مجلس النواب العراقي يصوت ضد الجدران العازلة والمداهمات العسكرية
بغداد/وكالات:أعلن الجيش الأميركي أمس مقتل خمسة من جنوده وفقد ثلاثة آخرين في هجوم قرب بلدة المحمودية على بعد 30 كلم جنوبي العاصمة العراقية بغداد. وقال بيان للجيش إن الهجوم استهدف دورية أميركية كان بصحبتها جندي عراقي كمترجم، كما أعلن مصدر عسكري أميركي أنه يعتقد أن مسلحين خطفوا ثلاثة جنود في غرب بغداد، ولم يتضح ما إن كان هؤلاء هم أنفسهم الذين أعلن الجيش فقدهم بعد هجوم المحمودية.وقال النقيب جيمس كورتيس من الفوج السادس من مشاة البحرية المتمركز في الفلوجة، إن الجنود من سلاح البر وكانوا قادمين من منطقة أبو غريب باتجاه مدينة الفلوجة واختفوا عند حاجز نصبه لهم مسلحون هناك.وأكد أنه تم إرسال دوريات إلى المنطقة التي نصب فيها الحاجز عند الضواحي الشرقية لمدينة الفلوجة لقطع الطريق على الخاطفين.ويأتي ذلك بعد تحول نوعي بارز في الهجمات حيث يتم استهداف الجسور والطرق الرئيسية التي تربط بغداد ببقية أنحاء العراق. فقد قتل أمس الأول 26 شخصا في تفجيرات انتحارية بشاحنات وسيارات مفخخة على ثلاثة جسور رئيسية قرب بغداد.من جهة أخرى أعلن الجيش الأميركي أن قواته احتجزت ثلاثة مشتبه فيهم ودمرت سيارة مفخخة خلال حملة بمدينة الصدر، واتهم البيان الأميركي الثلاثة بأنهم على صلة بشبكة لتهريب القذائف الخارقة للدروع من إيران.وفي حي المنصور, قالت هيئة علماء المسلمين إن مليشيات مسلحة قتلت الدكتور سعد جاسم الأستاذ بجامعة العلوم الإسلامية مع شقيقه. وقالت مصادر صحفية إن القوات الأميركية نسفت منزلين في عملية عسكرية شنتها بحي العامرية غربي بغداد. وقد أعلنت منظمة الهلال الأحمر العراقي أن سبعمائة عائلة عراقية فرت من محافظة ديالى خلال الأسبوع الماضي جراء أعمال العنف.وفي محاولة لتعزيز قدرات القوات العراقية أعلن بيان عسكري أميركي أن زهاء 1600 جندي عراقي سيتسلمون رشاشات أميركية من نوع أم-16 نهاية الشهر الحالي بدلا عن بندقية الكلاشينكوف الروسية الصنع التي تستعملها قوات الأمن العراقي والمسلحون على حد سواء. سياسيا صوت مجلس النواب العراقي بالإجماع أمس ضد إقامة الجدران العازلة التي وصفها بجدران للفصل الطائفي والعنصري وضد المداهمات المسلحة العشوائية العسكرية كما قرر استدعاء رئيس الوزراء نوري المالكي ووزرائه الأمنيين لمناقشتهم حول الانهيارات المستمرة في الوضع الأمني .. فيما اجل المجلس مناقشة أسماء الوزراء الجدد الذين سيتم تعيينهم في تغيير وزاري منتظر وذلك بناء على رغبة كتل سياسية طلبت مزيدا من الوقت للاطلاع على السير الذاتية لهؤلاء الوزراء. فبعد مناقشات مستفيضة شارك فيها عدد من ممثلي الكتل السياسية الذين رفضوا بأغلبية ساحقة الاستمرار في انجاز جدار الاعظمية في بغداد والجدران الفاصلة في المدن العراقية الأخرى صوت المجلس على قرار برفض سياسة بناء الجدران العازلة حول مناطق العراق كافة. وصوت 88 برلمانيا من أصل الحاضرين البالغ عددهم 138 بعد ان هاجم العديد من النواب إقامة هذه الجدران التي وصفها احدهم بانها تذكر بجدران الفصل العنصري في إسرائيل .وكانت القوات المتعددة الجنسيات بدأت مطلع الشهر الماضي ببناء جدار كونكريتي عازل حول منطقة الاعظمية السنية شمالي بغداد بحجة الحفاظ على المنطقة من هجومات المليشيات المسلحة. لكن رئيس الوزراء نوري المالكي رفض الاستمرار بإقامته وأمر بإيقافه فورا وسط استياء شعبي واسع ومظاهرت خرجت في العديد من المدن العراقية مستنكرة هذه الخطوة.إلى ذلك تعكف لجنة شكلها البرلمان العراقي على صياغة مشروع قانون لجدولة انسحاب القوات الأميركية من العراق. ويرأس اللجنة النائب عن التيار الصدري بهاء الأعرجي الذي أعلن أمس الأول أن 144 نائبا وقعوا على مشروع القانون. وأضاف النائب العراقي أن لجنته تلقت ردودا من وزارات الدفاع والداخلية والأمن القومي حول المواعيد التي يمكن أن تكون فيها القوات العراقية جاهزة لتولي المسؤولية.وقال النائب عن الكتلة الكردية محمود عثمان إنه وقع على مشروع القانون، لكنه أكد أن معظم النواب يعتبرونه طلبا غير ملزم وليس قانونا يحتم انسحاب القوات الأجنبية.ويتوقع المراقبون أن تنجح حكومة نوري المالكي في تمرير الموافقة البرلمانية على تجديد التفويض الممنوح للقوات الأميركية، ويؤيد المالكي موقف الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يرى أن أي انسحاب يعتمد على الوضع الأمني أو تحديد جدول زمني قد يؤدي لعواقب خطيرة.كما أعلن الرئيس العراقي جلال الطالباني أن القوات الأجنبية يمكن أن تنسحب من العراق في غضون عام أو عامين بعدما يتمكن الجيش العراقي من تولي مهاتمها. في غضون ذلك حذر نائب رئيس كتلة حزب الفضيلة الإسلامية في مجلس النواب العراقي الدكتور باسم شريف من إقامة أقاليم على أساس طائفي وقال ان ذلك سيؤدي الى هجرة كبيرة واقتتال في مناطق مشتركة عدة، وأشار الى ان المقدمات الصحيحة لتأسيس إقليم كبير كإقليم الوسط والجنوب غير متوفرة حاليا في ضوء الصراع السياسي بين الأحزاب والتيارات السياسية والذي يأخذ شكلا مسلحا كما يحدث يوميا في المحافظات الوسطى والجنوبية، وأوضح ان قضية فساد كبرى متورط فيها مسؤولون كبار قد اكتشفت مؤخرا لكن ضغوطا سياسية وحكومية مورست على هيئة النزاهة للتستر عليها نافيا بشدة ضلوع الحزب بعمليات تهريب النفط. وأضاف شريف ردا على سؤال حول موقف حزب الفضيلة من إقامة إقليم الوسط والجنوب "الشيعي" ان للحزب تحفظات على آليات تطبيق الفيدرالية وتأسيس الأقاليم بحيث تكون مصدرا لتقسيم العراق أو تأسيس أقاليم على أساس طائفي. وأكد ان المقدمات الصحيحة لتأسيس إقليم كبير غير متوفرة في الوقت الراهن وذلك في ضوء الصراع السياسي بين الأحزاب والتيارات السياسية - والذي يأخذ الشكل المسلح - والأمثلة كثيرة وواضحة لما يحدث يوميا في المحافظات الوسطى والجنوبية. وأوضح ان الفضيلة طرح على الائتلاف رأيا بأن تأسيس إقليم الوسط والجنوب أو تطبيق الفيدرالية في الوقت الحاضر سوف لن يجمل صورة الائتلاف أمام جماهيره التي تعاني أصلا.. كما ان تأسيس إقليم بهذه الصفة ربما يجعله معزولا عن محيطه العربي وربما يؤدي الى انغلاقه على طائفة وقيام الطائفة الأخرى بتأسيس إقليم مقابل وهذا سيؤدي بالنتيجة الى تأسيس أقاليم طائفية من جهة وحدوث حالات من الهجرة الكبيرة أو الاقتتال في المناطق المشتركة في بغداد وصلاح الدين والحلة والكوت وكركوك.