رئيسة جمعية مكافحة عمالة الأطفال ومديرة مركز تنمية المجتمع والأسر المنتجة لـ ( 14 اكتوبر ) :
فوزية سعيد تابث
لقاء/ إصلاح العبد - تصوير/ عبدالواحد سيفيمثل انتشار ظاهرة انخراط الأطفال في سوق العمل بشكل كبير في السنوات الأخيرة مؤشراً خطيراً على سوء الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها كثير من الأسر التي دفعت بأبنائها إلى العمل لتحسين أوضاعهم المعيشية في الوقت الذي يفترض فيه أن يعيش الأطفال العاملون حياتهم ويحصلون على حقهم في التعليم واللعب.ومن هذا المنطلق انتشرت في محافظة عدن عدد من منظمات المجتمع المدني التي استشعرت خطورة هذه الظاهرة وسعت إلى الحد منها أولاً، ومن ثم القضاء عليها. وفي هذا الصدد التقت صحيفة “14أكتوبر” الأخت/ فوزية سيف ثابت - رئيس جمعية مكافحة عمالة الأطفال ومدير مركز تنمية المجتمع والأسر المنتجة وكان اللقاء كالتالي:- [c1]إنشاء المركز[/c]في البدء تحدثت الأخت فوزية عن نشأة المركز قائلة تم إنشاء المركز في 20 مايو 2002م في منطقة الشيخ عثمان وكان هدفنا هو الحد من تسرب الأطفال من الدراسة والقضاء على عمالة الأطفال وتخفيضها لما لها من مخاطر كثيرة على الأطفال منها اكتساب أخلاق سيئة من الشارع وسلوكيات خاطئة وأبرزها تعاطي المخدرات “والتنمبل” و “الزردة” والحبوب والقات هذا بالإضافة إلى بعض الأمراض التي قد يصاب بها الأطفال نتيجة عملهم في سن صغيرة منها أضرار جسمانية لمزاولة حرف خطيرة كالاصطياد، البناء، ميكانيكا السيارات. ونحن من خلال فحص الأطفال وجدنا فيهم أضراراً جسيمة في العمود الفقري لحملهم أثقالاً في عمر صغير فالقطاع الخاص يبحث عن العمالة الرخيصة. كما وجدنا من خلال فحصنا للأطفال العاملين أنهم مصابون بأمراض الكلى وبانسداد في الأذن والأنف وعدة أمراض ناتجة عن عملهم في البحر وبالإضافة إلى ذلك تقزم الأطفال وعدم نموهم وفعلاً حضر معنا وفد من منظمة العمل الدولية وتم الجلوس مع الأطفال وهناك طفل عمره 10 سنوات والمنظمة تصر على أن عمره 5 سنوات ولم يصدقوا إلا عندما أحضرت الأم شهادة الميلاد وبالفعل وجدنا أطفالاً مصابين بالتقزم والصفار وحتى العمى والحروق ونحن حاولنا بقدر الإمكان عمل توعية بشكل دائم حيث نعمل توعية أسبوعية في المناطق الساحلية للأطفال والأسر ننبهم بخطورة هذه الأمراض على أطفالهم.وأحب أن أنوه هنا إلى دور الحكومة والحكم المحلي بضرورة الاهتمام بهؤلاء الأطفال لأنهم أصبحوا في الشوارع لا معيل لهم بل هم من يعيل أسرهم وعلى الحكومة أن تتبناهم لأنهم بدون آباء فيما الأمهات يتحملن فوق طاقتهن في البيت وتربية الأطفال، لهذا يجب أن تكون هناك مساعدة من الحكومة عبر الجمعيات أو المراكز أما بالنسبة لنا فنحن نبذل كل ما بوسعنا لمساعدتهم وأسرهم ونتواصل مع مؤسسة (الصالح) ونحضر لهم الملابس في الأعياد وكذا الحقائب المدرسية حيث أعدنا هذا العام أكثر من “150” طفلاً إلى المدرسة ووفرنا لهم من صندوق الجمعية الملابس أما الحقائب المدرسية وفرها الرئيس الفخري لهذه الجمعية الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي وتتابع قائلة:ونحن لا نكتفي بإعادة الأطفال إلى المدارس بل نراقبهم ونتابعهم وننزل إلى المدارس ولدينا إدارة التعليم العلاجي تراقب وتتابع استمرارية الأطفال في الدراسة لأنه أحيانا تتصعب عليهم بعض الأشياء مثل الرسوم المدرسية وتابعنا إدارة التربية والتعليم لإعفائهم من الرسم وبالفعل أعفت البعض منهم ونحن نتابع بهدف إعفاء الجميع.[c1] التحرر من الأمية[/c]أما بالنسبة للأطفال في عمر الـ 15 والـ 16 عام فقد حررناهم من الأمية وقمنا بتدريسهم الكمبيوتر والآن نسعى لإدخالهم المعهد لإكسابهم معارف المهن لتفيدهم مستقبلاً كالتجارة والكهرباء والتبريد وغيرها.[c1] مهام الجمعية[/c]وأكدت الأخت فوزية أن مهام جمعية مكافحة عمالة الأطفال بالنسبة لمحافظة عدن بشكل عام هو النزول الميداني للورش والمخابز وورش اللحام حيث وجدنا كثيراً من الأطفال يعملون في هذه المجالات الخطرة وقدمنا مشاريع وتحصلنا على مشروع في بداية تشكيل الجمعية في 2002م وحصلنا على دعم من السفارة الأمريكية على أساس أنه برنامج توعية بعمل وقمنا بعمل توعية على مستوى محافظة عدن كلها وتحصلنا أيضاً على مشروع عمل منظمة العمل الدولية “tpec” قبل سنتين لحماية الأطفال يعملون في مجال الاصطياد السمكي وقبل بدء المشروع نزلنا إلى المديريات التي تتعلق بالمناطق الساحلية منها (فقم وعمران ورأس عمران والخيسة) وكل هذه المناطق الساحلية نزلنا إليها وعملنا البحوث الاجتماعية وجدنا أن عدداً كبيراً من الأطفال يعملوا في الاصطياد السمكي لهذا تحصلنا على مشروع عمالة الأطفال في الاصطياد السمكي بصنعاء تحصلنا على مشروع في الـ “tpec” أطفال الشوارع وحضرموت على الأطفال في الزراعة.وإضافت قائلة:من خلال عملنا قدمنا البحوث للجهات والتي بدورها قدمت الدعم وفتحنا الأقسام حيث يوجد عندنا قسم محو الأمية لأن هدفنا الأساسي هو محو أمية هؤلاء الأطفال لأنهم لم يدرسوا فعملهم كله بالبحر وعملنا لهم عملية تشجيعية فالذي سينجح وسيجيد القراءة والكتابة سندربه على الحاسوب الآلي وكانت منافسة قوية بين الأطفال وفعلاً اجتازوا هذه المرحلة لمدة 9 أشهر ومحينا أميتهم ودخلوا في قسم الحاسوب الآلي وهناك أقسام أخرى منها قسم الباحث النفسي والباحث الاجتماعي ولدينا إحدى الكادرات تدرس الكمبيوتر وكذا مكان لعمل أِشياء من صدف البحر ومرسم وفصول محو الأمية وقسم الحاسوب وحتى لا يمل الأطفال أعددنا لهم أنشطة ووفرنا لهم عدة العاب مثل (الأتاري والجيم والبلياردو) وكرة السلة وكذا الطائرة ولدينا فريق ونعمل مباريات بين الفرق مثل فرق فقم والخيسة وعمران وشجعناهم وأعطيناهم الهدايا والبعض تحصل على الكأس مثل فريق فقم ويوجد لدينا عيادة مجانية ولدينا اختصاصية ونشكر الدكتور الخضر ناصر لصور مدير عام مكتب الصحة الذي وفر لنا الطبيبة وبعض الأدوية ووجبة الغذاء ولكن للأسف انتهى المشروع في ديسمبر وانتهت وجبة الغذاء وقدمنا رسائل على أساس أنه حتى أذا انتهى المشروعاً يجب وبحسب الاتفاقية أن تستمر وجبة الغذاء وباعتبار أن الحكومة تقوم بالاستدامة فمن غير الممكن أن مشروع بهذا الشكل خسرنا فيه كل الجهود وبالآخر تنتهي التجربة على الرغم من أنها رائدة يجب الحفاظ عليها وقبل ثلاثة أسابيع عملنا ورشة إستدامة وللأسف وحتى اللحظة لم نجد من سيدعم المركز ولكن جمعية حماية عمالة الأطفال تحاول بقدر الإمكان للوقوف مع الأطفال، سواء أجابت منظمات العمل الدولية أو لم تجب نحن بأذن الله سنسير العمل في البداية دعمت المشروع منظمات العمل الدولية باعتبار فترة محددة ولكننا الآن نسعى إلى عمل الدور الثاني خصوصاً أن التجربة كانت ناجحة وبعثنا رسائل وصورنا الاتفاقيات على أن نرسلها للمحافظ والمحافظ للأسف الشديد دائماً مشغول ولم نصل إليه حتى الآن.ولكننا التقينا بمدير المديرية وفعلاً طلب منا الوثائق ليعرضها للمحافظة وأهم شيء نريده ونطالب به هو الاستدامة ونتمنى من المحافظ والقيادة في المحافظة أن تتبنى مشروع الاستدامة لحماية الأطفال العاملين في مجال الاصطياد السمكي ونحن لدينا لجنة التسيير وهي لجنة مكونة من المدراء المتواجدين في محافظة عدن وهم: مدير مكتب وزارة الإعلام ومدير مكتب إتحاد النقابات للعمال والجهات الأمنية وعقال الحارات والجمعيات المدنية ذات الاختصاص. واستطردت بالقول:- نعمل ما بوسعنا لحماية هؤلاء الأطفال ونحاول نحرك المجتمع والحكم المحلي ليتحملوا مسؤوليتهم تجاه هؤلاء الأطفال لانهم إذا لم يلقوا المعاملة الحسنة ويجدوا الرعاية سيتأثرون وسيلحق بهم الضرر النفسي ولن يقدموا شيئاً إيجابياً لمجتمعهم بل وربما يصبحون عالة عليه.[c1]منجزات المركز [/c]واستعرضت الأخت فوزية في سياق حديثها الإنجازات التي تحققت وفي ومقدمتها وأهمها هو الوقوف مع هؤلاء الأطفال وأسرهم من خلال نزولنا المستمر إلى المناطق الساحلية مثل فقم والخيسة وعمران الأسر التابعة للمشروع.ومعرفة أوضاعهم المعيشية وتقديم الدعم لهم وأي شيء يصلنا مثل التمر والبر ومواد غذائية أخرى تصلنا من أي جهة وعادة ما يصلنا الدعم من مؤسسة (الصالح) ومن مكتب الشئون الاجتماعية وبذلك نحاول تخفيف الأعباء الاقتصادية على هذه الأسر التي لا يوجد لها عائل وتعتمد على هؤلاء الأطفال.كما قمنا بأخذ ملفات بعض أسر هؤلاء الأطفال إلى الصندوق من أجل تقديم الإعانات لها وهذه الإعانة وأن كانت بسيطة إلا أنها تسد جزءاً من الحاجة ونحن نأمل أن ترفع هذه الإعانات بما يلبي الحد الأدنى للأسر الفقيرة والمعدمة.كما نطالب بإعطاء هذه الأسرة قروضاً بيضاء للاستفادة منها في مشاريع صغيرة تحسن مستوى معيشتهم ولنا تجربة في ذلك حيث أدخلنا مجموعة كبيرة للارتقاء بالأسرة ومنحناها قروضاً وبالفعل استفادت بعض الأسر حيث عملت بعضها على صناعة البخور وأخرى عملت محل بيع اللحوم ( مجزرة للأغنام وغيرها وضممنا هذه المجموعة في ارتقاء الأسرة لأننا مشتركون معهم بالتشبيك وفكرنا بأن هذه المشاريع الصغيرة ستعود عليها بالفائدة وتحل بعض مشاكلهم ولكن للأسف بعض الجمعيات تقدم قروضاً بفوائد 2% وتتضاعف هذه الفوائد خلال العام حتى تصل إلى نسبة 24% ولايمكن بهذه الشريحة سداد هذه الفوائد المتصاعدة في ظل دخلها المحدودة لذلك نجد أن هذه النسبة المئوية المتصاعدة هي كبيرة مقارنة بمشاريعهم الصغيرة وتزداد معاناتهم أكثر لأنهم لا يستطيعون السداد وقالت أهم عمل قمنا به وكوني مسؤولة أيضاً على مركز الأسر المنتجة ولدينا في هذه المركز عدة أقسام منها الخياطة الأولية والخياطة والتطريز وأنواع الخياطات الاخرى ولدينا أيضاً قسم الكوافير ونقش الحناء والأشغال اليدوية والتدبير المنزلي فكرنا بمساعدة هذه الأسر الأطفال من خلال المركز فقد أحضرنا أسرهم وقمنا بتدريبهم على أشياء مختلفة في الأقسام التي يرغبن بها وبالفعل تخرجت الكثيرات منهن قمن بالعمل في بيوتهن وعملنا هذا على أساس ان هذه المرأة ممكن أن تعمل في بيتها وتستغني عن دخل أبنها الصغير وتتركه يتعلم بدلاً من العمل وفعلاً قد تخرجت مجموعه كبيره والدورة تستمر إلى 6 أشهر والبعض تشتري مكينة خياطة وتحيط في منزلها والبعض ينقش وأيضاً بعض ومنهن يقمن بأعمال نقش الحناء ومنهن فتحن محلات كوافير واصبحن قادرات على إعالة أصحاب أنفسهن اصحاب محلات الكوافير يحضروا إلى عندنا ويسألون عن المتدربات ومن اللأتي عندنا تجيد العمل ويتعاقدون معهن للعمل معهم وبالفعل نشعر بالارتياح كوننا عملنا .[c1] المشاريع المستقبلية [/c]كما تؤكد قائلة أن أهم الأعمال التي نسعى لها هو الاستمرار في البرنامج ونتمنى أن نلاقي الدعم حيث ننتظر الآن وترتب عليه الكثير من الأشياء على أساس أنهم سيدعمون المركز في المشروع القادم . هذا وقد عملنا ورشة استدامة قبل أسبوعين ودعونا السلك الدبلوماسي ودعونا كل الأطراف الموجودة ولجنة التنسيق في محافظة عدن وهي مكونه من مديري عموم المكاتب كلها في محافظة عدن ولدينا أيضاً عدة دورات الآن خاصة دورات يعملها الصندوق بشكل دائم حيث أقمنا دورة بتاريخ 15 /2/ 2009م وهي لمدة 5 أيام لـ15 فتاة دربنهم على كيفية الاستفادة من النفايات بدلاً من رميها مثل علب اللبن الكراتين بواكت الكلي نكس وغيرها حيث سنعلمهم كيف يستفيدون منها بعمل أشياء وأشكال للزينة وتحف جميلة ويستعمل هذه الدورة قسم توعية البيئة وتبنته جمعية مكافحة عمالة الأطفال . وبالإضافة إلى أننا نسعى للتنسيق مع عدة منظمات دولية ونبعث لها بمشاريع وننتظر الدعم فقد بعثنا للسفارة الأمريكية و منظمات العمل الدولية على أساس أن يعطوا لنا دوراً ثانياً للبرنامج وننتظر الرد. كما يوجد لدينا القسم الاجتماعي والذي قام بإعداد دراسة متكاملة وطبعاً تبنته منظمة العمل الدولية . ونحن نعتبر من الجمعيات النادرة ونحاول أن نبذل جهدنا ومعنا أعضاء الجمعية جميعهم المتطوعون يعملون بدون رواتب وهم حريجون وعندما يأتي مشروع نوزع لهم حوافز ولكن هم يتبرعوا بعمل طوعي على أساس أنه ممكن في يوم يحصلون على العمل وبالفعل عملنا للبعض منهم عقود ونتمنى أن تتم الموافقة عليها حيث تمت الموافقة على (14) عقوداً للأسر المنتجة ولدينا مدرسه للكمبيوتر والسائق والحارس بدون عقود وحتى الذي معهم العقود كانوا يستلمون رواتبهم كل 8 أشهر وصاروا الآن كل 3 أشهر أما الآن الحمد لله يستلمون شهرياً ولكن مع بداية هذا العام إلى الآن لم يستلموا شيئاً حتى الآن ويمكن يعطى لهم الشهر القادم ( شهر مارس ) ومع هذا فأن وضع الجمعية الآن أفضل بكثير من السابق .[c1] مناشدة[/c] وناشدت الجهات الحكومية أن تنظر إلى هذه الأسر والاستدامة في هذا المركز مركز حماية الأطفال العاملين وأن تضع البديل لعمل الأطفال والبديل من وجهة نظرنا هو إعطاؤهم قروضاً بيضاء من دون فوائد لأن القروض بالفوائد هي التي أدت إلى سوء حالهم ولم يتمكنوا من سداد أرباح القروض التي وصلت إلى 20% وشكلت عباء ثقيلاً على كاهلهم .[c1]الخاتمة [/c] عمالة الأطفال تمثل أسوأ أشكال انتهاك حقوق الطفل لما تنطوي عليه من حرمان الأطفال العاملين من حقهم في التعليم وتعريضهم لأنواع مختلفة من الانتهاكات والاستغلال أما العمل في مجال الاصطياد فيهوصعوبة وإثارة للقلق كون العمل فيه يقتضي خروج الأطفال العاملين إلى عرض البحر والعمل في ظروف شاقة وقاسية بيئة عمل تحمل في طياتها سلوكيات لا تتلائم مع اعمارهم العمرية وتوفر مناخاً لاستغلال الأطفال الذين أضطرتهم الظروف المعيشية القاسية إلى الخروج للعمل في سن مبكرة. لهذا نطالب الحكومة والمجلس المحلي ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل ومنظمات العمل الدولية أن تسعى وتبذل كل جهدها لتحسين ظروف الأطفال العاملين في كل المجالات وخصوصاً في مجال الاصطياد السمكي وحمايتهم وتقديم العديد من الخدمات التي حرمتهم الحياة منها.