عدن لوحدها فقط وعلى مدى تاريخها كانت الكهرباء احد رموز حضارتها والفضل يعود على أهله وان كانوا “نصارى” لم تعرف انقطاعات متواصلة وبصورة منظمة وهادفة كالتي تحصل اليوم من قبل دعاة الدين والمتشدقين به. عقوبة جماعية علناً، بل جهارا نهارا!.
ومع كل المبررات التي لا أساس لها والصادرة عن الجهات المسؤولة. أؤكد بل وأجزم أن انقطاعات النور والماء متزامنين ولساعات طويلة أمر ذي صلة بالطاعة أو ربما نكون قد أدخلنا بيت الطاعة ولا ندري؟!.
لا أقول حرام .. ولكن “جرم” هذا الذي يحصل، ولا يظن المتسببون به أنهم سيكونون في يوم ما بعيدين عن المساءلة او المسؤولية.. فهذا المواطن البسيط الذي يستهان به ويهان في مطالبه الحقوقية الحياتية وخصوصا في عدن لا يعتقدون انه يصدق أو يؤمن بما يطرحونه من مبررات.. ولا يستمعون له لانهم في مواقع القرار وحاجته بين أيديهم يمنعون عنه وقت ما يشاؤون ويبسطونها متى يشاؤون.. ما يحدث واضح ولا يحتاج الى تفسير.. لانها تكاد تكون حرب إذلال (حرباً باردة) مقصود بها أعصاب المواطن الذي لا يهنأ نومه ولا تهدأ اضطراباته طول الليل ينشغل بإغلاق مفاتيح أجهزته المنزلية الكهربائية حتى لا تضر بها عودة التيار الكهربائي ثم بعودته يفتحها ثم يعود لإغلاقها.. وهكذا الحال.. ومعه أعطبت كثير من أجهزة هذا المواطن فمن سيعوضه؟!!.. وأتلفت أعصابه فمن يعالجه؟!.
والمضحك المبكي ان مؤسسة الكهرباء الى يومنا هذا وفي ظل غياب خدمتها.. تتدفق فواتيرها الى منازلنا ويصرح الأخ صخر الوجيه في مقابلة تلفازية عبر قناة اليمنية بان أهالي عدن لو استخدموا الكهرباء ولو ساعتين يفترض أن يدفعوا فلوساً.
.. أقول لا تستأسدوا عليه ولا تسخروا من حاجته فالشاعر يقول:
“لا تحتقر كيد الضعيف فربما
تموت الأفاعي من سموم العقارب”