ندوة حول تحسين أداء الميزانية وضمان الجودة
صنعاء / بشير الحزمي :نظم المرصد الاقتصادي للدراسات والاستشارات بالتعاون مع مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية أمس بالعاصمة صنعاء تحت شعار ( دعم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل ) الندوة الثانية حول تحسين أداء الميزانية وضمان الجودة بمشاركة نخبة من الاكاديميين والخبراء الاقتصاديين والمهتمين .وفي افتتاح الندوة أكد رئيس المرصد الاقتصادي للدراسات الدكتور يحي المتوكل أن الهدف العام من الاصلاحات الاقتصادية هو ازالة التشوهات من الاسعار والمؤسسات والأسواق وينبغي بعد الاصلاحات الاقتصادية ان نتجه الى تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني بعيدا عن قطاع النفط والغاز .وقال اننا نعيش اليوم التأثيرات الاقتصادية على الاستقرار السياسي والأمني . ونعتقد ان امامنا حالة واقعية تبرز دور الاقتصاد وأهمية التعامل مع القضايا الاقتصادية بجدية .وأوضح أن الملف الاقتصادي ظل دائما مغيباً ولهذا وصلنا الى ما وصلنا اليه .وأشار الى ان هذه الندوة هي الثانية ضمن سلسلة من الندوات التى ينظمها المرصد الاقتصادي بالتعاون مع مؤسسة فريدريش الالمانية بهدف تسليط الضوء على القضايا الاقتصادية الساخنة لحشد التأييد لهذه القضايا وتشكيل قوة ضاغطة مع الحكومة اذا سارت مع الاصلاحات الاقتصادية وعلى الحكومة اذا تراخت في الاصلاحات .وقال أن التعامل مع هذه القضايا يجب ان تستهدف اساسا ازالة التشوهات سواء كانت سعرية او مؤسساتية لأنه بوجود التشوهات سيخلق الفساد .وشدد على ضرورة وضع الاقتصاد على مسار النمو وتحريك عجلة الاقتصاد الوطني في اطار نمو يحقق تحول في الاقتصاد من دولة نامية او تنمية بشرية منخفضة الى نمو وتنمية بشرية متوسطة .وأوضح أن اليمن تمتلك موارد اقتصادية لكنه لا يمكن الحديث عن ثروة ما لم نثبت مقدار تلك الثروة التى تتجاوز الاحتياجات الاساسية للبلاد .من جانبه أكد مدير عام البرامج بمؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية محمود قياح أهمية اتخاذ الاجراءات التى تؤدي الى تحسين المناخ الاقتصادي مع الاخذ بعين الاعتبار التنويع الاقتصادي ، خفض دعم الوقود ، تعزيز الإدارة الضريبية والجمركية ، الاستثمار في البنية التحتية وتقديم الخدمات الأساسية ، خلق بيئة عمل أفضل للشركات ، وتوسيع فرص الحصول على الخدمات المالية .وقال: في ضوء تراجع انتاج النفط وانخفاض الاسعار ، يجب أن يتجاوز الاقتصاد اليمني الاعتماد على عائدات النفط والغاز ، والتعامل مع تنويع المصادر كأولوية مطلقة .وأوضح أن إصلاح الدعم الذي تم تنفيذه هو جزء من هذه المعادلة ولكن ادارة وجمع الضرائب والجمارك بصورة اكثر فعالية وكفاءة هو الجزء الاخر .وأكد أن التهرب الضريبي هو القضية الكبرى وبسبب الفساد وسوء الادارة فإن اليمن يفقد حوالي 4.7 مليار دولار في الضرائب غير المدفوعة. وأشار الى أن مؤسسة فريدريش تشارك في قيم الديمقراطية الاجتماعية ومن بين انشطتها وأهدافها ، انها تساعد على انشاء نظام اجتماعي واقتصادي يتميز بعدالة اجتماعية في مثل هكذا نظام يتسم بضمان أن كل شخص يعيش حياة تصان فيها كرامته الانسانية ويحظى بالدعم المادي الضروري من اجل ضمان أن يتمكن من المشاركة في الحياة الاجتماعية والديمقراطية .هذا وكانت الندوة قد ناقشت في جلستي عمل ترأسها عضو مجلس الشورى وأستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء الدكتور محمد العاضي ورقتي عمل الاولى حول تحسين الإدارة الضريبية والجمركية للدكتور طه الفسيل ، والثانية حول ضرورة التنوع الاقتصادي وفرص نجاحه للدكتور محمد القاهري.