هل وصل الفقر في بلادنا إلى حد أن هناك اشخاصاً لم تجد ما تأكله؟وهل صحيح أن الجوع أصبح شبحاً يخيم على بعض الأسر وكابوساً يدفع بعض الأسر أو الشباب العاطلين إلى امتهان جرائم السرقة للتخلص منه، أم أن كل هذه الاسئلة مجرد أوهام وتبريرات لا صحة لها ولا وجود للنشالين أو النشال الذي الذي القي القبض عليه؟وهل السرقة اصبحت الحل الأمثل لدى الأسر أو النشالين لتجاوز حالة الفقر والجوع وضنك العيش أم أن هناك ألف طريقة لحل هذه المشكلة غير السرقة؟ وهل النشال في هذه القضية صادقاً فيما قاله أم أنه كلام كما يقال (عذر أقبح من ذنب) فلنتصفح وندقق في هذا التحقيق الذي اجريناه مع جميع الأطراف في القضية لنتعرف على حقيقة ما جرى؟
سند جميل
تحدث إلينا المقدم ركن/ إبراهيم الصمدي رئيس البحث في شرطة كريتر قائلاً: استلمنا بلاغاً من قبل الأخت (ف،ب) بأنها تعرضت لسرقة حقيبتها بواسطة (النشل) من قبل مجهول عندما كانت بجوار درزي خياطة في الشارع وكان بداخلها (900 دولار) و(700 ريال سعودي) و(2 شوالية) و(بدلة بحريني) وساعد يد سويسرية ووثائق عمل وجوالان + بطاقة شخصية وبطاقة عمل ومفاتيح عمل حيث كانت تهم ببيع الذهب للصائغ، لأن والدها مريض ومصاب بمرض السرطان إلا أن الجاني سرق الشنطة فقمنا بالتنسيق مع شركة (يمن موبايل) لتعقب المكالمات الصادرة من الجوال المسروق إذ قام اللص بالاتصال بأقاربه ثم قام بالاتصال بعمه وزوجة عمه ليلة الواقعة وعليه تم متابعة الأرقام التي أتصل بها ومعرفة هوية الجاني وتم وضع خطة بمساعدة الأخت (ف،ب) التي تحدثت إلى الطرف الثالث (صهره) لمعرفة الجاني، حيث تم الاتفاق مع الاخت (ف، ب) لكي تقوم بمساعدتنا وتقدم نفسها على أنها هاربة من أهلها وتريد المبيت في مكان آمن، وعليه تم التنسيق
إبراهيم الصمدي
للمقابلة مع الطرف الثالث بالشيخ عثمان شارع الذهب والتنسيق مع شرطة الشيخ عثمان، وتم القبض على المتهم في منزل عمه الكائن في حي عبدالقوي، أما المسروقات التي ضبطناها مع الجاني والتي عادت للأخت (ف،ب) فهي:الذهب كاملاً 2) الجوالان 3) مبلغ نقدي وقدره (50و14 ألف ريال يمني) ومحتويات شخصية أخرى.أما المبلغ المتبقى الذي قام الجاني بصرفه حوالي (30 ألف ريال يمني).وقد شارك في التحقيق بالقضية المقدم/ سند جميل مدير الشرطة والمقدم/ فضل الجحافي رئيس التحقيق والرائد/ حسين بن وحيل رئيس التحريات والمحقق/ عادل الدعيس والمساعد/ عبدالله الزغير ضابط التحقيق.
مصوغات مسروقة
كما التقينا بالمتهم (ع، أ، ع) العمر 20 عاماً بدون عمل الذي قال قمت بهذا العمل نتيجة أنني رأيت والدتي مريضة وتعبانة تتوجع من الألم ولا نملك في المنزل أي ريال ولي (3) أخوات مطلقات و(3) متزوجات وأنا في الشارع، ودار في ذهني أن أقوم بسرقة هذه الشنطة متوسطة الحجم فأخذتها وهربت إلى م/أبين ومنها إلى حضرموت وعند وصولي إلى محافظة حضرموت قمت بتفتيش الشنطة فوجدت فيها (750 دولار) و(700 ريال سعودي) و(15 ألف ريال يمني) وجوالين وقمت بأخذ مبلغ وحولته من م/ حضرموت إلى عدن ويقدر المبلغ الذي قمت بتحويله (7000 ريال يمني) واستلمته، وفي اليوم الثاني اتصلت الأخت (ف،ب) بي إلى الجوال حقها الذي بحوزتي وقالت لي أن والدها مريض ومصاب بالسرطان، ولأنه ليس لدي بطاقة شخصية مكثت تحت عمارة مهجورة لمدة يومين في حضرموت وبعدها رجعت إلى عدن ووصلت إلى منزل عمي في منطقة عبدالقوي في الشيخ عثمان حتى وصول الشرطة وتم القبض على قمت بتسليم المسروقات التي كانت بحوزتي فلم أصرف منها غير 30 ألف ريال.كما التقينا بالأخت المبلغة (ف،ب) العمر (37 عاماً) موظفة تقول: كان معي شنطة يد متوسطة بداخلها بدلة بحريني و4 شوالية وعدة سلوس، ووزغ، و2 خواتم ومبلغ (900 دولار) و(700 ريال سعودي) ووثائق عمل وجوالين وبطاقة شخصية وبطاقة عمل وساعة يد سويسرية ومفاتيح العمل.كنت أنا وأمي ذاهبتين لبيع الذهب لأن والدي مصاب بمرض السرطان، إلا أن الجاني سرق مني الشنطة وفر هارباً ولم أتمكن من الإمساك به بالإبلاغ عن الحادث في شرطة كريتر، فأعطى العقيد/ سند جميل توجيهاته بالاهتمام بالموضوع وقام المحقق/ عادل الدعيس بالتحري وأخذ مني الأقوال كيف تمت السرقة وماهي الأماكن التي قمت بالذهاب إليها وماهي الاغراض التي تمت سرقتها وفي هذه اللحظة قام المحقق/ عادل بعمل رسالة موجهة إلى شركة يمن موبايل لمعرفة ما إذا قام الجاني بالاتصال وفعلاً بحمدالله قد قام الجاني بالاتصال مساءً وفي ضوء تلك الارقام قام المحقق عادل بمساعدتي وطلب مني بمساعدة الشرطة قسم التحري على أن اقوم بالاتصال بالطرف الثالث وهو الشخص الذي قام الجاني بالاتصال به من جوالي، وفعلاً تم التنسيق على أن استدرجه بالكلام فأطلب منه مقابلتي فقبل، وفعلاً قام قسم التحريات وبمساعدة شرطة الشيخ عثمان بالقبض على الطرف الثالث وسألوه عن الشخص الذي قام بالاتصال به من رقمي، فأعترف الطرف الثالث وهو صهر المتهم وتم القبض على الجاني حتى تم تسليمي المسروقات كاملة ماعدا،ما صرف منها 30 ألف ريال، وأنني أشكر الإخوة في شرطة على مجهودهم الكبير معي.