فاروق ناصر عليخمسة آلاف سنة/ ونحن في السرداب/ ذقوننا طويلة نقودنا مجهولة/ عيوننا مرافئ الذباب/ يا أصدقائي: جربوا أن تكسروا الأبواب/ أن تغسلوا أفكاركم/ وتغسلوا الأثواب/ يا أصدقائي: جربوا أن تقرأوا كتاب/ أن تكتبوا كتاب/ أن تزرعوا الحروف والرمان والأعناب/ أن تبحروا إلى بلاد الثلج والضباب/ فالناس يجهلونكم في خارج السرداب/ الناس يحسبونكم نوعاً من الذئاب.."نزار قبانينشاهد اليوم من يريد اللعب من جديد بمزايدات هجينة يتوهم أنه قادر على سحب (جنسيتك، هويتك، وطنيتك، دينك) بمجرد ان يسطر مقالاً يوزع فيه تصنيفاته الفذة على الآخرين (انفصالي، شطري، عدو الوحدة، ضد الشرعية، ملحد وكافر) ويبقى هذا "النفر" واهماً من جديد بأن "الناس" سيرتجفون من الخوف وسيدب الرعب في أوصالهم متناسياً أننا خبرناه وعرفناه طيلة أحد عشر عاماً ونعرف ما يرمي اليه!!لقد سئمنا من التصنيفات العديدة والمتعددة خلال المراحل والمنعطفات لان المزايدات ظلت "فرس الرهان" لكل المنعطفات التي جلبت الدمار والشقاء للوطن والمواطن على حد سواء لم نسمع يوماً ان المزايدات شيدت وطناً لكنا نعرف أوطاناً خربتها المزايدات.. لأن المزايدات لا تصنع الأوطان هي دائماً وابداً في كل زمان ومكان تبني المقابر وتصنع القبور.. فمتى تفقهون يا أولي الألباب حقيقة هذه المزايدات الهجينة المبترعة على صدر المدينة المقهورة الصابرة الحزينة؟!ومزايدات اليوم انحصرت في اثنتين: في المزايدات السياسية والمزايدات الدينية.الأولى: أعطت لنفسها حق منح صكوك (الوطنية والتخوين) والثانية: أعطت لنفسهاحق منح صكوك (الغفران والتكفير) وأستمر مشوار هذه المزايدات على نفس المنوال كلها ظلت ومازالت تسعى الىتسويق سياسة (الترهيب والتهديد) حتى تصل الى أهدافها المنحصرة في (ألفساد الفيد، النهب، والنهب المنظم، البسط ونهب الأموال العامة والممتلكات العامة والخاصة.. الخ)، غايات وأهداف تعرفها مدينة (عدن) أكثر مما يعرفونها .. واليوم يتوالى الهجوم وتتوالى الاتهامات على صحيفة (14 أكتوبر) وعلى الأخ العزيز الأستاذ احمد الحبيشي بانها تقود الى نشر الرذيلة لانها تنشر صوراً لـ (فنانات، مطربات وممثلات.. الخ) وانها صحيفة تنهار اليوم وهي على شفا جرف وهاوية.. ولابد من تصحيح أوضاعها حتى تصبح أداة فعالة بيد شرفاء الوطن.. والسؤال المر: من هم شرفاء الوطن المراد منهم تصحيح الرذيلة وجلب الفضيلة وانقاذ هذه المؤسسة الهابطة؟!هم أولئك الذين هطلوا كالجراد، كسرب غربان مبيد ليأكلوا الأخضر واليابس داخل مدينة (عدن) التهموا مؤسسات القطاع العام عبر (النهب المنظم) المدثر بعباءة الخصخصة وبعد المعزوفة التي تعزف الحانها اليوم على صحيفة 14 أكتوبر هم أولئك الذين جعلوا الأرصفة والبيوت ملاذاً للعاملين والعاملات.. لذا هم يتباكون اليوم على أوضاع الصحيفة لأنها كانت على وشك الوقوع فريسة بيدهم بعد ان عرقلوا كل شيء وظلوا يسدون كل النوافذ والأبواب التي تمنح زملاء وزميلات (الحرف والكلمة) داخلها حقوقهم المشروعة ، هم يتباكون اليوم لأن هذه (الصحيفة) شقت طريقها برغم كل العراقيل الهادفة (لهفها وهبرها) باسم الوطنية وبالمتاجرة بالدين ، من هم الشرفاء هل هم من نهبوا الأراضي، أكلوا الجبال، دفنوا البحر واستولوا على ملاعب الأطفال وكل المتنفسات..الخ؟! ألا تباً لكل المزايدات التي ما شيدت وطناً ولكنها تشيد القبور والمقابر!!.من هم هؤلاء الشرفاء الذين سيعيدون الإسلام إلى صحيفد 14 أكتوبر هل هم أولئك الذين يتاجرون بالدين والذين جعلوا من (الفيد) حقاً مشروعاً والذين يرددون: هذا منكر، تلك خطيئة، هذا حلال، ذاك حرام، لا يجوز ويجوز.. ويطالبون عبر مسيرات نسوية حاشدة برفع ظلم (الحجاب) على (النقاب) وعندما يأتي الحديث عن (الفساد ونهب المال العام وعن الفقر والجوع وضياع الثروات دون استفادة السواد الأعظم من الشعب منها) يسودهم الصمت المريب ويعودون الى السراديب، كي يفكروا من جديد بـ (فتوى) حاسمة.. اليوم عندما أصبحت هذه الصحيفة التي ظلت بفضل مزايداتكم شبه كاسدة، وبدأت تقترب الان من قلوب القراء أرتفع سيف (التخوين) وظهر معه خنجر (التكفير) ألا تباً للمزايدات التي ما شيدت وطناً ولكنها شيدت القبور والمقابر...الآن وجب القول لمن يريد ان يفهم.. انني أختلف مع الزميل العزيز الأستاذ احمد الحبيشي في الكثير من الأمور وهو اختلاف مشروع في (الرأي ووجهات النظر) لكنني لا أستطيع ان انكر وأدفن الحقيقة بانه يمتلك الكفاءة والمقدرة والخبرة والمعرفة لخلق صحيفة يقبل القارئ عليها وبها.. وأقرب مثال صحيفة (22 مايو) ومن ينكر ما شهدت من تطور أثناء فترة رئاسة تحريرهامن قبله.. لا ينكر هذا إلا مزايد لا يرى أمامه غير التهيئة والتمهيد لـ (مراكز القوى والفساد) لنهب المؤسسات العامة وهؤلاء هم الذين يتباكون على هذه الصحيفة التي تشق طريقها بثبات.. ولو فكر (القوامون على الأمور) جيداً وساهموا في تذليل المصاعب والمعوقات التي تقف امامها وخاصة وهم يرونها اليوم تتفتح داخل مدينة (عدن) لتصبح صحيفة مطلوبة... لو فكروا جيداً سيكون لهذه الصحيفة ولكل من يعمل فيها شأن آخر في التطوير الخلاق.ويبقى القول.. لست منافقاً أو مجاملاً للزميل العزيز الاستاذ احمد الحبيشي ولكني أرفض ان يُغلف (الباطل) ويرسل الينا على أنه (الحق) وعلينا القبول به وتقديم فروض الولاء والطاعة لمن أرسله... ولو كنت أريد النفاق لنافقت هذه (السلطة) الرافضة منذ أحد عشر عاماً وبرغم كل أحكام القضاء بكل مراحل المحاكم، وبرغم التوجيهات العادلة من قبل (فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء) بإعادة كل حقوقي المشروعة المغتصبة وترتيب وضعي الوظيفي والقانوني وتسوية درجتى وراتبي .... التي مازالت رهن (الوقف القهري) حتى اليوم.... لوكانت القضية مجرد نفاق لما كتبت طيلة هذه السنوات المرة والعجاف المقال تلو المقال لإرساء كلمة حق ولانني اقف ضد الباطل فإنني اقف مع كلمة حق حتى ولو كانت لصالح من يختلف معي في (الرأي أو وجهة النظر) ألا تباً لكل المزايدين الذين يعتقدون انهم (أبناء السماء) وهم في الحقيقة مجرد (حفّارو قبور).
|
محافظات
14) أكتوبر( بين التخوين والتكفير!!
أخبار متعلقة