفى الحولية الثانية "حول العدل والعدالة"، التي تضم مجموعة من المقالات الحديثة كتبها في فترتي الثمانينات والتسعينات، يناقش محفوظ مجموعة من القضايا السياسية المتعلقة بالحرية والديمقراطية وسيادة القانون، ويتطرق للهموم الاجتماعية والثقافية ومفاهيم التنمية والأمن والعدل الاجتماعي في المجتمع المصري في تلك الفترة. ويراجع محفوظ في بعض هذه المقالات بعض الأحداث الوطنية محاولا فك ما شابهها من غموض والتباس في التاريخ المصري الحديث مثل أحداث 25 فبراير، وهزيمة 5 يونيو 1967، كما يناقش أطوار ثورة 23 يوليو بين المد والجزر. وبروح تساؤلية منتقدة يتعرض لقضايا الإصلاح الدستوري والسياسي وقانون الانتخابات وقضايا مجتمع الشباب. وفي حولية "حول العرب والعروبة" يتناول محفوظ قضايا القومية العربية بين الواقع والحلم، ويتركز جل المقالات حول مفهوم الوحدة كإطار إنساني يحقق مصالح الشعوب وغاياتها، وفي ظلال هذا المفهوم يتحدث محفوظ عن بعض تجارب الوحدة العربية موضحا سلبياتها وإيجابياتها على كل الأصعدة المختلفة، ويتناول كذلك مفهوم الوحدة الثقافية والتكامل الحضاري، موضحا دور القاعدة الاقتصادية في تحقيقهما وجعلهما حقيقة ملموسة على أرض الواقع.