أسعار الأسماك في عدن تتصاعد باستمرار
تحقيق نبيله السيد - تصوير / جان عبد الحميد : يمثل السمك وجبه غذائية رئيسية لمعظم اليمنيين وخصوصا سكان المناطق الساحلية ومع ارتفاع أسعار اللحوم وتعذر شرائها لجأ الكثيرون إلى السمك والذي أصبح هو الأخر يوشك أن يغادر موائد اليمنيين وتحديداً في عدن أن لم يكن غادرها فعلاً بسبب الارتفاع الجنوني في سعره. صحيفة 14 أكتوبر حاولت معرفة أسباب هذا الارتفاع فالتقت بعدد من المواطنين وبائعي ومحرجي الأسماك وكانت الحصيلة كالتالي: في البداية تحدث إلينا الأخ محمد مقبل عبد الله صياد في البحر قائلاً : أعمل بهذا العمل منذ صغري وهذه الأيام موسم الرياح الإ أن خيرات الله في البحر كثيرة ومع ذلك تباع غالية حيث يصل الكيلو الثمد إلى ألف ومأتي ريال . وهذا المبلغ ربما يعود ببعض الفائدة كما نلاقيه من مشقة وتعب إلى جانب تكاليف الثلج وهذا السعر خيالي بالنسبة لبعض الأسر الفقيرة ولكن ماذا نعمل وعندما يكون موسم الاصطياد يباع الكيلو الثمد بخمسمائة أو ستمائة ريال أما بالنسبة للبائعين هناك البعض يبيعون بأسعار مرتفعة والبعض الأخر يراعي ضميره في السعر .. لذا أطلب من الدولة توفير الرقابة على المشترين والبائعين وعلى جميع الأماكن التي تبيع الأسماك لان المواطن لا يمكنه تحمل هذه الأسعار خاصة عندما يكون عنده سبعه أو ثمانية أطفال من إين لنا أن نأكلهم فالراتب الضئيل لا يكفي والحياة الصعبة ومتطلباتها كثيرة من ماء وكهرباء ( وراشن) ومصاريف يومية ومدارس وأنا كمواطن أرى أن من حقي الحصول على ربح على الرغم من ان الأسعار غير مناسبة لدخل الموظف ! فيما الأخ محمد سعيد علي بائع سمك في صيرة تحدث قائلاً : أنا أبيع السمك حسب ما هو موجود في السوق أحياناً غالياً وأحياناً رخيص ولكن في أغلب الأوقات الصيد يكون غالي الثمن وهذا بحسب تواجده في البحر والبحر موسم يوم كذا ويوم كذا عندما يكون البحر هادى يكون السمك وفيراً ولكن عندما يكون البحر رياح يكون السمك فيه قليل أما بالنسبة لأسعار فهو دائماً غالي لأني أنا أشتري السمك من سوق حراج صيرة بسعر مرتفع وأنا كبائع من حقي أن أرفع في ثمنه لأني أحتاج إلى البرد ومصاريف أتعابي فمثلاً اشتري الكيلو الثمد بثمانمائة ريال وأبيعه بألف ريال أو بألف ومائتي ريال لأني أخرج مصاريف الخسارة وما تبقى لي إلا القليل .. أنا لا أنكر بأن هذا الثمن غالي بالنسبة لدخل المواطن ولكن ماذا نعمل هكذا السوق يوم لك ويوم عليك .[c1] معاناة مستمرة[/c] أما الأخت أم فوزي أحمد ربة منزل تحدثت إلينا قائلة: لقد جئت إلى سوق صيرة لعلني أجد ثمن السمك منخفضاً لكن للأسف لا يزال ثمنه مرتفعاً لذا كلامي لا يقدم و لا يؤخر كل يوم ونحن نعاني من هذه الارتفاعات وما فيش يوم وجدنا سعر السمك ينقص الا وهو يزيد نحن كربات بيوت ماذا نعمل وماذا نطبخ لاولادنا غير صانونة الهواء ؟ ولكن ربنا يستر ما يأتي في المستقبل ! من جانبه يرى الأخ عايش علوي متقاعد في القوات المسلحة:أن الأسعار بصراحة على المواطن البسيط تنهك ظهره وتتعبه الرجاء من الإخوة المسؤولين أن يريحوا هذا المواطن المغلوب على أمره قدر المستطاع لأن الكثير من الناس لا يستطيعون الوصول إلى الكيلو السمك قد نكون نحن أحسن حال ولكن الأغلبية يعيشون في ظروف معيشية صعبة ولهذا أقول الرجاء كل الرجاء من الدولة أن تتصرف بشكل واعي مراعية لظروف الناس حتى يستطيع المواطن أن يطعم أطفاله بشكل صحيح بالرغم من أن البحر عندنا والسمك متوفر بمختلف الأنواع ولكن الأسعار مرتفعة بشكل جنوني .[c1]الأسعار لا تتناسب مع مدخولاتنا [/c] أما الأخ مطلق أحمد باوزير متقاعد فقال :- الأسماك لا تباع بالشكل الصحيح هذه الأيام لان موسم الأسماك لم يظهر بسبب الرياح والأسعار مثل ما هو وارد في السوق مثل الثمد تصل قيمته إلى ألف ومائتي ريال للكيلو الواحد أما الديرك تصل قيمته إلى ألف ريال والسخلة بألف ريال يعني ارتفعت أسعار الأسماك في صيرة كثيراً والأسماك معظمها واردة من حراج الدوكيار وشقرة ومن جميع المحافظات وكمواطن أرى لا تتساوى هذه الأسعار مع دخل المواطن ودخلي وإذا استطاع المواطن أن يشتري سيأخذ نصف كيلو بقيمة ستمائة ريال من نوع الثمد ولكن إذا أراد أن يشتري الديرك ربنا يستر من قيمته فمن غير المعقول أن يأخذ نصف كيلو بألف ريال فما هو دخل الفرد الواحد عندما يكون العائل الوحيد في الأسرة يشتري بألف ريال سمك يومياً معناه ثلاثين ألف ريال في الشهر الواحد للسمك فقط ؟ وكيف يعمل مع بقية الالتزامات الأخرى من خضار وفواتير شهرية وم=واد استهلاكية لذلك نرى أن هذه الأسماك لا تتناسب مع دخل الفرد وأتمنى أن تكون هناك إجراءات من الجهات المختصة في الدولة من أجل خفض قيمة أسعار الأسماك حتى يتمكن المواطن من شرائها دون أن يعاني صعوبة في مواجهة بقية متطلبات المعيشة .[c1] ضمير البائع [/c] أما المواطن عبد الله هادي موظف فقد عبر عن رأيه أيضاً في الارتفاعات المستمرة في سعر الأسماك قائلاً: هذه الارتفاعات في أسعار الأسماك كلها تعود إلى ضمير البائع إذا كان يخشى ريه بأن يبيع حسب ما يشتري بفائدة معقولة ولكن بعض الباعة ينتهزون هذه الفرص وينهبون المواطن بأسعارهم اللاذعة .. فأنا أشتري السمك من سوق حراج صيرة لأنه يخرج طري من البحر وثمنه مناسب أما في بقية الاسواق الأخرى تجد الأسماك مثلجة لأيام وتباع بأسعار مرتفعة دون مراعاة لظروف المواطنين ودخلهم البسيط ![c1] ظلم كبير [/c]الأخ مرعي سليمان عبده موظف أيضاً أبدى راية بالموضوع : مهما قلنا ومهما فعلنا الأسعار هي سواء موسم الأسماك أم غير ذلك أغلب الناس أصبحوا يعملون في بيع الأسماك لأنها مهنة مربحة لا يستطيع المواطن مقاطعتها وجبة غذائية مهمة بعد أن فارق الأغلبية اللحوم .. وأقولها بصراحة الكل أنقلب يعمل بدون ضمير تاركاً ضمير غائبا لأنه يريد أن يكسب لايهمه ما يكسب من دم المواطن الغلبان الذي لديه أسرة كبيرة لا يعرف كيف يطعمها .... ربنا لايرضى بالظلم وخاصة ظلم الإنسان .. بعد أن ترك أحلامه في مهب الرياح طامحاً كيف يمر يومه دون أي مشاكل أو صعوبات ويأتي هذا البائع ويقول يا الله نفسي نفسي .. أقول للبائعين صحوا ضمائركم النائمة وأرجعوا إلى الله حين يقول أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء . وعن هموم وآراء المواطنين أتجهنا إلى رئيس جمعية الصيادين الأخ علي سلام في صيرة لمعرفة رأيه حول هذه الارتفاعات وأسبابها ولكن للأسف لم نتمكن من لقائه لعدم وجوده المستمر خلال فترة نزولنا إليه.[c1] تجارة مفتوحة [/c]في السياق نفسه التقينا بالأخوة مسؤولي الحراج في سوق الدوكيار بالمعلا حيث قال الأخ حسين هادي منصور صالح مدير حراج الدوكيار :سبب ارتفاع أسعار أسماكنا هي القرصنة التي أثرت علينا في البحر لان اغلب الأسماك في الدوكيار تأتي من الصومال أي من خارج مياهنا الإقليمية بحيث أن الصيادين لا يستطيعون التوغل إلى الداخل ثانيا التصدير الخارجي الذي لا يتحدد بأنواع معينة وإنما تؤخذ أعلبها أما في السابق وقبل الانتخابات حدودا ثلاثة وعشرين نوعاً يمنع تصديرها ولكن للأسف الآن يصدر أي نوع حتى الباغة والكمل والشروى تصدر لدول خارجية مثل دول شرق آسيا ودول الخليج أما حصتنا للسوق المحلي الا البقايا من الأسماك الغير المرغوبة للدول الخارجية والسلطة المحلية الممثلة بالمجلس المحلي هي التي تفرض هذه الأشياء مع قيادة مسؤولي وزارة الأسماك كانت تجلس وتحدد نوعية الأسماك التي تمنع تصديرها مثل الباغة الشروى الزينوب والثمد والقد والبياض والجحش هذه الأسماك كان من المفروض عدم تصديرها إلى الخارج لأن السوق المحلية بحاجة إليها أما الأسماك التي يمكن أن تصدر هي الأسماك في بعض المواسم موسم يوليو التي ياتي فيها الثمد والبياض والزينوب بشكل كبير جداً اما الآن من المفروض أن لا تصدر لأن اصطيادها بشكل خفيف لذا أسعارها مرتفعة جداً بسبب قلة الطلب عليها ويتم تصديرها طازجة أما في السابق كانت هناك مؤسسة لتسويق الأسماك عندما لا يكون هناك موسم للاصطياد وتكون الأسماك في شحة تقوم هذه المؤسسة بتوزيع تلك الأسماك المخزونة على الاسواق هذا المؤسسة انتهت الآن لذا تجارة الأسماك الآن أصبحت مفتوحة أمام الجميع والكل يبيع على مزاجه وفي أي مكان وذلك حسب العرض والطلب وتكون غالية في عدن عن صنعاء في عدن صاحب المفرش يأخذ خمسة حيتان فيها نقل سيارة، ثمن الثلج وايجار عامل لذا نلاحظ هذا الشخص يخرج كل خسارته منها مئة بالمئة أما في صنعاء هناك مراكز كبيرة يأخذ اثنين أو ثلاثة أطنان أن من الأسماك ولا حظوا الفرق كم الفائدة أما الباغة التي هي طلب أغلب المواطنين محدودي الدخل البسيط في الدوكيار تصل قيمة المشك بسبعمائة ريال أما في السوق يصل المشك إلى ألف ريال أي ثمن الحبة الواحدة مائة ريال نقول لماذا هي مرتفعة الثمن؟لأنها تصدر إلى مصر ودول شرق آسيا أما السعودية تأخذها طازجة بقية الأسماك مثل الديرك والسخلة هذه الأسماك لا تأتي بالأطنان لان الطلب لا يوجد عليها وتأتي قليلة كما التقينا بالوالد مكرم علي اليامي محرج أسماك في الدوكير حيث قال: الأسماك يوم في الطالع ويوم في النازل كل ذلك يعود لأسباب ولكن الرياح هي في الغالب أما الأسباب الأخرى القرصنة التي تجعل الصيادين يخافون أن يتوغلوا إلى العمق ليتمكنوا من الاصطياد في المياه الاقلمية في الصومالية ومايزيد الطين بله هو أن الحراج أصبح حتى على السواحل وبدون رقابة حيث أصبح المحرج يشتري الأسماك بعد نزولها مباشرة من البحر ومن ثم يذهب ويقوم ببيعها حسب التسعيرة التي يريدها هو دون ذمة أو ضمير كما أن الشباك الجديدة لا تسمح للحيتان الصغيرة الخروج منها ولذا لا تربى على سهل ولا تنتج داخل البحر، لهذا الأسماك ارتفعت أسعارها أما بالنسبة للتصدير هناك أسماك تصدر مثل الخلخل والدرب والعربي والبياض ومن أسباب ارتفاع أسعار الأسماك هي (الرصدة) الطريق التي استولت على السواحل كلها حيث كان ممنوع دخول السيارات الصغيرة ماعدا السيارات الكبيرة أما الآن أصبحت تلك السيارات تدخل إلى عمران وقعوة وغيرها دون أي عرقلة وهناك محرجون يشترون بعض السمك الرخيص مثل الزينوب ويبيعونه خارج السوق غالي الثمن وهذا الحوت يصل وزنه ستة كيلو وقيمته بثلاثة آلاف فقط والكيلو بسبعمائة ريال أما الثمد والسخلة والديرك هذه النوعية غالية جدا.ً [c1] مهنة سريعة الربح [/c]وحينما سالنا الأخ عارف اليامي عن أسباب ارتفاع الأسماك - أجاب قائلأ:الأسباب كثيرة حول هذه الارتفاعات وهي تعدد الحراجات في السواحل كان في الأول الصياد يأتي بالأسماك مباشرة إلى الدوكيار ويحرج به أما الآن اغلب الأسماك تباع داخل السواحل في عمران وباب المندب وفقم والذي يشتري من الحراج ويبيعه في الدوكيار يريد أيضاً فائدة مثل مقطع السمك يريد فائدة غير ضرائب المؤسسة والمالية كما أن المشتري يدفع للمجلس المحلي والبوابة لها مائة وخمسون ريالاً إلى جانب أجرة السيارة التي تحمل الأسماك من وإلى الاسواق بحيث يصل السمك إلى الاسواق مرتفع التسعيرة وذلك بسبب كل تلك الصرفيات.كما لاتنسى أن سهولة صرف التراخيص مقابل رسوم لمزاولة مهنة بيع الأسماك هي إحدى الأسباب الكبيرة للارتفاعات لأن مهنة بيع الأسماك أصبحت تجارة مربحة وسريعة فالكل يعمل بها دون صحوة لضمائرهم تجاة معيشة المواطن أو الموظف محدود الدخل.