الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس
باريس /14 أكتوبر/ رويترز : لاقت خطط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاستقطابية لمكافحة الجريمة والهجرة غير المشروعة صدى لدى الناخبين وقد تسهم في إنعاش فرصه بعد مرور أشهر على تفجر فضيحة وتراجع الاقتصاد.وتشير الإجراءات التي كشف عنها الشهر الماضي في أعقاب تصاعد أعمال العنف في الضواحي الفقيرة إلى احتمال سحب الجنسية الفرنسية من مواطنين من أصول أجنبية إذا ارتكبوا جرائم مثل قتل أفراد شرطة أو الزواج بأكثر من امرأة.وشجبت المعارضة اليسارية هذه الاجراءات باعتبارها مؤامرة لتحويل الانتباه بعيدا عن فضيحة تمويل تحيط بوزير العمل اريك ويرت. وشبه رئيس الوزراء الاشتراكي الاسبق ميشيل روكار المقترحات بالسياسات النازية لحكومة الحرب الفرنسية التي تشكلت في مدينة فيشي.لكن التشدد في مواجهة الجريمة الذي بنى ساركوزي شعبيته على أساسه خلال توليه منصب وزير الداخلية قبل خمس سنوات ثم فوزه في الانتخابات الرئاسية في عام 2007 يلقى صدى فيما يبدو لدى الرأي العام الفرنسي الذي تظهر استطلاعات الرأي أن قلقه يتزايد بشأن الجريمة والامن.وأشار استطلاع أجرته مؤسسة ايفوب لقياس الرأي العام ونشر في صحيفة لوفيجارو الاسبوع الماضي الى ان هناك تأييدا ساحقا للاجراءات من جانب الناخبين من مختلف التيارات السياسية وأظهر استطلاع نشرته صحيفة لوباريزيان يوم السبت الماضي أن شعبية ساركوزي تحسنت بعض الشيء بعد اعلان الاجراءات اثر تراجعها الحاد قبل ذلك.وقال فريدريك ميشو من مؤسسة ايفوب “هل يمكن أن يستغل ساركوزي ذلك لتحسين فرصه السياسية.. نعم. بالطبع يمكنه ذلك.” وأضاف “هذا أمر رئيسي بالنسبة له بنى عليه شعبيته وساعده على الفوز في عام 2007. وأصبح أمرا ملحا بالنسبة له أن يقوم بذلك لانه كان قد بدأ يفقد قوة الدفع والمصداقية.”وأكدت خسارة حزب ساركوزي الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي يمثل تيار يمين الوسط وتزايد شعبية الجبهة الوطنية التي تمثل أقصى اليمين في انتخابات اقليمية في مارس الماضي مخاطر أن يتجاهل الرئيس الناخبين المحافظين الذين ساعدوه على الوصول لقصر الاليزي قبل ثلاث سنوات.وأفاق الكثيرون من الوهم بسبب تباطؤ خطى الاصلاح الاقتصادي الذي تعهد به ساركوزي في حملته الانتخابية عام 2007. وأظهرت الاحصاءات ارتفاعا مطردا في معدلات جرائم العنف منذ توليه السلطة ما تركه عرضة لانتقادات بشأن مسألة تعتبر من نقاط القوة التقليدية.وبالعودة إلى التركيز على الامن يأمل ساركوزي في كسب الاصوات التي خسرها وابعاد الحديث عن فضيحة ويرت وزعزعة اليسار الذي يعزف باستثناء روكار عن انتقاد جوهر مقترحات الرئيس بشأن الجريمة لانها تحظى في ما يبدو بشعبية كبيرة.وقال باتريك فيل استاذ التاريخ بجامعة السوربون ومؤلف كتاب “كيف تكون فرنسيا... جنسية مطروحة في السوق منذ عام 1789” الصادر في عام 2009 “هذا ليس موضوعا يفضل اليسار الحديث بشأنه ويمكن رصد ذلك من صمتهم ازاءه.”وأضاف “انهم يفضلون ابقاء التركيز على الاقتصاد والبطالة وويرت.”ومع ذلك فان انعاش شعبية ساركوزي التي تراجعت لمستوى قياسي في الوقت المناسب قبل انتخابات عام 2012 سيعتمد على ما اذا كان يمكنه البناء على المكاسب المتحققة في الأسبوع الماضي واستعادة قوته في جبهات أخرى وبخاصة الاقتصاد.وأظهرت بيانات الاسبوع الماضي تراجعا كبيرا في عجز الميزانية في النصف الأول من العام 2010 في حين أظهرت بيانات أخرى ارتفاع الصادرات الفرنسية الى أعلى مستوياتها في عامين.