الكاتب إبراهيم عبدالله عيسى:
اجرى اللقاء /نادرة عبد القدوسكانت اليمن ولازالت وستظل أرضاً يمتزج في ترابها عرق أبنائها بعرق الوافدين من أبناء الوطن العربي الكبير، وتختلط دماؤهم على مدى التاريخ الطويل لتنمو شجرة الحب الوارفة التي يستظل تحتها الإنسان مجرداً من شوائب العنصرية وهزلية الموروثات الاجتماعية غير المقبولة في عصر تقارب المسافات واختزال الزمن ونبذ المفاضلة الهلامية العدمية.[c1]أنا يمني وأتشرف بيمنيتي .. [/c]وكانت عدن السباقة في تاريخ المدن الحضرية منذ آلاف السنين إلى جذب الإنسان إلى حضنها الدافئ وسقايتة من مائها العذب وتأمين رزقه.. لذا جاءها الإنسان من كل حدب وصوب ناشداً الدفء والحب والنماء فعشقها أرضاً وناساً وبادلته هي ذات العشق ففتحت له الأبواب واحتضنته واصبغت عليه هويتها.. دون الإكتراث بالأصول الذائبة..إبراهيم عبدالله عيسى واحد من ملايين العرب الذين وطأوا أرض اليمن منذ قدم التاريخ.. هو من مواليد العراق في مدينة الزبير عام 1939م.. وجد في وطنه الثاني ملجأً وملاذاً آمناً بعد أن اضحى العيش في الوطن الأم ضرباً من المستحيل..قدم إلى مدينة عدن المحروسة عام 1978م، مخلفاً وراءه ذكريات الطفولة ورعونة الشباب.. واحضان الأهل والأحباب.. ليجد هنا دفء حضن الأم الرؤوم ومحبة الصديق ووفاء الجار.. ووجد نفسه ملتصقاً روحاً وجسداً بالأرض الجديدة، وبالذات حين فتحت له أبواب الرزق الشريف.. إذ بدأ حياته مدرساً في مدارس الثانوية العامة.. ثم تحصل على منحة دراسية إلى موسكو في أكاديمية العلوم السوفيتية ليتخصص في الفلسفة وعلم الاجتماع وينال شهادة الماجستير من معهد العلوم الاجتماعية عام 1985م.بعد عودته من الدراسة الجامعية تنقل في عدة وظائف في وزارتي التربية والتعليم والثقافة.ثم عمل مدرساً في المعهد العالي للعلوم الاجتماعية.. وأخيراً حط رحاله في جامعة عدن كأستاذ مساعد.. وحالياً يشغل منصب مدير عام دائرة العلاقات الثقافية في مركز البحوث والدراسات اليمنية في الجامعة.يقول الأخ إبراهيم عبدالله عيسى المشهور بأبي عادل (اسم ابنه الكبير) : "منذ أن قدمت إلى اليمن لم ينتابني أدنى شعور بالغربة إذ وجدت هنا كرم الضيافة ومحبة الأهل وطيب العيش ودماثة الأخلاق.. وبعد عشر سنوات من الإقامة في عدن اكتسبت الجنسية اليمنية التي اتشرف بها وسعيد بانتمائي إلى هذه الأرض الطيبة المعجونة روحي بترابها".[c1]- هل فكرت يوماً بالعودة إلى وطنك الأم؟[/c]- "لم أفكر قط وإلا لما أخذت الجنسية اليمنية أنا يمني ولا أرض لي غير اليمن ولا شعب لي غير الشعب اليمني.. هذه أرضي وهؤلاء ناسي.. ابني الكبير معيد في كلية العلوم الإدارية بجامعة عدن والأصغر منه يعمل مدرساً في إحدى المدارس الثانوية وهما لا يعرفان العراق.. اليمن وطنهم".يتمتع الأخ عيسى بعضوية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وبعضوية المجلس التنفيذي للجمعية اليمنية لتعريب العلوم..كما أنه عضو في المجلس العلمي في مركز البحوث والدراسات اليمنية وعضو نقابة هيئة التدريس بجامعة عدن.وله عدد من الإصدارات الفكرية عن جامعة عدن وهي »مباحث في التراث العربي والإسلامي« و »مخطوطات الدواوين اليمنية في مكتبة الخافقين« وقد تم تأليفه بتكليف من المجلس العلمي لمركز البحوث والدراسات بجامعة عدن وأشرف عليه وقدم له الدكتور جعفر الظفاري مدير عام المركز، ويستفيد منه الدارسون اليمنيون والعرب والأجانب وطلاب الأدب اليمنيون، وهناك كتاب قيد الطبع سيصدر قريباً عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بعنوان »المنهجية والمعاصرة عند ابن خلدون« وله كتاب موسوماً بـ »سفينة القلائد الحكمية والفرائد الحمينية« عن الشعر اليمني.. ويتضمن أشعاراً من القرن الأول الهجري إلى الثالث عشر منه.وقد ساهم في اختيار القصائد إلى جانب المؤلف الشاعر عبدالكريم الحنكي والسيدة الفاضلة أحلام محمد علي وقدم له الدكتور جعفر الظفاري.[c1]- كيف تنظر إلى الحركة الثقافية والأدبية اليمنية؟[/c]- في ظل وحدة اليمن اتمنى أن يتعمق فكر الإنسان اليمني وأن يتوسع الاهتمام بالشباب المبدع باصدار نتاجاتهم الثقافية والأدبية وأن تسوق محلياً وخارجياً. فالمثقف اليمني يجد صعوبة كبيرة في اصدار نتاجه وصعوبة أكبر في شراء النتاج وهذه مصيبة. كم أتمنى أن يكرم المثقف اليمني الذي يجد صعوبة في تصدير نتاجه الإبداعي حتى إلى البلدان المجاورة.. وبسبب تكاليف النشر كثير من المبدعين يحبسون نتاجاتهم في الأرفف..وأعتقد أن منظمات المجتمع المدني كاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ونقابة الصحفيين تتحمل مسئولية دعم المبدع اليمني كذلك الحال بالنسبة للجامعات والمؤسسات الثقافية الخاصة والهيئة العامة للكتاب. من هنا سينتشر المبدع اليمني وسيجد حيزاً في قائمة المبدعين العرب على مستوى الوطن العربي الكبير وبالإمكان على مستوى العالم، فالإبداع الإنساني لا يعرف حدوداً ولا قيوداً..باعتباركم مديراً عاماً لدائرة العلاقات الثقافية في مركز البحوث والدراسات اليمنية بالجمعة ما هي طبيعة مهام الدائرة؟- في البدء أتحدث عن المركز الذي يترأسه العالم اليمني المعروف الأستاذ الدكتور جعفر الظفاري.. حيث للمركز نشاطات أكاديمية متميزة، إذ ينظم سنوياً الملتقيات العلمية والندوات الفكرية التي تقدم خلالها المباحث في مجال التاريخ والسير واللغة (الألسنة).كما يصدر المركز الكتب المختلفة.. وهو حالياً بصدد إصدار عشرة كتب هي حصيلة الندوات والملتقيات لسنوات سابقة.وللمركز مكتبة ضخمة تضم آلاف الكتب بشتى التخصصات ويقصدها يومياً العشرات من أعضاء الهيئة التدريسية والباحثين والدارسين، كما يوجد قسم للوثائق يضم العشرات من رسائل الدكتوراه والماجستير المتخصصة في الشأن اليمني، كذلك هناك قسم الدوريات الخارجية التي تشمل المجلات المحكمة (بتشديد الكاف المفتوحة) وشبه المحكمة، والمصورة والأدلة واللوائح والأنظمة والنشرات التي تصدرها الجامعات العربية باللغتين العربية والإنجليزية.. كما توجد المجلات والصحف اليمنية الصادرة من مراحل تاريخية مختلفة كما تضم المكتبة العشرات من الوثائق المهمة التي تتعلق بالثورة اليمنية والنشاطات الاجتماعية والأحزاب والنوادي والجمعيات التعاونية التي يزخر بها اليمن.[c1]- أما فيما يتعلق بمهام دائرة العلاقات الثقافية؟[/c]- فتربطنا علاقات ثقافية بـ(37) جامعة عربية و (6) جامعات غربية إضافة إلى علاقاتنا بالجامعات اليمنية كافة و(3) مراكز غربية و(3) وزارات عربية متخصصة بالشأن الأكاديمي والثقافي و(5) مؤسسات عربية مختصة بالشأن الثقافي.. ولنا علاقات بمجلات عربية محكمة تعنى بالدراسات الإستراتيجية إضافة إلى الصحف اليمنية والمجلات المحكمة الصادرة في اليمن إضافة إلى شخصيات عربية مشهورة أكاديمياً وثقافياً.. على سبيل المثال في عام 2005م وردتنا من الجامعات العربية والأجنبية (202) كتاب و (53) مجلة محكمة و (20) مجلة شبه محكمة و (32) مجلة مصورة و(15) من الأدلة واللوائح و (12) من الصحف والنشرات وكل ذلك تم توثيقه في مكتبة المركز. كما قمنا بإرسال (288) كتاب من اصدارات جامعة عدن و(285) مجلة محكمة للجهات آنفة الذكر والتي تربطنا بها علاقات التبادل والإهداء.