(إزمـيـر)
إزمير هي ثالث أكبر مدن تركيا وثاني أكبر موانئها ، وتسمى أيضا بلؤلؤة إيجة لوقوعها على الشاطئ الشرقي لبحر إيجة ولجمالها . سماها ابن بطوطة «يزمير»، وكانت تعرف قديما باسم «سميرنة» وهي ميناء التصدير الأول، ومركز بيع منتجات الأودية الإيجية الغنية بمحصولاتها الزراعية، وفيها سوق مهمة لتوزيع المنتجات المصنعة المستوردة، ويقام فيها معرض سنوي هو أهم تظاهرة تجارية في المنطقة، وتعد إزمير من جهة أخرى، المدينة الصناعية التركية الثانية بعد اصطنبول إذ يشتغل 31 % من القوى العاملة فيها في نشاطات صناعية. وتضاربت أقوال المؤرخين في تاريخ تأسيس المدينة، ومن المعروف أن ليسمياك، الحاكم في عهد الاسكندر، أعاد بناءها في القرن الرابع قبل الميلاد على سفح جبل باغوس وازدادت أهميتها شيئا فشيئا نتيجة ردم الموانئ الأخرى بالطمي، وزوال ميناء أفسوس، منفذ وادي مندرس الصغير وأكبر ميناء في العصر الهلنستي، في حين لم يطرأ تغير على إزمير لأنها لا تقع في منفذ الوادي، وبهذا ساعدت العوامل الجيومورفولوجية على ازدهارها في الوقت الذي أثرت فيه تأثيراً سلبياً في المناطق الأخرى. وقد عدها استرابون أجمل المدن الآسيوية. أخذت إزمير شكل بقية مدن البحر المتوسط ، فهي تقع على سفح هضبة الحصن، ويمتد الحي السكاني نحو الشمال الشرقي يليه الميناء وإلى جانبه يقع أول تجمع لتصنيع المنتوجات الغذائية كالتبغ والزبيب والتين المجفف. وترتفع كثافة السكان في المناطق الواقعة خلف الحي الصناعي وحي الميناء. وبهذا تقسم المدينة بوضوح إلى مناطق سكانية، وأخرى للأعمال الصناعية، وقد امتدت المدينة امتدادا ملحوظا نحو الشمال في السهول المنخفضة، ووصلت إلى شاطئ الخليج الشمالي، حيث أغنى أحياء المدينة السكنية، وأنشئ تجمع صناعي آخر في حي المحطة (السنجق)، خلف المنطقة السابقة، لإنتاج المصنوعات النسيجية والقطنية. وفي شمالي الخليج يقع حي كارشي ياكا الذي أصبح ضاحية سكنية غنية بعد أن كان خاصاً بحمامات البحر والمنازل الصيفية، ويماثله حي «انجير آلته» في الجنوب.