مع تزايد القلق من الانتهاكات الحكومية للاتصالات
واشنطن/ متابعات:قضت المحكمة العليا الاميركية بأنه على ضباط الشرطة ان يحصلوا في العادة على إذن قبل تفتيش الهاتف المحمول لأي مشتبه به لدى اعتقاله وهو قرار مهم يعزز حقوق الخصوصية في وقت يزداد فيه القلق بشأن الانتهاكات الحكومية للاتصالات الرقمية.وفي رأي كتبه كبير القضاة جون روبرتس قالت المحكمة مؤخراً إن هناك بعض حالات الطوارئ التي يسمح فيها لضباط الشرطة بالتفتيش دون اذن. لكن الحكم الذي جاء بإجماع جميع اعضاء المحكمة يتعارض مع هيئات انفاذ القانون ومنها وزارة العدل التي كانت تريد مزيداً من الحرية في التفتيش دون ضرورة الحصول على اذن. وقال روبرتس: «لا يمكننا أن ننكر إن حكمنا اليوم سيكون له تأثير على قدرة القانون على التصدي للجريمة، واضاف ان حق الخصوصية «له ثمن».وأضاف: «كون التكنولوجيا تسمح الآن للشخص بحمل معلومات في يده لا يجعل هذه المعلومات أقل أحقية بالحماية التي ناضل من اجلها مؤسسو (البلاد) ..ردنا على السؤال عما يجب ان تقوم به الشرطة قبل تفتيش هاتف محمول تصادره هو ببساطة أن تحصل على إذن».وقالت المتحدثة باسم وزارة العدل ايلين كانالي إن الحكومة ستكفل التزام ضباط انفاذ القانون بالحكم الصادر عن المحكمة العليا.وكان مسح وجد ان 60.7 % ممن شملهم المسح قالوا إن الشرطة يجب ألا يسمح لها بتفتيش الهواتف المحمولة بدون اذن.وبعد أن سرب إدوارد سنودن معلومات عن برامج حكومية أميركية للتجسس زاد الاهتمام بمجموعة من منتجات الهاتف المحمول التي تركز على جانب واحد: الخصوصية.وأحدث منافس في ذلك المجال هو هاتف «بلاك فون» الذي يعتمد على نظام التشغيل أندرويد ويقوم بتشفير النصوص والمكالمات الصوتية والفيديو وقد كشف المنتجون النقاب عنه في معرض عالمي لأجهزة الهاتف المحمول في برشلونة الشهر الماضيويهدف المنتجون للاستفادة من تلك السوق التي صارت تعرف بإدارة أمن الهواتف المحمولة والتي قدر البعض قيمتها بنحو 560 مليون دولار في 2013م ومن المتوقع أن تصل إلى مليار دولار بحلول 2015م بحسب تقديرات شركة (ايه.بي.آي) للأبحاث.وتستعد شركة الاتصالات الألمانية دويتشه تليكوم أيضاً لطرح تطبيق للهواتف الذكية يقوم بتشفير الرسائل الصوتية والنصية لتصبح أول شركة كبرى لخدمات المحمول تطرح منتجاً من هذا النوع لكل عملائها.وأثار إدوارد سنودن ضجة في أنحاء العالم حين أبلغ الصحف العام الماضي أن وكالة الأمن القومي الأميركية تجمع بيانات شخصية للمستخدمين من شركات مثل (جوجل) و(فيسبوك) و(سكايب) في إطار برنامج سري.وأظهرت تسريبات أخرى كشف عنها سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي - الذي يواجه تهم التجسس في الولايات المتحدة وحصل على لجوء مؤقت في روسيا - أن واشنطن راقبت محادثات هاتفية لنحو 35 زعيماً في أنحاء العالم من بينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.(وبلاك فون) هو ثمرة تعاون بين شركة سايلنت سيركل لبرمجيات الحماية وشركة (جيكس فون) الإسبانية لصناعة الهواتف.