جبهة مقاومة تكنولوجية ضد التجسس
موسكو/ متابعات:دعا إدوارد سنودن، خلال مؤتمر «قراصنة على كوكب الأرض»، إلى العمل الجاد على تطوير تكنولوجيا سهلة الاستخدام لمقاومة التجسس الذي تمارسه الحكومات في جميع أنحاء العالم.ونصح سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية، في مقابلة أجرتها معه صحيفة الغارديان مستخدمي خدمة التخزين السحابي (دروب بوكس) باستبدالها بخدمات أخرى أكثر أمناً.وقال سنودن خلال مؤتمر حول مكافحة عمليات التسلل إلى أجهزة الكمبيوتر، إنه يعتزم تكريس الكثير من وقته لتشجيع هذه التكنولوجيا، بما في ذلك تلك التي تسمح للناس بالاتصال دون الكشف عن الهوية وتشفير رسائلهم.وقال سنودن، الذي خاطب المشاركين في المؤتمر المنعقد بنيويورك عن طريق رابط فيديو من موسكو، «أنت في هذه الغرفة، لديك الآن كل من الوسائل والقدرة على تحسين المستقبل من خلال ترميز حقوقنا في البرامج والبروتوكولات التي نعتمد عليها يومياً».وقال المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي للمئات الذين احتشدوا في قاعة وتجاوز عددهم مساحة الغرفة لسماع صوته «هذا هو العمل الذي سأضطلع به في المستقبل».ويقوم جزء مهم من أعمال التجسس الحكومية على الوصول للملفات المخزنة في خوادم شركات تخزين البيانات، والتي كثيراً ما تطالها اتهامات بالتعامل غير الشفاف مع الحكومات.وكان إدوارد سنودن قد دعا، في وقت سابق خلال مقابلة صحفية مع صحيفة الغارديان، مستعملي «دروب بوكس» إلى الهجرة نحو خدمات تخزين أخرى، معتبراً الخدمة شريكاً مستهدفاً ومرغوباً من قبل برنامج التجسس (بريزم)، الذي هو أشد المعادين للخصوصية.وعبر سنودن خلال المقابلة الصحفية عن استيائه من قرار (دروب بوكس) في شهر أبريل الماضي إضافة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، كوندليزا رايس إلى مجلس إدارتها، ورجح سنودن أن تكون رايس أكثر المسؤولين عداء للخصوصية، وفق تعبيره.وأشار إلى أن رايس كانت أيضاً من دعاة التنصت على المكالمات الهاتفية دون إذن قضائي، الأمر الذي ساهم في انطلاق حملة شعبية تدعو الناس إلى «إسقاط دروب بوكس» التي ضمت رايس إلى مجلس إدارتها.ودعا سنودن، على هامش حديثه للصحيفة، الشركات التي توفر خدمات التخزين السحابي إلى تبني سياسة (صفر المعرفة) التي توفرها خدمة (سبادير أواك) المنافسة لخدمة (دروب بوكس).وتقوم سياسة (صفر المعرفة) على تشفير بيانات المستخدمين حتى قبل أن تصل إلى خوادم الشركة مع ترك مفتاح التشفير لدى المستخدمين فقط، ما يعني أنه لن يكون بمقدور أي أحد التجسس على بيانات المستخدمين والوصول إليها إلا المستخدمين أنفسهم.وكان سنودن قد هرب من الولايات المتحدة بعد تسريب وثائق تسرد بالتفصيل برامج مراقبة أميركية هائلة في الداخل والخارج، وهي تسريبات أثارت غضب بعض الأميركيين واحتجاجات من دول في جميع أنحاء العالم.وتأتي دعوات سنودن المتجددة بعد حوالي العام من حصوله على اللجوء السياسي في روسيا الذي ينتهي في 31 يوليو الحالي. وتقدم سنودن، وفق مصادر مطلعة، بطلب لتمديد اللجوء.