إعداد / أثمار هاشميُنظر إلى البيئة على أنّها علمٌ قائمٌ بحد ذاته يهدف إلى دراسة العَلاقات بين الكائنات الحية والمحيط أو الوسط الذي تعيش فيه وقد لوحظ أنّ علم البيئة يرتبط ارتباطاً شديداً بكثيرٍ من العلوم التي قد تبدو للوهلة الأولى بعيدة كل البُعد عن البيئة إلا أنّ الدراسة المتعمقة لتلك العلوم تكشف مدى ارتباط علم البيئة بهذا العلم أو ذاك.وعادة ما يتم في التجمع الحيوي الذي تعيش فيه الكائنات الحية مجموعة من التحولات في الطاقة والمواد تسمى بالدورات الحيوية الجيو كيميائية التي تنقسم إلى قسمين :[c1]1 - الدورة الغازية : [/c]يتكون الغلاف الجوي من مجموعة من الغازات أهمها الكربون، النيتروجين، الأوكسجين الهيدروجين ويعتبر الكربون مثالاً جيداً لهذه الدورة فخلال عملية التمثيل الضوئي الذي تقوم به النباتات، فإنّ الكربون الموجود في الغلاف الجوي يتحد مع الماء الموجود في التربة وينتج عن ذلك سلسلة من التفاعلات الكيميائية ينتج عنها مركبات الكربوهيدرات، وهذه المركبات تتحلل بدورها بفعل البكتيريا عند موت النباتات أما إذا تغذت بعض الحيوانات على هذه النباتات، فإنّه نتيجة لعملية الهضم الذي تقوم به تلك الكائنات، فإنّ الكربوهيدرات تتحلل مرة أخرى وينتج عنها مركبات جديدة، وهكذا إذا ما تناول الإنسان لحوم تلك الحيوانات، فإنّ جسم الإنسان سيقوم بإنتاج مركبات عضوية جديدة يخرج منها الكربون خلال التنفس بصورة ثاني أكسيد الكربون لذلك توصف الدورة الغازية، بأنّها دورة كاملة لأنّ العنصر يعود سريعاً للوسط بمجرد إخراجه من الكائنات الحية.[c1]2 - الدورة الرسوبية :[/c]وتكوّن العناصر المكونة لهذه الدورة داخل الصخور الرسوبية ويُعد الفسفور خير مثال لهذه الدورة، لأنّه عنصر ضروري في المادة الوراثية (D . N . A) ويدخل هذا العنصر كذلك في عظام الحيوانات الفقارية، أما المستودَع الرئيس لهذه الدورة فيوجد في صخور الفوسفات ومخلفات بعض الطيور البحرية الآكلة للأسماك وتقوم الأمطار بإذابة الفوسفات الموجود في الصخور الذي يمتزج بالتربة لتمتصه النباتات عن طريق الجذور وتحصل الحيوانات على الفوسفات عندما تتغذى بتلك النباتات وعندما تقوم الحيوانات بإخراج فضلاتها، فإنّ الفسفور يعود إلى الأرض من جديد الذي يفقد في الرواسب البحرية العميقة نتيجة حركة تيارات الماء السفلية، وهكذا فإنّ الفسفور لا يعود ببساطة إلى الدورة لذلك تسمى الدورة الرسوبية بأنّها دورة غير كاملة، لأنّ جزءًا من المادة تحتجز في صور كيماوية صعبة أو على هيئة تكوينات جيولوجية.
التحولات الجيو كيميائية في البيئة
[c1]دور الإنسان في الدورات الجيو كيميائية [/c]للإنسان دور كبير في التأثير على دوران العناصر فقيامه بقطع الغابات وإزالتها يعمل على خفض معدل دوران الكربون والنيتروجين، كما أنّ قيام الإنسان بحرق أنواع الوقود المستمد من الحفريات مثل الفحم ونتيجة لذلك يحدث تغير في تركيب الغلاف الجوي للأرض فمع ازدياد تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض والتي بدورها تعمل على إذابة الجليد في المناطق الجليدية وارتفاع نسبة المياه قد يؤدي إلى إغراق بعض الجزر أو المدن الساحلية التي تقع على البحر.وهكذا يتضح أنّ أية نشاط يقوم به الإنسان أكان كبيراً أو صغيراً يكون له عواقب على البيئة وبالتالي على الإنسان نفسه.