دور الصحافة والإعلام مهم للغاية في كل قضايا العمل الوطني لما لهما من تأثير ايجابي أو سلبي على اتجاهات الرأي العام .ز يأتي في مقدمة المهام المنوطة بالجهازين توعية الجماهير بما هو مطلوب منها لتحقيق الصالح الوطني، كما ان عليهما تنوير الشعب وتسليط الأضواء على الأخطاء والاستعانة بالخبراء المتخصصين لاقتراح علاجها بالتجربة، فإن انحراف الصحافة والإعلام عن أداء رسالتهما يؤدي بالتالي إلى تفشي السلبيات والتسيب والفساد وهو ما تنعكس اثاره على كل أوجه الحياة.في عالم الصحافة والإعلام هناك قاعدة مضمونها ان عض الكلب لرجل ليس خيراً، لكن الخبر هو أن يعظ الرجل الكلب ضمن هذه القاعدة نلاحظ ان معظم اخبارنا هذه الأيام هي من نوع رجل يعظ كلباً فكل خبر إعلامي الآن هو هو محل لابداع المحررين لذا نقول لايخالجنا الشك من ان مهنة الصحافة تعتبر من أكثر المهن التي يتعرض العاملون فيها لاخطار عديدة .. بعضها نابع من طبيعة المهنة ذاتها وما تولده من ضغوط نفسية وعصبية تحت وطأة الايقاع اللاهث للحياة والعالم تتحرك فيه الاحداث بسرعة شديدة .. وبالاخص لما يتعرض له الصحفي بحكم مهنته من ملامسة مباشرة ومعاناة عميقة للأحداث والكوارث والتقلبات الفجائية وبعضها الآخر نابع من الاخطار المحدقة وسط لهيب المعارك والمسيرات الشعبية هذه الأيام واجراءات القمع ووحشية الناس والحياة في ظروف الصراع والحرب! وتزداد حدة هذه الضغوط وتتضاعف حين يجد الصحفي نفسه محكوماً عليه بالحياة والعمل والانتاج وسط ظروف معادية يعايش فيها اعداءه وسجانيه ويتعامل معهم .. يتحدث إليهم ويكتب عنهم ويصف احوالهم ويكشف مصادر ضغطهم وقوتهم ويتبنى تصرفاتهم ويفضح خبيئتهم ويدافع عن أهله وقبيلته وعشيرته وطائفته ويخاطر من اجل ذلك بسلامته وحياته.ومن البديهيات ان الصحافة هي باروميتر الديمقراطية فالحالة الصحفية في أي بلد في العالم تجسد واقع الديمقراطية فاذا كانت الأخيرة عليه مريضة فإن الأولى لن تكون أحسن حالاً.هذه المقدمة نسوقها بمناسبة اليوم العالمي للحريات الصحفية في القريب العاجل الذي تحتفل فيه الأسرة الدولية من كل عام وهو ولا شك لفتة مهمة وضرورية وذكية تؤكد أهمية رسالة الصحافة وأهمية الكلمة الحرة في ترسيخ النهج الديمقراطي واثر التعددية وتعرية الفساد والمفسدين شريطة ان تكون ملتزمة بالموضوعية والنزاهة والشفافية بعيدة عن الروح الثأرية والتجريح وأسلوب اغتيال الشخصية .. لا داعي لسرد اصرار الأنظمة على تدجينها وترويضها وادخالها بيت الطاعة لتصبح جزءاً من تركيبتها وذراعاً من اذرعها في السيطرة وغسيل الدماغ، فمقدار ما أستأثرت الأنظمة الشمولية بالصحافة واحتكرت رسالتها للتبشير بفلسفة وأهداف هذه الأنظمة، فإن الغرب وأمريكا قد استغلت هذا الواقع أبشع استغلال وسيطرت على الأثير واصبح الإعلام لعبتها المفضلة تجيره لصالحها ولخدمة سياساتها وأهدافها والمراقب لما تبثه وكالات الأنباء العالمية والفضائيات وما تنشره الصحف يذهل للجراءة في تزوير الحقائق والحرفية العالمية في حجب المعلومات وهذا هو سر الموقف المعادي للقضايا العربية وشر الهجمة المتكررة على الإسلام والمسلمين وعلى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بعد ما استطاع الإعلام الموجه والذي اصبح يسيطر عليه اللوبي الصهيوني والمحافظون الجدد في تزوير الحقائق وتشويهها والصاق التهم بالعرب والمسلمين باعتبارهم أناس متخلفين لا هم لهم إلا الجنس! والتمتع بزواج القاصرات والمباركة لمن يتزوج بهن!!
أخبار متعلقة