بسبب الانفلات الأمني الذي تعاني منه البلاد
القاهرة/14اكتوبر/متابعات: أعربت منظمة اليونيسكو عن قلقها المتزايد بشأن المواقع الأثرية المصرية، معتبرة إياها في “خطر” بسبب أعمال النهب السائدة في البلد منذ بداية الثورة المصرية.وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة التي يقع مقرها في باريس دعت في الأول من فبراير/شباط الماضي إلى الحفاظ على الإرث المصري، بعيد حصول عمليات سرقة كبيرة من متحف القاهرة.وأعلنت المديرة العامة لليونيسكو، إيرينا بوكوفا، خلال ندوة أقيمت الأربعاء الماضي بمناسبة مرور 40 عاماً على إبرام اتفاقية الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية “تصلنا معلومات جديدة مقلقة بشأن مواقع مختلفة ومتاحف أخرى. نحن قلقون”.وقالت بوكوفا إنها بعثت رسالة الأسبوع الماضي إلى السلطات المصرية لتشجيعها على “اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية المواقع”.وأضافت “نحن بحاجة أيضاً إلى تعبئة دولية” لمنع بيع تلك الممتلكات في سوق الاعمال الفنية.وكانت “اليونيسكو” دعت زاهي حواس، الذي كان لفترة طويلة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، الى التحدث خلال الندوة. لكن حواس الذي تولى ايضاً وزارة الدولة لشؤون الآثار قبل ان يستقيل مطلع مارس/آذار بعد عمليات نهب، لم يتمكن من مغادرة مصر.وقد وجه حواس رسالة خطية بمناسبة هذه الندوة أطلق فيها “نداءً رسمياً للمجتمع الدولي” كي يساعد “مصر على العثور على الأعمال المسروقة”.وقالت عالمة الآثار المصرية جيهان زكي، المديرة العامة لصندوق آثار النوبة في وزارة الثقافة المصرية: “نحن بحاجة الى تدخل طارئ لحماية الإرث المصري، كما في ستينات القرن الماضي عند بناء سد” أسوان. آنذاك، أدى تدخل اليونيسكو والتعبئة الدولية الى “إنقاذ تلك الكنوز”، على ما أشارت.ورأت انه “يجب ايضاً توعية الناس، لاسيما الاوصياء على المواقع الذين قد لا يكونون مدربين جيداً أو يساهمون احياناً في عمليات السرقة”.وروت زكي “أخيراً، قال لي سائق سيارة أجرة إن إمام المسجد المجاور اكد لهم انه نظراً الى الظروف المعيشية الصعبة الآن، بإمكانهم بيع أي آثار يجدونها”.عالمة الآثار قلقة جداً لأنه في بعض المناطق “يعيش الناس فوق مواقع أثرية. ويجرون حفريات أباً عن جد”. ويمكن للبعض “استغلال فترة الفوضى والاضطراب الأمني هذه لبيع أكبر عدد من القطع الأثرية”.وقد تعرضت عدة مواقع مهمة للنهب. ففي الخامس من آذار/مارس، هاجمت مجموعة مسلحة مؤلفة من 40 شخصاً موقعاً في شمال مصر، ما أدى إلى إصابات في صفوف الموظفين، حسب ما قال فرانشيسكو باندارين، نائب المدير العام لليونيسكو لشؤون الثقافة.وأشار باندارين الى أن اليونيسكو سترسل بعثة خاصة الى مصر في نهاية الأسبوع لتقييم الوضع وجمع المعلومات.وأقر بأن “اليونيسكو” لا يسعها القيام بالكثير “بشكل مباشر، لكن يمكننا تقديم الدعم عبر القوائم الحمراء التي يصدرها مجلس المتاحف الدولي، ولائحة الأشياء المسروقة الصادرة عن الإنتربول والاستعانة باتفاقية عام 1970”.