افتتح الندوة الفكرية التي تنظمها وزارة الثقافة.. رئيس الوزراء:
صنعاء / سبأ:أكد رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أن من ينشد التغيير الكلي ويتوق إلى قيام دولة مدنية ديمقراطية حديثة على أساس من المواطنة المتساوية وسيادة النظام والقانون يتعين عليه أن يشارك في الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية المقررة في 21 فبراير الجاري لصالح مرشح التوافق الوطني الأخ المناضل عبد ربه منصور هادي.واعتبر الأخ رئيس الوزراء لدى افتتاحه أمس بصنعاء أعمال الندوة الفكرية التي تنظمها على مدى ثلاثة أيام وزارة الثقافة تحت شعار”الانتخابات الرئاسية العبور الآمن إلى مستقبل أفضل”، المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة تأكيداً بما لا يدع مجالا للشك لتأييد التغيير وتعبيراً عن الحرص على تجنيب الوطن الانزلاق نحو المجهول والخروج من براثن الأوضاع المتردية التي يعيشها شعبنا سواء معيشيا أو خدميا أو امنيا أو إنسانياً.وأشار إلى أن هذه المشاركة تضمن كذلك حل الأزمات والقضايا التي تهدد الوحدة الوطنية والسلم الأهلي وفي مقدمتها القضية الجنوبية العادلة بامتياز ومشكلة صعدة وغيرها عبر حوار وطني شامل تشارك فيه كل أطياف العمل السياسي ومنظمات المجتمع المدني كما نصت على ذلك المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.وعبر باسندوة عن أمله في أن يسود مداولات مؤتمر الحوار الوطني الشامل روح الإخاء والمحبة والتسامح ويتوج بتوافق وطني عام يعيد اليمن إلى مسارها الصحيح.. مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية المبكرة نصت عليها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة باعتبارها الوسيلة الأمثل للانتقال السلمي والسلس للسلطة والمدخل إلى تحقيق التغيير بأقل كلفة وخطوة على طريق التغيير المنشود.وقال “ إذا كانت الانتخابات المزمع إجراؤها سوف تفضي إلى إحداث تغيير جزئي فإن هذا التغيير الجزئي سيقود حتما إلى التغيير الشامل بإذن الله”.وأضاف:” اننا نقف اليوم أمام نقطة تحول تاريخية نتطلع فيها إلى الانتقال ببلدنا من مرحلة الأزمات السياسية المتلاحقة إلى مرحلة تاريخية جديدة تتطلب التكاتف والتآزر لنعمل معا نحو الانتقال إلى الدولة المدنية الحديثة التي يسود فيها القانون والفرص المتساوية وقيم العدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان” .. مبينا أن ذلك لن يتأتى إلا من خلال ترسيخ قيم الحوار والتعايش وقبول الآخر.وتابع: “ من هنا جاءت المبادرة الخليجية لإخراج اليمن من أزمته الراهنة بعد أن استشعر الأشقاء والأصدقاء أهمية الأخذ باليمن إلى بر الأمان”.وأوضح رئيس الوزراء أن مطلب التغيير جاء كضرورة ملحة لإنهاء حالة الجمود السياسي والاقتصادي والتنموي التي مرت بها اليمن خلال الفترة الماضية.وقال “ ولان الشباب هم طليعة المجتمع فقد استشعروا أهمية القيام بالتغيير الذي يواكب العصر ويرتقي باليمن إلى مصاف الدول المدنية الحديثة التي تسود فيها روح المواطنة ويتساوى فيها جميع أبناء الوطن في الحقوق والواجبات، فقادوا حركة التغيير من خلال ثورتهم المباركة التي صمدوا لأجلها طويلا في الساحات وتحملوا كل المشاق والعناء والتعب وقدموا التضحيات الجسيمة لخلق مستقبلهم الأجمل والنهوض بالوطن الذي ينشدونه”.وأكد الأخ باسندوة التقدير العالي لدور الشباب في حركة التغيير وضرورة إشراكهم في الحياة السياسية وإدارة عجلة التنمية الوطنية باعتبارهم أمل الأمة في التطور والتقدم والازدهار، ولأنهم اصدق من يجسد قيم التغيير والتطور.. معبرا عن الشكر الجزيل لكل الذين وقفوا إلى جانب اليمن من دول الجوار والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وكافة الأشقاء والأصدقاء.وعبر رئيس الوزراء عن تمنياته لمداولات الندوة التي يشارك فيها ساسة ومفكرون وأكاديميون ومثقفون بالنجاح والإسهام بدورها في التعريف بأهمية الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء الـ 21 من فبراير الجاري من حيث كونها تتيح للوطن فرصة العبور إلى مستقبل أفضل وآمن كما يشير لذلك عنوان الندوة.من جانبه أكد وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل أن حلم التغيير والدولة المدنية كان هاجسا يؤرق اليمنيين منذ فجر الثورة اليمنية قبل نصف قرن .. وقال “ ها نحن اليوم بفضل التضحيات الجسيمة للشعب وإصراره على النجاح نخطو خطواتنا الأولى على طريق التحول الديمقراطي”.وأضاف “ لذلك فأهمية الانتخابات لا تكمن في انتخاب رئيس توافقي هو الأخ عبدر به منصور هادي فحسب بل لأنها تمثل علامة فاصلة بين مرحلتين مختلفتين ، إنها بداية التغيير نحو الدولة والمواطنة والقانون والفرص المتساوية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان” .ولفت إلى أن الشباب استطاعوا إيصال أصواتهم المطالبة بالتغيير نحو المستقبل الذي يطمح له الجميع ومن خلال تعاون ودعم الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والعالم تم الوصول إلى المبادرة الخليجية ، وتجاوز الصعوبات التي واجهها اليمن خلال المرحلة الماضية.واعتبر المبادرة الخليجية هي الطريق الآمن والأمثل لتجاوز حالة الانهيار الاجتماعي والاقتصادي وربما ضياع الدولة.. وقال : لقد فتح التوقيع على المبادرة الخليجية الطريق أمام تشكيل حكومة وفاق وطني وتحسين الوضع الأمني والعودة التدريجية للخدمات.وأشار إلى أن يوم الـ21 من فبراير الجاري سيدشن فيه اليمن عملية الانتقال السلمي للسلطة ووضع اللبنة الأولى في طريق التغيير نحو الدولة المدنية والمواطنة والنظام والقانون واحترام حقوق الإنسان.بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة الموسعة بتقديم جملة من أوراق العمل لعدد من الأكاديميين والباحثين ركزت في مجملها على محورين الأول لكل من الدكتور علي البريهي والدكتور عادل الشرجبي والدكتور عبد السلام المهندي والدكتور فؤاد الصلاحي ولطفي نعمان وتعقيب كل من الدكتور عبد الله العزعزي والدكتور عدنان الشرجبي والدكتور عبد الحميد البكري، حول التوافق الوطني على انتخاب المناضل الأخ عبد ربه منصور هادي الأهمية والدلالة، ودور المجتمع المدني في خلق توافق سياسي لمرشح الرئاسة .فيما ركز المحور الثاني لكل من الدكتور مطيع جبير والدكتور سعيد العامري وأحمد الأحصب وتعقيب الدكتور محمد الحاج والدكتور أحمد قطران وعبد الحميد البكري ولطفي نعمان على نجاح الانتخابات الرئاسية باعتبارها السبيل الأمثل والآمن للانتقال السلمي والسلس للسلطة، بالإضافة إلى مشروع قانون المصالحة والعدالة الانتقالية.وتواصل الندوة فعالياتها حتى يوم غد الثلاثاء بتقديم عدد من أوراق العمل تتناول دور المرأة والشباب كقوة دافعة لنجاح الانتخابات الرئاسية القادمة، وموقف الأحزاب والقوى السياسية ودور المجتمع المدني في الانتخابات الرئاسية، والتحولات الوطنية والديمقراطية المنتظرة في اليمن بعد الانتخابات الرئاسية وغيرها من المحاور الأخرى .حضر افتتاح الندوة المستشار السياسي لرئيس الجمهورية -النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام الدكتور عبدالكريم الإرياني ، والأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الآنسي وعدد من المسؤولين وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية وجمع من المثقفين والمهتمين .