فيلم إعدام ميت
في الحرب العالمية الثانية دخلت الاشاعة في مسار الحرب الكونية وخاصة ما بعد اعلان " ادولف هتلر " عن انشائه وزارة جديدة وظفت معظم اهواء النازيين المتشددين اوروبياً ممن يدعمون الاساعة واسموها وزارة الاشاعات . ورغم العداء التاريخي بين الالمان واليهود الا ان اليهود كعادتهم دائماً لا يتركون امراً لايستثنى اطماعهم خصوصاً وقد بات تلويح اسرائيل بالقنبلة الذرية يهدد الكثيرين وفي مقدمتهم العرب الأعداء الأزليين ولكن ما زال يحق لكثيرين من العرب ادعاء الضعف بقوة لا تدين اسرائيل فقط بل تكشفها حتمياً ولا طريق آخر لديهم الا هزيمة اسرائيل في عقر دارها .. فكان هذا الفيلم :-(نهلة عبدالله)فيلم اعداد ميت ترافقت ايجابيته مع الثمن الذي تدفعه الامه العربية بقسوة بلغت دروتها في ضياع اجيال من ابنائها بسبب الخيانه وبالمعنى هذا فان التضحية هو ما يجعله تحارب بلسان الكل الذين ينطقون بلسان واحد ضد الارهاب الذي يتفرد بعدم الرحمة ومنذ ولد الارهاب احتل موقع الجبان وفي الزمن الاحدث عهداً صار الارهاب يلعب ادواراً عديدة في محاربة الاستقرار والسلام وهكذا لم يكن مصادفاً احتلال فلسطين وصولاً حتى جنوب "سيناء" من الارض المحتله ويمكن القول ان التاريخ السياسي منذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظة لم يكن الا جزءاً من خراب هذه الارض السيبة تتغنى به القصائد والقصص والمقالات والافلام . ولئن دخل فيلم اعدام ميت في خانة المقاومة او الرفض التي تبناها " الفن العربي " داخل اطار السينما بقدر من الوعي الملحوظ فات اعلان الخطر على العرب ينبغي الا يمنعهم من تعريض انفسهم للتضحية سواء داخل الاراضي المحتلة او في خارجها . وفي نفس الوقت قضية الفيلم وهي تلقى بضلالها على شكل البطولة تكشف الخيانة السائدة في شكل العلاقة بين العربي والغربي وان كانت الخيانة اقل وقعاً في النفس من البطولة في الرسالة الخالدة الا ان هذه المقارنة عكست بدورها نموذجين . الاول منصور الطوبي ابن شيخ قرية الطوبي في جنوب سيناء يقوم بالدور الممثل الفنان محمود عبدالعزيز وكان خائناً بغيضاً يعمل مع " سحر " بنت الفردي الخائن ايضاً كإتباع وعملاء خطرين " لابن جودة " ضابط الموساد المتشدد والذي مثل دورة الفنان " يحيى الفخراني " وكثيراً ما تباهى منصور بالسوقية والا بتذال في النموذج الاول . اما في النموذج الثاني في الفيلم نتعرف على الضابط عز الدين محمود عبدالعزيز ايضاً الوجه الاخر للعملة الواحدة باعتباره تشبيهاً (لمنصور) بمعنى اخر ان الفنان محمود عبدالعزيز لعب دور الشخصيتين وربما كان الشبه واحداً لاخروق فيه عدا بعض الخطوط الدقيقة جداً والتي لا يمكن ان يخطأها رجال المخابرات . لهذا السبب اجريت بعض العمليات الجراحية البسيطة للضابط عز الدين اوالتي جعلته ظلاً" لمنصور" الخائن رغم الفارق الانساني الكبير بين الشخصيتين ولئن سقط منصور من اول اختبار تعمد من خلاله افشال خطة السيد محي مدير المخابرات المصري فريد شوقي رغم اتفاقية معه واتاحته فرصه اخرى له لتصحيح مسار حياته وبدلاً من اعدامه منحه فرصة الحياة من جديد بشرط وحيد الا وهو التعاون مع المخابرات المصرية التي تحتاج لبعض المعلومات في اسرائيل والتي لا يمكن الحصول عليها الا عن طريق عز الدين أي منصور بالنسبة للموساد . وللاسف ان افشال الخطة كان يمكن في كلمة سر بين سحر الفنانة بوسي وبين منصور الذي يرتبط بقصة حب مع سحر اضافة الى علاقتها بحمل الطفل غير شرعي يربطها بمصير واحد معاً . فعلى الرغم من سرعة البديهة عند "عز الدين" ومرونة تحركاته وطريقة كلامه الا انه وقع في فخ بنت الفردي المتدربه جيداً على كل فنون اللف والدوران في الاول يتهرب من معاشرتها علماً بان منصور يعاشرها معاشرة الازواج . ثانياً يقول لها بالفم المليان انه لابد ان يحافظ عليها وفي قرارة نفسه هو لا يود ان يقدم على ارتكاب فعله شنعاء لانه اتفق مع منصور بعدم الاقتراب من حبيبته فكانت كلمة الشرف هي اللغز في كشف شخصية عز الدين والافشاء به عند ابي جوده ضابط الموساد وبالطبع شهادة سحر التي قابله للطعن غدت سحر ملكاً لابي جوده داهله والمواطنين في سيناء جنوباً رهائن لرغبات ابي جوده عدا الاحرار منهم اضافة الى وجود كم من التفاصيل التي يمكن ان تؤدي اجراء توامته مع منصور الى جانب الشعره التي تدغدغه في ظهره بين الاكتاف وهي بالتأكيد تستوضح جبالاً من الشك في نفس سحر . الا ان ذهنية السلطة المصرية على ما يبدو وفضلت لعبة الذكاء مع اسرائيل التي اعلنت الحرب على العرب بواسطة الاشاعة لزعزعة قوة وايمان العرب بتصنيع اسرائيل للقنبلة الذرية . سحر سبق وقد تم تجنيدها لصالح المخابرات المصرية وعلى هذا الاساس تم سر سحر من قبل المصريين عند ابي جوده والمقابل بالطبع سلامة "عز الدين" وتأكيداً على ذلك نصحها الضابط "عز" بمصارحة ابي جوده والذي بدوره اتهمها بالكذب لانها اخفت عليه حقائق ما كان ينبغي عليها اخفائها والدلاله الحبر السري والفيلم غير المطابق للمعلومات بمعنى اخر ان ابي جوده كان اكثر دعاءً من الشيطان . الامر الاخر ان السلطات المصرية ردت هذه المحاولة بضربة معلم انتهت بزرع عز الدين في اسرائيل وزيارته لمركز المفاعل النووي خاصة وان مصلحة العرب تقتضي التأكد من صحة الاشاعة التي تروجها اسرائيل . اما اسرائيل فقد اشاعت الفوضى في المحيط القريب والبعيد مستفيدة من حالة الحرب المعلنة واذا كانت اسرائيل تبحث عن حقائق وارقام للمنشأت العسكرية والمطارات والمعامل داخل مصر فان السلطات المصرية تبحث عن حقائق اكيدة لتضيع اسرائيل للقنبلة الذرية فبدأ الامر معكوساً لاسرائيل . لقد استطاع "عز" بذكاء ضابط المخابرات العربي الوصول الى مركز المفاعل النووي وتمكن من ارسال المعلومات الى مصر بينما كان منصور اسيراً في مصر فقط وكان للتفاوت هذا ان جعل فكرة تنفيذ تبادل الاسرى جزءاً من الاتفاقيات الملازمة لفض النزاعات بين السلطات . من البديهي اذا توقيت مصر في التفاوض على جدول زمني لتبادل الاسرى بعد ان فعلت الكثير من اجل ترسيخ مخاوف اسرائيل وقلقها من ان تأتي ساعة الصفر ومفاعلها ما زال يتأرجح بين مد وجزر . في الاخير ربما كان الفيلم اضافة جديدة لانقاد العرب من حرب الاشاعات بخطة اقوى كشفت افاعيل اسرائيل الارهابية .