تأليف / أحمد منصور عرض / أثمار هاشم المخطط الامريكي للحرب على العراق وضع قبل عام كامل من أحداث 11 سبتمبر 2001م.تقرير بلير للبرلمان البريطاني عن أسلحة الدمار الشامل في العراق لم يكن سوى تقرير مسروق من طالب عراقي .جنود عراقيون كشفوا أنهم انسحبوا من المعركة بناء على أوامر القادة !منذ فترة طويلة لم أقم باستعراض كتاب ولكن الكتاب الذي وقع بين يدي دفعني للتفكير في استعراضه لأنه يرتبط ببلد يوصف بأنه مهد الحضارات الانسانية وبه عاصمة المنصور وحاضرة الرشيد بلد كان سقوط عاصمته مفاجأة للجميع ودون ثمن .الكتاب طبع (6) طبعات بين عامي (2004 - 2005م) يحوي كماً هائلاً من المعلومات التي ربما ما زالت خافية عن كثير من الناس وفيما يلي عرض لهذا الكتاب .[c1]الطريق إلى بغداد [/c]في بداية الكتاب يعود الكاتب بذكرياته الى الوراء وتحديداً الى العام 1990م ليلة الغزو العراقي للكويت وكيف أنه كان آخر مسافر يصل الى الكويت التي كان من المفترض أن يصل مديراً لتحرير مجلة المجتمع وسماعه لأصوات القصغ والانفجارات من داخل الفندق الذي نزل فيه وجالة الفوضى والنهب التي تعرضت لها المحال التجارية بعد توارد الانباء عن غزو العراق للكويت ونزوح الكويتيين ورفضه مغادرتها لرصد تطورات الاحداث على أرض الواقع وتدوين ملاحظاته عن كل ما يسمعه ويشاهده وقيامه بتحرير النشرة الصحفية التي كان يصدرها الكويتيوت في الداخل ويطلقون عليها اسم (المرابطون) وتوزيعها في المساجد والمنتديات والتعاونيات وخروجه من الكويت وهو يحمل حقيبة يد صغيرة تحوي أغراضه الشخصية بعد بقائه فيها خمسين يوماً .بعد ذلك يصل معنا الكاتب الى نقطة هامة وهي أن تلك الذكريات عادت إليه وهو في طريقه من عمان الى بغداد بعد عشر سنوات على تلك الاحداث وتحديداً عام (2000) وشعوره باجواء الحصار المفروض على العراق التي كانت بادية على وجوه العراقيين اثناء تجواله في شوارع بغداد والكآبة التي شعر بها الناجمة عن الوضع السيء للفندق الذي نزل فيه ومن تم تعرفه على شباب عراقيين اخذوه معهم في جولة بالقارب في نهر دجلة وملاحظته لانخفاض مستوى النهر وتدمير المحاصيل الزراعية جراء ذلك .[c1]العراقيون في ظل حكم صدام [/c]شارع المتنبي هو شارع العلم والثقافة والمعرفة والمؤلفين والناشرين هذا الشارع تحول في ظل الحصار الى أطلال وبات من يعرضون كتباً على قارعة الطريق ليسوا بباعة كتب ولكنهم اساتذة جامعات أو مؤلفون أو مثقفون يبيعون مكتباتهم الخاصة وتعرف المؤلف على استاذ جامعي في احدى المكتبات وكيف اخبره هذا الاخير أن استاذة الجامعات اصبح بعضهم يعملون سائقي تاكسيات أو بالتجارة بينما البعض الاخر يبيع كتبه لسد الحاجات الملحة لأسرهم وكيف أن امريكا سجنتهم من الخارج والنظام سجنهم من الداخل والخوف يطاردهم في احلامهم وتخلي العراقيين عن اهدافهم المتمثلة بالشهادة الجامعية والتي لم تعد ضماناً لصاحبها والوظيفة التي لايكفي فيها الراتب والزواج الذي تم الاعراض عنه بسبب قوة الحصار وغلاء المهور وكيف دفعت جميع تلك الظروف العراقيين لبيع خصوصياتهم على قارعة الطريق حتى يعيشوا .[c1]بغداد بعد تهديدات بوش [/c]تهديدات الرئيس الامريكي بوش للعراق عام 2001م تزامنت مع وقت اقتراب العيد ناهيك عن الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعاني منه العراقيين كل تلك الامور جعلت الناس جعلت الناس يعيشون صراعاً شديداً مع أنفسهم ومع الحياة وتخوفهم من العودة لإنقطاع المياه والكهرباء والتدفئة خاصة وأن تقارير برنامج الصحة العالمي يشير لتدني نسبة المياه الصالحة للشرب التي حصل عليها العراقيين بالاضافة الى نقص القوة الكهربائية واشار الكاتب الى أن هناك نص في المادة (54) من معاهدة جنيف تنص على ترحيم أي إعتداء على محطات مياه الشرب وانظمة الري في الحروب إلاً أن القوات الامريكية وحلفاءها قاموا بتدمير سدود المياه العراقية ومحطات الكهرباء والصرف الصحي الامر الذي أدى الى عواقب صحية وخيمة يعاني الشعب العراقي من آثارها ووفاة أكثر من نصف مليون طفل عراقي بسبب الحصار حتى أكتوبر 2001م أما الذين كتب لهم الحياة فإنهم يعيشون حياة قاسية.[c1]عقيدة بوش[/c]“إن من حق الولايات المتحدة أن تسدد ضرباتها الوقائية الى أي أمة , تعتقد أنها تمثل خطراً عليها .. إن امريكا تلمك قوة عسكرية غير خاضعة لقانون المنافسة وترغب في الاحتفاظ بهذه القوة وهذا يجعل سباقات التسلح التي عرفتها حقب ماضيه غير واردة “ هذا هو الخطاب الذي ألقاه بوش في يونيو 2002م أمام حشد من العسكريين الامريكيين وكانت بداية لحملته ضد العراق وتكليف فرق عمل لصياغة ما يسمى بعقيدة بوش واجبار العالم على الانصياع لها والايمان بها والتي تحظى بدعم من قبل الذين يروجون لشركات صناعة السلاح في مقابل ذلك يرى بعض الباحثين والمؤرخين أن امريكا بطريقها الى النهاية وأن هذه رؤية الذين يفهمون التاريخ لكن لا أحد ينصت إليهم فليس هناك إلاَ صوت واحد هو صوت الغطرسة التي جعلت بوش يدعو العالم الى أن يؤمن بالعقيدة الجديدة .[c1]الذين وضعوا خطط الحرب [/c]في منتصف نوفمبر 2002م كشفت صحيفة “ هاارتس” الاسرائيلية أن كلاً من ريتشارد بيرك وداغ فايت وهما من اليهود البارزين في وزارة الدفاع الامريكية من يرسمان صورة الشرق الاوسط الجديد ومخطط الحرب على العراق بالترتيب مع الحكومة الاسرائيلية موضحة كذلك “ إن العراق هدف تكتيكي والسعودية هدف استراتيجي أما مصر فهي الجائزة الكبرى في المخطط الامريكي .. وأن هذه الخطط قد بدأت عام 92م في عهد الرئيس بوش الاب ولكن صعوبات واجهت ذلك المخطط الذي اعيد مرة أخرى في سبتمبر 2000م أي قبل عام كامل من احداث 11 سبتمبر 2001م بعد أن تمت الموافقة على زيادة ميزانية الانفاق العسكري واستخدام القوة ضد العراق .[c1]فاتورة ما قبل الحرب [/c]منذ احداث 11 سبتمبر 2001م اصبحت المدن الامريكية الصغيرة تساهم في دفع فاتورة النفقات الدفاعية والعمل الاضافي للشرطة حيث تتصدر العاصمة الامريكية واشنطن قائمة اكبر عواصم العالم انتشاراً للجريمة وانفقاها مستويات عالية للغاية في مكافحة الجريمة هذا الوضع الداخلي الامريكي يلتقي مع نفقات خارجية باهظة الامر الذي يعني أن فاتورة الحرب في النهاية لن تكون بسيطة وقد تصل لتلك التي جناها الاتحاد السوفيتي في افغانستان .بالانتقام والتشفي واللانسانية والتي تعكس الاسلوب الذي كونت به نيويورك ومن ثم العقلية الامريكية وكيف تفكر واجهزة الحكم وطبيعة العلاقة بين من يحكم الدولة ومن يحكم الشارع .[c1]الموقف التركي من الحرب [/c]ويتحدث المؤلف عن دخوله مقر رئاسة الوزراء التركية ولقائه كبير مستشاري رئيس الوزراء أحمد داؤود في ذلك الوقت الذي كان يوصف بأنه الصانع الرئيسي لسياسة تركيا الخارجية وكيف أنه جزء من حكومة تسعى لخلق وعي اقليمي بين القوى الاقليمية لأنه السبيل لتحقيق سلام مستمر متحدثاً في هذا الفصل عن رفض البرلمان التركي طلب الحكومة السماح بنشر قوات امريكية في الاراضي التركية والذي يؤكد على الديمقراطية فكما أن امريكا تدعي حرصها على الديمقراطية واحترام رأي الشعوب فقد استخدم الاتراك مع الامريكيين نفس السلاح الذي يحاربون به الآخرين وكان الموقف التركي يعبر بقوة عن رأي الشعب .[c1]أسواق وتجار الحرب [/c]إصرار الولايات المتحدة على شن حربها ضد العراق انعشت اسواق الحرب فعلى مستوى الافراد بدأت محطات التلفزة العالمية تتهيأ لدخول العراق مع القوات الامريكية فقامت بتوظيف موظفين لتغطية الحرب المرتقبة كما أرتفعت اسعار الفنادق وقام تجار المواد الغذائية بابرام عقود تغذية للجيش في المعركة أما على مستويات اعلى فإن هناك عدد من الدول سعت لجني اكبر قدر من الارباح فيما كانت مشاركة الدول الغربية في الحرب عبر شركات السلاح والنفط والدعم اللوجستي في كل المجالات .[c1]حرب من أجل النفط [/c]أكد وزير الخارجية الامريكي في ذلك الوقت كولن باول ومسؤولين اخرين أن الحرب ضد العراق ليس هدفها النفط وإنما إزالة النظام العراقي وتجريد العراق من اسلحة الدمار الشامل غير أن كثير من الامريكيين كانوا يرون عكس ذلك فالدراسات تشير الى امتلاك العراق 11% من احتياطي نفط العالم والذي فيه حقول لم تستغل حتى الآن كما أن الخطط العسكرية تقوم على السيطرة على مناطق النفط الفنية في كركوك والموصل حيث ستستهلك امريكا النفط المستورد بينما انتاجها ستحوله بالكامل المخزون الاستراتيجي .[c1]باول يرتدي بزة الحرب [/c]كان السؤال الرئيسي الذي يطرح على كوكب باول في كل مؤتمراته الصحفية هو عن حقيقة استعداده للاستقالة ومغادرة الادارة الامريكية خاصة وأنه كان يشعر بعزلة شديدة داخل الادارة التي اصبح يسيطر عليها التكتل اليمني المتطرف والتي وصفها باول بالعصابة والتي عملت على اضعاف دوره ودور وزارته إلاّ أن باول الذي كان يعزف على وتر بعيد عن دعاة الحرب في الادارة الامريكية ما لبث أن أرتدي سترته العسكرية وإعلانه أنه أحد صقور الحرب الامريكية ضد العراق .[c1]بغداد .. قبيل السقوط [/c]هذا الفصل تم فيه التطرق الى حالة العراق قبل الحرب ووجوه العراقيين المتعبة والقلقة والمترقبة للحرب والمتاريس وأكياس الرمل التي كانت منتشرة في شوارع المدينة بشكل كبير وتحول وزارة الاعلام العراقية الى ثكنة اعلامية واستعدادات العراقيين للحرب من الطعام والشراب والادوية .[c1]قصة سقوط بغداد [/c]كان سقوط العاصمة العراقية بغداد مفاجأة للجميع وإن كانت الحقائق تتكشف يوماً بعد آخر مؤكدة وجود خفايا واسرار كثيرة .وقد حاول مؤلف الكتاب أن يوجز قصة سقوط بغداد من مصادر مختلفة منها أن الرئيس العراقي ليست لديه خبرة عسكرية محترفة فقد رفض طلبه مرتين للقبول في الكلية الحربية ووضع مجموعة من الفاشلين وشبه الاميين على رأس المؤسسة العسكرية مثل زوج ابنته حسين كامل الذي كان غير متعلم وشبه أمي وكذلك علي حسن المجيد ( علي كيمياوي ) والذي كان يحمل لقب رجل المهمات الصعبة أما عزه ابراهيم فيقال أنه كان بائع ثلج قبل أن يترقى في درجات الحزب ويصل الى نائب رئيس الجمهورية أما طه ياسين رمضان فقد كان ضابط صف في الجيش تمت ترقيته بسبب ولائه الشخصي لصدام حسين وعن نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة قصي صدام حسين فقد كان حديث عهد بالخبرة العسكرية وكانت قراراته اثناء الحرب شديدة التخبط وارهقت القوات في التنقل مما جعلها هدفاً سهلاً للقوات الامريكية وتشير المصادر الى أن صدام حسين تعرض للخيانة من قبل اقاربه في الجيش كما أن عدداً كبيراً من الضباط والجنود العراقيين كانوا قد انسحبوا من المعركة بعد أن تلقوا اوامر من قادتهم بذلك واظهرت النتائج أن القنابل التي استخدمت لضرب بغداد قنابل كهرومغناطيسية تصيب دائرة قطرية صغيرة وتسبب تعطيل الحواس الخمس وكافة اشكال الحياة ومن ثم الوفاة السريعة لكل الموجودين في دائرتها وكذا صواريخ “هل فاير” التي تحول لون الجسم الى أزرق ونزول الدم من الانوف والعيون والآذان وتتميز بقدرتها التدميرية الهائلة وتتسبب في نشوب جدار ناري يستهلك الاوكسجين في المكان بحيث يموت الضحايا اختناقاً دون أن يؤثر ذلك على الاماكن القريبة.[c1]سقوط بغداد بين هولاكو وبوش (1258 - 2003م)[/c]بسقوط بغداد على يد هولاكو عام 1258م قتل خلال اربعين يوماً مليون مسلم حتى كانت الميازين تجري بدماء الناس بالشوارع شبيهاً بما حدث عام 2003م فلولا دعم امراء المسلمين لهولاكو لما سقطت بغداد ولولا دعم دول عربية واسلامية والخونة في صفوف النظام العراقي لطالت المعركة ولم تسقط بغداد دون قتلا وبثمن بخس وكما كانت النفائس هدفاً لهولاكو فإن جنود بوش دخلوا القصور واخذوا مافيها من نفائس وتذكارات وهي تراث شعب وثروات أمة اضافة الى حرق المتحف الوطني العراقي والمكتبة الوطنية التي تضم الوثائق ومكتبة الاوقاف التي تضم نفائس المخطوطات أن من يعود لكتب التاريخ لن يجد فارقاً بين ما فعله هولاكو وما فعله بوش .[c1]حرب الأكاذيب[/c]في 31 أكتوبر 2002م وقف الرئيس الامريكي بوش يخاطب الامريكيين ليقول لهم “ إنهم يكرهوننا ويكرهون اسرائيل ويهددون اصدقاءنا جيرانهم في المنطقة “ وكانت هذه واحد من المبررات التي ساقها الرئيس بوش من أجل شن الحرب على العراق ومن بين الاكاذيب كذلك ما ادعاه نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني حيث اعلن دون اثبات أن “ صدام حسين يمتلك اسلحة نووية “ أما وزير الدفاع دونالد رامسفيلد فقد كان يبدو دائماً زائغ النظرات في المؤتمرات الصحفية كما أنه رجل مشهور بكذبه فهو يكذب كما يتنفس.[c1]شهداء الصحافة الحرب الامريكية على الصحفيين في بغداد [/c]في هذا الفصل يتذكر الكاتب وقوفه على نهر دجله قبيل الحرب الامريكية على العراق بأيام قلائل حيث كان على مقربة من وزارة الاعلام العراقية والذي تخيل إنه مكان آمن من خطر القصف كونه مقراً لمعظم وسائل الاعلام العالمية وتفاجأة من أن الصحفيين الاعلاميين خاصة الامريكيين ابلغوا أن وزارة الاعلام ستكون احد الاهداف الرئيسية وحالة الخوف التي شعر بها الصحفيون وكيف كانت مخاوفهم تلك حقيقية بعد قيام القوات الامريكية بارتكاب مجزرة بحق الصحفيين الاجانب .[c1]الصورة .. حينما فضحت اكاذيب بوش ورجاله [/c]كشفت الصور التي تناقلتها شاشات التلفزة العالمية للقتلى والاسرى الامريكيين وهم مذعورون حجم الاكاذيب التي كانت تروج عن القوة التي لاتقهر وحجم الانتصارات التي تتحقق دون خسائر مما حدى بوزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفليد بتهديد وسائل الاعلام التي تنقل تلك الصور مما يثبت أن الصور قد تكون أمضى من قوة السلاح في التأثير على سير المعارك لأنها تقدم الحقيقة وتكشف الاكاذيب وتمثل الجانب الاقوى في المعركة .[c1]قصة استشهاد طارق ايوب[/c]حينما اطلقت احدى الطائرات الامريكية صاروخاً على مكتب الجزيرة ببغداد اصابت طارق ايوب شظية في قلبه كانت السبب في استشهاده وعلى الرغم من أن جثته لم توضع في ثلاجة وبقي في الحر لمدة ثلاثة أيام إلاّ أنه لم يحدث له أي تغيير أو تبديل وكانت الدماء تغطي قميصه والدم ينضج من جرحه وقد تحولت جنازته في العاصمة الاردنية عمان الى مظاهرة حاشدة شارك فيها الجميع من مختلف مستوياتهم الرسمية والشعبية والطلابية .[c1]بغداد .. تحت الاحتلال الامريكي [/c]كما أن للحرب تجارها وإفرازاتها فإن الوضع الذي تعيشه العراق بعد الاحتلال كان له تجاره وإفرازاته ايضاً فبغداد قبل الغزو كانت تحت حكم عشرين جهازاً امنياً أما بعد الحرب فلا أحد يحكمها فالأنظمة الامنية لم تنته فحسب إنما زالت منظومة دولة الرعب واصبح الذين كانوا يصولون ويجولون في عهد النظام السابق ويعذبون ويرغبون الناس يبحثون عن مأوى أو حتى لقمة تسد جوعهم فتحول العراق من جمهورية الخوف الى جمهورية الفوضى .[c1]وثائق الدولة تباع على قارعة الطريق[/c]حالة الفوضى ووجود الاحتلال في العراق جعلت كل شيء يباع على قارعة الطريق في بغداد واهمها وثائق ومعلومات الدولة العراقية والتي يمكن الحصول عليها مقابل دفع الثمن المطلوب في اسواق خاصة بذلك تعرف باسم اسواق الحرامية وكانت امريكا أول المستفيدين باستيلائها على أكثر من ثلاثين شاحنة من وثائق النظام العراقي السابق والتي تحتاج لسنوات طويلة لفرزها .[c1]المقاومة جحيم القوات الامريكية في العراق [/c]في اعقاب السيطرة الامريكية على العراق وبداية المقاومة لم تزد اعداد القتلى الامريكيين عن ثلاثة حسب تصريحات المسئولين فيما يتحدث العراقيون عن اعداد اكثر من ذلك , هذا التضارب بالارقام دفعت الكاتب للذهاب الى اماكن المقاومة وهي مناطق سنية حيث وجد أن معظم المقاومين هم من الشباب وأن من بين اسباب نجاح المقاومة هي المعنويات الهابطة للجنود الامريكيين الذين تتراوح اعمارهم بين (19-23) عاماً وهم من السود والهنود الحمر الذين ألتحقوا بالجيش لفقرهم والبطالة التي يعانون منها بحثاَ منهم عن الامتيازات كالتعليم المجاني كما أن هناك كثير من العراقيون يتحدثون عن فرار اعداد كبيرة من الجنود عبر الجبال الى تركيا .[c1]نور الدين الزوبعي اسطورة المقاومة في العراق [/c]شاءت الصدف أن يدخل مؤلف الكتاب مدينة الفلوجة في وقت كانت ترتدي فيه ثوب الحداد لاستشهاد نور الدين الزوبعي ابو سمية الذي حاول معرفة هوية المتوفى واستطاع من خلال الحكايات التي سمعها ان يستخلص قصة معقولة تبدأ بعملية نقل للسلاح والعتاد من مدينة الفلوجة الى الرمادى كان يقوم ( ابوسمية) وثلاثة من رفاقه عراقي ويمني وسعودي في سيارة بيك أب حينما فوجئوا بدورية امريكية تفتش السيارات ودخول الطرفين في اشتباك استشهد فيه اليمني والسعودي وانسحب العراقي واصابة نور الدين الذي بالرغم من اصابته استطاع اسقاط طائرة امريكية كانت تقوم بنقل القتلى والجرحى الامريكيين وابلاغ احد الفلاحين عنه وقيام القوات الامريكية بنقله للمستشفى وتمكن المقاومة العراقية من اختطافه من المستشفى الذي كان تحت حراسة امريكية ليعود نور الدين بعد اسبوع وبالرغم من اصابته لأستأنف المقاومة وتفجير مركز شرطة الفلوجة .لم يكن نور الدين الزوبعي شخصاً يشار له بالبنان ولكنه كان عامل بناء بسيط في الـ (26) من عمره من اسرة فقيرة استشهد وهو يعد لتفجير سيارة في رتل امريكي بعد أن كانت العمليات التي يقوم بها نوعية وموجهه ليكون بذلك اسطورة المقاومة العراقية .[c1]دعوة بريطانية لمقاومة الاحتلال [/c]في هذا الفصل يتحدث الكاتب عن لقاءه عضو البرلمان البريطاني “ تام دالبيل “ وسؤاله عن موقف الحكومة بعد استدعاء بلير الى لجنة برلمانية للتحقيق معه بشأن التقرير الذي قدمته الحكومة البريطانية للبرلمان والذي حازت من خلاله على تأييد لشن الحرب على العراق ليتضح بعد ذلك إنه تقرير لطالب عراقي يدرس الدكتوراة أخذ من موقع على الانترنت ويرى “ تام دالييل” أن من حق العراقيين أن يقاوموا المحتل حتى لو كانوا جنوداً بريطانيين لأن زيادة اعداد القتلى ربما تساعد على خروج القوات البريطانية من العراق .[c1]بغداد .. ليلة مقتل عدي وقصي ؟[/c]بعد تأكييد القوات الامريكية لمقتل عدي وقصي صدام حسين ارتفعت زخات الرصاص في سماء بغداد إلاّ أنها لم تكن بالحجم الذي يشير الى أن كل العراقيين أو معظم قد فرح بما حدث فالهموم اليومية التي يعيشها الناس جعلت مثل تلك الاحداث تهم الامريكيين الذين صفوها خاصة وإن إكتشاف الامريكيين لمكان عدي وقصي كان صدفة محظة عندما ظنوا ان الرجل الذي كان يأويهم إنما يأوي مطلوبين أو مجاهدين عرب فأنهار الرجل وهو يرى ابنه يضر ب بكعب المسدس بعنف واعترف بأنه يأوي نجلي الرئيس العراقي ومصطفى نجل قصي (14) عاماً واحد رجال الحماية الخاصة بهم وقد خاض هؤلاء الاربعة معركة طويلة مع الجيش الامريكي استمرت عدة ساعات قبل أن يستشهدوا .[c1]مصير صدام وعائلته ورجاله[/c]يتحدث الكاتب هنا عن لقاءه بأحد التجار الذي طلب مساعدته فهذا التاجر وبحكم عمله كان يعرف عوائل كثيرة من بينها اخوات الرئيس صدام حسين وبناتهم وأولادهم الصغار وقد هربوا بعد سقوط النظام من بيوتهم وقد وجدوا من يؤويهم ولكنهم خائفون من أن تتعرض بناتهم للاعتداء أو الاختطاف, أما رجال صدام حسين فقد كان كل واحد منهم يبحث عن مكان يختفي فيه.[c1]إبعاد الضغوط الأمريكية على سوريا[/c]طوال أسبوعين قضاهما مؤلف الكتاب في العاصمة السورية دمشق بعد سقوط بغداد كان حديث كل من التقى بهم لا يخرج عن إطار الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على سوريا وأهدافها وأبعادها خاصة وأن المخاوف الأمريكية الحقيقية من سوريا هي مخاوف من مقاومة عراقية تتخذ من الأراضي السورية خلفية لها لا سيما وأن المتطوعين السوريين شكلوا العدد الأكبر من بين المتطوعين العرب الذين ذهبوا للعراق من أجل المشاركة في الحرب.[c1]ورطة بوش وبلير بعد سقوط بغداد[/c]بدأ الأميركيون يدفعون ثمن تواجدهم في أرض لم ينجح أبناؤها في حكمها باستقرار وقد بذل الأمريكيون منذ سيطرتهم على العراق جهود كبيرة من أجل إيجاد دليل حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل فسعوا لتقديم الرشاوى لعلماء عراقيين ليقدموا لهم دليل يخرجهم من المأزق الذي وجدوا أنفسهم فيه إلا أن العلماء العراقيين أكدوا أنهم لن يستطيعوا تقديم شيء للأمريكيين لأنه ليس هناك شيء موجود ليقدموه. أما موقف توني بلير رئيس وزراء بريطانيا فإنه لا يقل حرجاً عن موقف حليفه بوش خاصة وأن التقرير الذي قدمه للبرلمان لم يكن سوى تقرير مسروق من طالب عراقي إضافة إلى انتحار خبير الأسلحة البريطاني وأصبحت الحقيقة التي تراها كثير من وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية هي أن الأدلة على أسلحة الدمار الشامل لم تكن سوى حملة من التظليل والخداع الشامل.[c1]بوش “ معتوه “ وبلير “ أحمق “ [/c]تلك هي الصورة التي ظهر بها كل من بوش وبلير على مسرح الفنون في العاصمة البريطانية لندن والتي عالجت السياسة الأمريكية البريطانية تجاه الدول العربية بأسلوب مليء بالإنصاف والتقدير للعرب من خلال أسلوب تهكمي هزلي على الرجلين اللذين يكذبان إلى اليوم على العالم.[c1]صناعة الفزع[/c]في هذا الفصل يتم التحدث عن أساليب الترويع والتخويف الذي يبثه القادة الأمريكيين في العالم أثناء زيارتهم لبعض الدول وكذا على الشعب الأمريكي نفسه الذي يصدق تلك الأكاذيب وإسهام وسائل الإعلام ومحطات التلفزة بعمل برامج مفتوحة عن كيفية حماية الشعب الأمريكي من الهجمات الإرهابية التي قد يتعرض لها.فأمريكا تسعى لإشاعة العالم في أكذوبة الخوف والفزع من عدو هلامي مجهول والسعي لاستغفال العالم واستغبائه.[c1]قيادة متغطرسة وشعب جاهل[/c]هذا رأي مخرج أمريكي يدعى مايكل مور الذي الف كتاب “ رجال بيض أغبياء” مستخدماً أسلوب ساخر من الرئيس بوش الذي حظى بنصيب وافر من الهجوم والنقد اللاذع وحقائق وصوله للمكتب البيضاوي وتطرقه الى عدة نواح معاكسة في تصنيف الدولة الأولى كونها رقم واحد في إنتاج النفايات الخطرة وحالات الاغتصاب وغيرها من الاشياء مشيراً الى وضع المرأة في الولايات المتحدة التي تضغط على الدول العربية والاسلامية تحت مايسمى بحقوق المرأة كما تطرق الكتاب كذلك الى نتائج دراسات تشير الى حجك الجهل المطبق والغباء الكبير الذي يعيش فيه الشعب الامريكي والذي يعتمد في معلوماته على وسائل الاعلام الداخلية فقط الامر الذي يدلل بوضوح السبب الذي ينقاد ورائه الشعب الامريكي ودون تفكير لكل ماتقوله قيادتهم لهم.[c1]الهيمنة على العالم دون ثمن[/c]هنا يأتي ذكر عدد من الامبراطوريات التي ظهرت في العالم والتي مالبثت ان اخلت نجومها مع الحربين العالميتين الاولى والثانية ضمن يرجع الى تاريخ نشؤ او انتهاء القوى العظمى يجد الحروب دائماً يولد من بعدها قوى وتنتهي اخرى فقد اصبحت امريكا قوة جديدة هي والاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثاني ولكن مالبثت ان انهارت الاخيرة في الثمانيات لتصبح امريكا هي القوة الوحيدة في العالم ساعية الى ان يكون القتال بسلاحها ولكن بيد غيرها مستفيدة من حلفائها متناسية ان الحروب تؤدي الى نهاية امم وقيام اخرى وان كثيريين اشعلوا الحروب ودخلوها اقوياء ثم انتهوا خلالها لان غطرسة القوة اعمتهم..[c1]سقوط أمريكا في اوحال العراق [/c]في الفصل الاخير من الكتاب يتم التطرق للسيناريوهات المعلنه التي روجت لها الإدارة الأمريكية عن حربها ضد العراق تسير في اتجاه ان المخطط الامريكي للحرب سوف يتم تنفيذه بسهولة لان الرئيس العراقي يتمتع بكراهية شعبه كما ان النظام يعيش في الحصار علاوة على انه مجرد من معظم اسلحته الفعالة وتقديم جيرانه كافة التسهيلات للقوات الأمريكية لتقوم بحملتها ضد العراق اما الشعب العراقي الذي يعيش تحت الكبت ونظام مكروه حسب الوصف الامريكي فانه سوف يخرج الى شوارع بغداد حاملاً الورود لتستقبل بها الجنود الامريكيين المبشرين الجدد بالديمقراطية وحقوق الانسان، بينما هناك سيناريو اخر لنتائج الحرب يبدو متوارياً ولا يتحدث عنه الكثيرون وهو السيناريو الذي حدث في حروب وتدخلات امريكا السابقة في الدول المختلفة والتي يبدو فيها ان نورط امريكا في وحول العراق لن يقل ورطه عن ورطاتها السابقة..
أخبار متعلقة