صنعاء / فيصل الحزمي :عقدت في صنعاء ورشة عمل خاصة بالاصطفاف الإعلامي في مواجهة نقص اليود في ملح الطعام في اليمن نظمها المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي بالتعاون مع منظمة اليونيسيف.وهدفت الورشة - التي شارك فيها 40 مشاركاً ومشاركة من ممثلي وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة - إلى تسليط الضوء حول مشكلة عدم توفر الملح المحلي المحتوي على غذاء اليود . وفي كلمة له بهذه المناسبة أكد الدكتور احمد قاسم العنسي وزير الصحة العامة والسكان على أهمية تضافر الجهود الوطنية الرسمية والشعبية لمواجهة المخاطر الصحية الناتجة عن نقص مادة اليود في ملح الطعام والتي تتسبب في الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية الخطيرة في اليمن.وتطرق الوزير العنسي في كلمته إلى الانجازات الصحية وما حققه القطاع الصحي من نجاحات متميزة بشهادة القيادة السياسية ومنظمات دولية خاصة فيما يتعلق بمجالات التحصين ومكافحة أمراض الطفولة خلال المرحلة الماضية وخفض نسبة وفيات الأطفال والأمهات.. مشيداً إلى إن هناك مشاكل صحية لا تزال تؤرق القطاع الصحي وتساهم في تفاقم المشكلة الصحية والمتمثلة بنقص مادة اليود خاصة وان هناك 70 % من سكان اليمن يعانون من مشكلة نقص اليود.. وأهمية تفعيل الدور المطلوب من وسائل الإعلام المختلفة وكذا دور الخطباء والمرشدين والتي تعتبر احد أهم الوسائل الناجحة في التغلب على الكثير من المشاكل الصحية التي تواجه القطاع الصحي وتؤثر سلباً في حياه المواطنين.وشدد وزير الصحة على أهمية إيجاد وتفعيل خطة وطنية مشتركة ومتكاملة تضم جميع الجهات والقطاعات المعنية على المستوى المركزي والطرفي للحيلولة دون الوقوع في المخاطر الصحية الناتجة من نقص مادة اليود وضرورة تفعيل الدور الرقابي والإشرافي على جميع مصانع ومطاحن الملح على المستوى المركزي والطرفي وإلزامهم بإضافة مادة اليود في ملح الطعام.وبحسب معلومات صادرة عن وزارة الصحة- فإن نحو 16 مليون شخص في 130 بلداً حول العالم يعانون من نقص اليوم، حيث تشير المعلومات إلى ان اليمن ليس بأحسن حال بل إنه أحد أكثر البلدان تضررا من جراء نقص اليود، مضيفةً: ان 70 % من سكان اليمن يعانون من مشكلة نقص اليود.وأوضحت انه ونتيجة لنقص اليود ظهرت في اليمن مشاكل صحية واسعة شكلت أبرز أسباب انتشارها حالات تضخم الغدة الدرقية ونقص النمو والتقزم لدى الأطفال..وبينت ارتفاع نسبة الإصابة بتضخم الغدة الدرقية بين اليمنيين بسبب نقص اليود لتصل إلى نحو 16.2 %، في حين لا يحصل على الملح المضاف إليه مادة اليود بشكل جيد سوى القليل من الاسر اليمنية، وأضافت: من بين أطفال اليمن لامهاتٍ يعانين من نقص اليود هناك من يعاني من تخلف عقلي وجسدي شديدين وآخرون يجدون بسببه صعوبة في التعلم بالمدرسة والاستمرار فيها.وتطرق القائمون على ورشة العمل إلى صدور القانون رقم 32 للعام 1996م الخاص بإضافة مادة اليود إلى ملح الطعام في اليمن كإستراتيجية متبعه في جميع بلدان العالم من أجل الاسهام في حل مشكلة الاضطرابات الناجمة عن نقص عنصر اليود، مضيفين: انه ومنذ ذلك العام وحتى نهاية 2010م لم يتجاوز نسبة الأسر التي تستهلك الملح المضاف إلى اليود 30 %، في حين انخفضت هذه النسبة إلى أدنى مستوياتها بعد عام 2010م وحتى اليوم.. معتبرين أن حجم المشكلة في ازدياد بل وأكثر تعقيدا..وقالوا: إن ملح الطعام المتوفر حالياً في الأسواق والذي يستهلكه المواطن اليمني غير مطابق للمواصفات والقياسية حيث يحوي على كثير من العناصر السامة مثل الزرنيخ والرصاص والكادميون المضرة بالصحة والمخلفة وراءها قائمة من المشكلات الصحية الأخرى كالفشل الكلوي وانتشار أمراض السرطان وغيرها.. وارجعوا أسباب ذلك إلى غياب التشريعات الملائمة والرقابة التصنيعية على مصانع ومعامل تكرير الملح.. وكشف المنظمون للورشة عن وجود عدد كبير من الطواحين منتجة للملح غير ملتزمة بإضافة مادة اليود إلى ملح الطعام.. مؤكدين وجود مابين 50-45 طاحونا يعمل ليلا وفي عدد من حارات المدن بعيداً عن الجهات الرقابية.. مشددين على ضرورة ان تسلط وسائل الإعلام حول مشكلة عدم توفر الملح المحلي المحتوي على غذاء اليود.. والعمل على دعم إضافة عنصر اليود مصنعيا إلى ملح الطعام وفق المعايير القياسية المطلوبة.