مع التهاب حر الصيف، تنتشر هذه الأيام عربات الذرة الغضة (الهند المشوي) حقاً أنها تجارة صغيرة لباعة فقراء، يجلبون الذرة من الحقول ويضعونها على عرباتهم التي تحمل شوايات خشبية بدائية، وينتشرون على الطرقات لبيع الذرة المشوية (الهند).ونحن هنا لا مانع لدينا من بيع هذه الوجبة الغنية بالفيتامينات وبسعرها الزهيد الذي لا يتجاوز الخمسين ريالاً، ولكننا نعترض على عدم حماية الشوايات والنيران المنبعثة منها مع هبوب الرياح، حيث تتطاير الشظايا النارية لتلسع المشاة في الطرقات، وأحياناً تسبب هذه الشظايا النارية متاعب أخرى نستطيع تجنبها، إذا ما قدمنا أكشاكا لهؤلاء الباعة الفقراء لممارسة هذه المهنة البسيطة التي يجنون منها دخلاً بسيطاً جداً، خاصة إذا تمكن من بناء أكشاك لهؤلاء الباعة الفقراء عند الشواطئ البحرية، حيث هبوب نسمات العصاري والأماسي عندما ينعطف المتمشوّن على شواطئ البحار،ليحصلوا على العرانيس المشوية (الهند) ويلتهموا حباتها الطرية الشهية بنهم..وإذا القينا نظرة عجلى على أوضاع هؤلاء الباعة المنتشرين في الشوارع الذين يعرقلون سير المشاة في الطرقات،فأننا نسمع دقات نواقيس الخطر،من تعرض حياة المشاة للخطر السيارات التي تقف أمام رصيف المشاة في زحمة جنونية خاصة أمام محطات السيارات في منطقة التواهي وجولة القاهرة..والأمر نفسه ينطبق على واقعنا الاقتصادي لأن هؤلاء الباعة ليس لهم مصدر عيش سوى هذه الفرشات أو العربات لبيع الذرة أو غيرها من البضائع البسيطة.إن هناك،بالفعل خطراً كبيراً يهدد حياة المشاة والباعة وهوبالطبع السير السريع للسيارات وعدم التخطيط للطرقات.إن مدينة عدن جميلة وجمالها نابع من تناقض تضاريسها الجبلية والبحرية،فهي ما زالت تتمتع بلونها الطبيعي الذي يحتاج إلى تخطيط حضاري،بحيث تتلاءم الطرقات مع زحمة السكان القادمين من مختلف محافظات الجمهورية للعمل والتجارة في عدن،ولأننا في بداية الصيف ففي عدن نجد الشمس تسطع كل صباح على المدينة فتصنع رونقاً يبعث الدهشة في نفوس الناس وتمنحهم الكثير من التفاؤل والفرح فهل تمنح إدارة التخطيط الحضري وإدارة الطرقات والسلطات المحلية هذا المواطن حقه في طريق المشاة دون قلق أو خوف..لقد سمعنا عن القوانين الصارمة التي وضعتها اليمن من أجل تنظيم المرور والزام الناس باتباع قواعدها،وذلك عن طريق فرض عقوبات تتضمن الغرامة ذات القيمة المرتفعة والحبس ولكننا لم نشاهد عملية تنظيم المشاة للبيع وبضائعهم المتواضعة..وإننا ندعو السلطات المحلية لتقود حملة إنسانية لحماية الإنسان وتنظيم الطرقات وتكون ما يسترو العقل،تعزف ألحان القلب الإنساني وتنشد ريحان الوجدان البشري،ماسكة ورود الألفة والمودة والرحمة،وموشحة بوشاح الصفاء والوفاء..وفي اعتقادي أن السلطات المحلية في عدن قادرة على حماية المواطنين،وتحديث أساليب إدارة تعمل على خدمة المجتمع والمواطنين وتحقيق الحياة الكريمة لكل البسطاء والفقراء في المجتمع اليمني وتحقيق الاستقرار الأسري والاجتماعي لهؤلاء الباعة الفقراء وحماية المشاة في الطرقات.
أخبار متعلقة