أجرى اللقاءات / علي عبدربه غزال لاحول ولا قوة إلا بالله العظيم ،إنا لله وإنا إليه راجعون، هذا الكلمات كانت تردد بروحانية وإيمان على ألسنة أبناء مدينة حريب كباراً وصغاراً ،الكل مؤمن بقضاء الله وقدره في كل حين... والقضاء والقدر لا مفر منه .. فقد شاء الله أن يصرع (30) شخصاً من أسرة واحدة من بينهم 14 من الأطفال و15 امرأة بالإضافة إلى الأب المثالي الوالد/ حسين محمد أبوعية سائق السيارة التي كانت تقل كل هذه الأرواح الطاهرة لتذهب بهم إلى ذمة الله سبحانه وتعالى ..14 أكتوبر تابعت واقعة الحادثة المأساوية على أبناء مدينة حريب وإليكم الحصيلة. الأخ/ صخر علي مدير مجمع حريب قال:المرحوم حسين محمد أبوعية 55 سنة صاحب محل تجاري لبيع أدوات الكهرباء والسباكة في مدينة حريب وأب فاضل يتمتع بصفات عالية له باع في حل القضايا الاجتماعية ويؤدي الصلاة في أوقاتها ، كان هو أسرته على موعد مع القدر في صباح يوم الخميس الموافق 22 /4 /2010م عندما سافروا إلى مدينة مأرب تلبية لدعوة أحد أقاربه هناك، ذهبوا الأداء واجب وهو صلة الرحم، وذهابهم إلى هناك سيكون مناسبة شائكة بذاتها خصوصاً أن برفقة المرحوم عدد كبير من أفراد الأسرة منهم الأم والأخت والخالة والبنت والأخ والأحفاد. الأخ/ محمد عبدالله شيخ معلم قال: على كف القدر نمضي ولا ندري عن المكتوب، خطفهم القضاء والقدر الذي لا مفر منه ابداً فقد تجمعوا وانطلقوا من مدينة حريب التي تبعد عن العاصمة مأرب حوالي 90م شرقاً قاصدين الذهاب إلى أحد أقاربهم هناك لكن قضي أمر الله في الطريق.وهذه المأساة تؤلم القلب، وتبكي من فاجعتيها عيون كثيرة، رحمهم الله جميعاً.[c1]لا عيوب فنية في السيارة[/c]الأخ/ محمد أحمد حسن قال:لاحظنا سيارة المرحوم (الهيلوكس) وهي تعمل بصورة جيدة ولا توجد بها أي عيوب فنية بل أعتقد أن سبب الحادث هو الحمولة الزائدة فالمرحوم كان ينظر إلى أقاربه بعين العطف والرحمة فلم يرد أحداً من النسوة وأطفالهن طلبه أن يذهب معه والطريق العام باتجاه مأرب خطير والحمولة ثقيلة، فهو لم يأخذ بعين الاعتبار مخاطر الزيادة في الركاب وهذا يعود إلى قلة الوعي لدى البعض من مرافقيه فقد يكون المرحوم واعياً بمخاطر الحمولة الزائدة إلاّ أنه اصطدم ببعض الإحراج من أقاربه فإن غادر دون أخذهم فسوف يلومونه، لكن كما قال المثل “إرضاء الناس غاية لا تدرك”، والإنسان في الحياة يبتلى والمؤمن من يصبر على حدوث مثل هذه المصائب.“إنا لله وإنا إليه راجعون”.[c1]ضرورة وجود مصدات دفاعية [/c]الأخ/ منير علي شاجرة من أبناء مدينة حريب، معلم مدرسي قال:إن هذه الأسرة قضي أجلها في منحدر، ولا يعلم ما حدث إلا الله سبحانه وتعالى، فالسائق تجاوز كثيراً من المنعطفات الخطرة حتى وصل إلى الأخطر وعلى الأشغال والطرق أن تضع مصدات دفاعية لحماية المركبات من الانزلاق إلى الهاوية فهناك منعطفات خطرة في تلك العقبة.[c1]لم يبق سوى طفلة والجميع تحرك للواجب[/c]والتقينا بالأخ محمد عبدالله أحد أفراد النقطة الأمنية في عقبة ملعاء فقال: أنه تحرك مباشرة ومعه سبعة أفراد إلى موقع الحادث برفقة سيارة الإسعاف بهدف إنقاذ الأرواح، ولكن كان القدر أسرع وكان المشهد مؤثراً ومفجعاً فلم يلحظ أي شخص على قيد الحياة عدا طفلة كانت تصرخ بصوت منخفض حيث تم نقلها مباشرة على سيارة الإسعاف إلى المستشفى، ثم كان للإخوة أفراد شرطة النجدة المرابطة بطريق الجوبة دور طيب في نقل الجثث وكذا كثير من المواطنين الذين وصلوا في سياراتهم وهم من قبيلة آل غنيم وأهل مدينة حريب كل قام بدوره الإنساني بهمة واقتدار وعزيمة عالية، لما رأوه من مشهد مروع، أطفال رؤوسهم مهشمة وجثت جامدة، بالإضافة إلى السيارة التي عدمت بالكامل.«إنا لله وإنا إليه راجعون».[c1]موقف مشرف من أبناء حريب[/c]الأخ/ قاصد خميس مصيقر مدرس من أبناء مديرية حريب قال: هذا قضاء الله وقدره على هذه الأسرة الواحدة وعندما وصل الخبر إلى أهل المدينة تحرك جميع أبناء حريب في سياراتهم إلى موقع الحادث لتقديم العون، وقد كان الموقف مشرفاً فكل واحد قدم يد العون، مقبرة المدينة امتلأت بالناس صغاراً وكباراً من صلاة الظهر حتى صلاة العشاء لدفن جثثهم التي وصل عددها إلى 29 وكان وضع جميع أبناء مدينة حريب صعباً وحزيناً للغاية فكل من بداخل البيوت تبكي وتذرف الدموع على مصير هؤلاء الذين جمعهم القضاء والقدر.الأخ/ عبدالعزيز الشقيري قال: إن أسوأ ما في الأمر أن يسمح سائق السيارة لنفسه بحمل أرواح تتعدى العدد المسموح به فلم يسبق أن حصلت هذه الكارثة على مستوى الوطن اليمني فالحمولة على السيارة مسئولية مشتركة ما بين المواطن نفسه وسائق المركبة ورجل المرور والأمن فكان يجب التنبيه بالمخاطر إذا غفل سائق المركبة ووجب على كل شخص تقديم النصح والإرشاد.الأخ/ عطية وكيل ثانوية حريب قال: خيم على حريب حزن شديد حتى اليوم الثالث من وفاة الأسرة ويتطلب على الجميع الحذر من الوقوع في مثل هذه الحادثة المأساوية وذلك من خلال الانتباه إلى حد حمولة الركاب ونكرر الحديث للإخوة السائقين في مديرية حريب الذين يقومون بنقل الركاب إلى صنعاء وغيرها من المدن اليمنية أن يتقوا الله ويحافظوا على الأرواح التي معهم وعدم السماح بالحمولة الزائدة والالتزام المسموح به في حمولة الركاب على سيارات الأجرة.[c1]على وزارة الأشغال إعادة النظر[/c]فيما تحدث الأخ/ عبدالله صالح زبين معلم من أبناء حريب قائلاً: لابد لوزارة الأشغال العامة من إعادة النظر في نقيل عقبة ملعاء باعتبار أن هناك عدة حوادث تقع في العديد من المنعطفات الخطرة التي لا توجد بها ما يحمي السيارة من الوقوع إلى الهاوية لا سمح الله في حالة عطب في السيارة.الأخ / علي احمد الكازمي مشرف مدرسي قال: لابد على الإدارة العامة للمرور أن توفر الشواخص المرورية التي تدل السائق على الإرشادات بمخاطر الطرق الرئيسية والمنعطفات الخطرة والمنحدرات حيث أنها تنبه السائق بالاضافة إلى ضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة في جانب التوعية المرورية بالمخاطر التي يجب على السائق تجنبها سواء في حمل الركاب أو الحمولة الزائدة في البضائع والمستلزمات الشخصية على السيارة وتفوق قدرة حمولتها وللحمولة الزائدة أضرار كثيرة على الإنسان والطريق حيث تحدث التشققات وتقلع الإسفلت كذلك في الطريق العام وننتج المزيد من الحوادث سنوياً.