تحقيق أمريكي يؤكد اطلاق الرصاص على ضحايا الحديثة
بغداد/ وكالات: أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الاربعاء حالة الطواريء لمدة شهر في مدينة البصرة التي تشهد صراعا بين فصائل شيعيةوقال المالكي للصحفيين في المدينة بعد اعلان حالة الطوارئ انه يأمل في ان يعود الى البصرة بعد انقضاء الشهر فيجد ان الموقف تحسن كثيرا. وفي وقت سابق أمس توعد المالكي بالضرب بيد من حديد ضد "العصابات والمتلاعبين" بأمن مدينة البصرة كبرى مدن الجنوب.واستنكر المالكي في كلمة ألقاها أمام جمع من ممثلي أهل المدينة الصراعات الجارية بين أبنائها، قائلا "لماذا نسمع عن صراعات طائفية بين أبناء البصرة، متى كنا سنة وشيعة؟ ألم نكن جميعا مسلمين وعراقيين وأبناء المحنة التي مرت بنا في زمن الدكتاتورية".وأضاف بغضب "الأمن أولا وثانيا وثالثا، ومن يصنع الأمن هم أجهزة الدولة، وهم من يتحملون المسؤولية، لكن نسمع بأن هناك خرقا.. عندما يتصدى مسؤول أمني علينا أن نرعاه وليس ملاحقته من قبل أحزاب سياسية".وشدد على ضرورة توفير المناخ الملائم لرجال الأمن ليعملوا دون خوف من التدخلات السياسية.وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد أدان في وقت سابق حالة الانفلات الأمني السائد بالمدينة، وطالب الهيئات الحكومية والقوى السياسية والدينية بتولي مهامها.وتشهد البصرة توترا أمنيا وقعت خلاله عمليات عنف ذهب ضحيتها عدد كبير من العراقيين.وفي شأن آخر أفاد مصدر نيابي عراقي أن المالكي سيجري على الأرجح تعديلا على حكومته يشمل ثلاثة وزراء لا يتمتعون بالمواصفات الدستورية الكاملة، كما رجح أن تتم تسوية مسألة تعيين وزيري الخارجية والأمن في الساعات الـ24 المقبلة.وحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه طالب المالكي مجلس النواب بتقديم أوراق ثبوتية للوزراء -وهم من مرشحي الائتلاف العراقي الموحد والتوافق العراقية السنية والقائمة الوطنية العراقية- لبيان مدى أهليتهم، وخصوصا فيما يتعلق بالمستوى العلمي لهم وعدم شمولهم بقانون اجتثاث البعث.وبرر المصدر طلب المالكي بأن بعض الكتل النيابية استعجلت في ترشيح أعضائها لمناصب وزارية بسبب الضغط الزمني الذي فرض على تشكيل الحكومة.من جهة أخرى أعلن الجيش الأميركي في العراق وفاة أحد جنوده في عملية قال إنها غير عسكرية صباح أمس دون أن يحدد أسباب الوفاة، ما يرفع عدد القتلى بين الجنود الأميركان منذ غزو العراق إلى 2472 حسب الأرقام الأميركية.وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أكدت في تقرير لها أن تقدما ملموسا تحقق في تطوير قوات الأمن العراقية، موضحة أن 71 كتيبة عراقية أصبحت قادرة اليوم على قيادة مكافحة عمليات المتمردين مقابل 53 كتيبة قبل ثلاثة أشهر.لكن مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي بيتر رودمان قال إن عدد الكتائب العراقية القادرة على العمل بشكل مستقل تماما عن قوات التحالف لم يرتفع عما كان عليه إلا قليلا.وكان قائد القوات الأميركية في العراق جورج كايسي قد أعرب قبل فترة عن أمله في خفض عدد قواته البالغ قوامها نحو 130 ألف جندي، إلا أنه اضطر لنشر 1500 جندي إضافي في اليومين الماضيين للتصدي للتحدي الذي تواجهه هذه القوات في محافظة الأنبار غرب العراق.ميدانيا قتل صحفي رياضي عراقي يعمل في تلفزيون العراقية الحكومي على يد مسلحين مجهولين في بغداد.وفي حادث آخر لقي جندي عراقي مصرعه وأصيب أربعة آخرون إثر انفجار قنبلة في دوريتهم بالخالدية غربي بغداد، كما أصيب جنديان في حادث مماثل بالعاصمة.في سياق اخر أكدت دولة الامارات العربية المتحدة أن دبلوماسيها المخطوف بالعراق ناجي النعيمي قد اطلق سراحه يوم الثلاثاء. ونقلت وكالة انباء الامارات الرسمية /وام/ عن وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان قوله ان الدبلوماسي أفرج عنه،ووصل الي منزله. من جانب اخر نسبت صحيفة نيويورك تايمز أمس الاربعاء الي مسؤولين عسكريين أمريكيين قولهم ان مقتل 24 مدنيا في بلدة الحديثة العراقية في نوفمبر الماضي كان فيما يبدو هجوما من جانب مشاة البحرية لم يسبقه استفزاز بعد ان وجد تحقيق ان الضحايا أصيبوا بجروح أحدثتها أعيرة ناريةوقالت الصحيفة ان النتائج التي توصل اليها التحقيق تتناقض مع مزاعم مشاة البحرية الامريكيين بأن المدنيين كانوا ضحايا انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق.وقال تقرير الصحيفة نقلا عن مسؤول عسكري كبير في العراق لم يكشف عن هويته ان التحقيق الذي أجري في فبراير ومارس الماضيين وقاده الكولونيل جريجوري وات وهو ضابط في الجيش الامريكي في بغداد توصل الى شهادات وفاة تبين أن غالبية المدنيين اطلق الرصاص على رؤوسهم وصدورهم.والتحقيق الذي استمر ثلاثة أسابيع هو أول تحقيق رسمي في الحادث.ونقلت الصحيفة عن المسؤول العسكري الامريكي الكبير قوله "كان هناك عدم اتساق بدرجة حالت دون وجود ترابط."وقالت الصحيفة ان المسؤول الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته تم اطلاعه على النتيجة التي توصل اليها التحقيق الاولي الذي أجراه وات. ولم تعلن نتائج التحقيق.وقال السفير العراقي الجديد لدي الولايات المتحدة سمير الصميدعي في مقابلة مع شبكة سي. ان .ان. الاخبارية الامريكية ان هناك فيما يبدو عمليات قتل أخرى لمدنيين على أيدي مشاة البحرية في الحديثة حيث تعيش أسرته.وقال السفير العراقي للشبكة الاخبارية ان مشاة البحرية أطلقوا الرصاص وقتلوا ابن عمه اثناء تفتيش من منزل لمنزل قبل عدة أشهر من حادث نوفمبر الماضيعلى صعيد اخر استأنفت المحكمة الجنائية العراقية العليا أمس محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونيه فيما يعرف بقضية مجزرة قرية الدجيل الشيعية في الثمانينيات من القرن الماضي، فقد أمر رئيس المحكمة التي تحاكم صدام حسين ومتهمين اخرين بابعاد برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام من المحكمة أمس الاربعاء بعد مناقشات ساخنة بينهما.وقال القاضي رؤوف عبد الرحمن لمحامي برزان انه اذا استمر موكله في التصرف على هذا النحو فانه سيبقيه في زنزانة بها ميكروفون وجهاز تلفزيون وانه لن يقبل منه مثل هذا الموقف في الجلسة القادمة.وقال عبد الرحمن انه لن يسمح لبرزان بالعودة الى المحكمة بقية الجلسة. وقد شهدت المحكمة في جلستها الحادية والثلاثون أمس تبادل اتهامات بين هيئتي الدفاع والادعاء لشهود قالوا انهم ادلوا بمعلومات كاذبة طالبين تحريك دعاوى ضدهم وذلك قبل ان ترفع جلستها للاستراحة ثم الاستماع الى بقية شهود الدفاع البالغ عددهم حوالي 130 شاهدا عن الرئيس السابق صدام حسين وسبعة من مساعديه فيما تعرض رئيس هيئة الادعاء العام جعفر الموسوي لاتهامات شهود بتحريضهم على الشهادة ضد الرئيس السابق الذي اكد انه لايريد التخفيف عنه وقال انه مؤمن بما يقسمه الله عليه .وقد طلب الدفاع تحريك دعوى ضد شاهد الاثبات علي الحيدري الذي ادلى باقواله في وقت سابق وذلك بتهمة الادلاء بمعلومات كاذبة بعد ان قال امام المحكمة انه ليست هناك محاولة اغتيال للرئيس السابق بينما اظهر شريط في قرص مدمج هذا الشاهد نفسه وهو يعترف في خطاب له بحفل في الدجيل في اغسطس عام 2004 وبحضور رئيس هيئة الادعاء العام جعفر الموسوي بان عددا من (المجاهدين) سعوا لتخليص العراق من الطاغية صدام حسين كما قال مناقضا اقواله امام المحكمة بأن اطلاق الرصاص في المدينة يوم وصول صدام اليها كان احتفاء به ولم تكن هناك محاولة لاغتياله . كما دعا الدفاع الى اعادة الاستماع الى بقية شهود الاثبات ووقف المحاكمة لحين اعادة التحقيق مع اولئك الشهود الذين ادلوا بشهادات قال انها مجروحة .