من الطبيعي أن المنجز الوحدوي الكبير الذي حققه شعبنا اليمني العظيم باستعادة وحدته التاريخية في الثاني والعشرين من مايو الأغر 1990م كان بكل المقاييس المتفق عليه ترجمة" لتلك التضحيات الجسام المشتركة والتي بذلها بسخاء شعبنا اليمني بكل أطيافه وشرائحه ضد الحكم الأمامي المتخلف والإستعمارالبريطاني المتسلط وذلك عبرجملة من الإرها صات المبكرة المتواصلة حتى تكللت بالنجاح بقيام الثورتين الخالدتين 26 1962م و14 1963م وإنطلاقاً من هذه الحقيقة التاريخية وفهماً لأبعادها الواقعية فإن الثورة اليمنية شمالاً وجنوباً مهما تعددت أساليبهاواشكالها واختلفت ظروفها الزمانيةوالمكانية الإأن في دلالتها وحصيلتها النهائية كانت تهدف إلى تحرير الوطن بكامله أرضاً وشعباً وعلى طريق استعادةوحدته الكبرى والتي ظل تحقيقها مرهوناً بتلاحم وتوحيد أداء جميع القوى التي كان لها شرف النضال الوطني ضد العهدين البائدين (الإمامي والإستعماري) ومن فرضية بأن التشطير في ظل النظام الوطني والحكم الشمولي مهما كانت دوافعه فإن بقاءه في الاخير لايخدم اهداف الثورتين العظيمتين وإنما يعرض الوطن برمته إلى اهدار الكثير من طاقاته وإمكاناته عبر العديد من الصراعات والحروب الداخلية وفتح الباب واسعاً امام التدخلات الخارجية الطامعة وماحدث وما يحدث في بعض البلدان القريبة والبعيدة من منطقتنا من صراعات داخلية مدمرة إلا دليل قاطع على أن الحكمة اليمنية قد أتت أكلها في الوقت الراهن مجنبة الوطن مخاطر ماكان يحاك ضده حاضراً ومستقبلاً.لقد كانت الوحدة اليمنية أكانت في ظل الحكم الإمامي الرجعي أوالاستعمار البريطاني صورة صادقة في قلب ووجدان الشعب اليمني عموماً والذي كان يعلم علم اليقين بأن قدومها لن يطول ولذلك فإنه لم يكن يكتفي بالأمل والتمني وإنما بإسهامه الفاعل على تحقيقها باعتبارها الصدى الصادق والصادر من أعماق نفسه وضميره وسيسجل التاريخ الكثير عن دوره البارز في تحقيق هذا الأمل الكبير وهو دور لايمكن لمنصف أن ينكر اهميته على المستوى الوطني والقومي وذلك في الوقت الذي نلاحظ فيه بأن الكثير من البلدان والتي غطست في مخططات الحروب الداخلية والتيارات السياسية المتصارعة قد جلبت المزيد من التفكك والضعف في صفوف وحدتها بل والقومية ولم تجد شعوبها ما يفرج عن كروبها إلا أن يأكل بعضها بعضاً والانسان لايبدل هويته الوطنية إلا إذا فقد انتماء وهذا هو الضياع الكبير.[c1]أحمد راجح سعيد[/c]
|
تقرير
الوحدة اليمنية ترجمة صادقة لهويتنا الوطنية
أخبار متعلقة