فإذا اطلعت على صحف هذا الطرف تجد تحريضاً واضحاً ضد الطرف الآخر وإثارة فوضى ومن ما ظهر منها وما بطن وتشعر وأنت تقرأ تلك الصحف الصفراء وكأن البلاد على حافة الهاوية لتركيزها على تضخيم الأحداث والمبالغة في إبرازها حتى وإن كانت جنائية واستثمارها سياسياً من باب المكايدات السياسية وتشويه سمعة المناوئين لأصحاب تلك الصحف من الطرف الآخر ونرى أيضاً ونسمع ونقرأ لقاءات لرموز وشخصيات من هذا الطرف تهاجم الطرف الآخر وتتهم رموزه بالفساد والتقصير والإهمال وتزكي نفوسها على الجميع وأن لديها منجزات أما الطرف الآخر فليس له بصمات أو مشاريع أو حتى شعبية جماهيرية فهل هذه أطراف تصلح أن تقود الوطن إلى مشارف المستقبل؟.
لقد وصل اتهام هذا الطرف لشريكه الطرف الآخر في الحكم إلى حد أنه يشارك في عرقلة مسيرة التسوية السياسية في بلادنا وإلى اتهامه بدعم القاعدة الإرهابية حتى تظل البلاد في حالة عدم استقرار وأمن وطمأنينة وأن تتوقف العملية التنموية ويهرب ويفر المستثمرون من البلد..
فهل هذا وقت لدخول الأطراف اليمنية في هذه المرحلة الحرجة والهامة في مناكفات وجدل لا معنى له ولا جدوى سوى أننا لم نصل بعد إلى مستوى الشعور بالمسؤولية الوطنية ولم نتجاوز دوائرنا الضيقة ومصالحنا الأنانية ولم نستشعر الخطر المحدق بوطننا وبلادنا من الداخل والخارج بعد أن سمعنا فخامة رئيس الجمهورية يقول في كلمته وخطابه الأخير بأن هناك مؤامرة خارجية ضد بلادنا والدليل أن 70 % من إرهابيي القاعدة من الأجانب وجثثهم في ثلاجات الموتى ولم تقبل بلدان هؤلاء الإرهابيين استلامهم أو عودتهم إلى بلدهم.. فلا نضيف فوق أزمة البلاد اصطناع أزمات جديدة ياأيها المتنفذون والمسيطرون فالبلاد أمانة في أعناقكم وتحتاج إلى الأمن والأمان والعمل الجماعي.