حقوق المرأة اليمنية واقع ومتطلبات
اعداد /احلام على الحملى فى وقت لم يكن للمرأة اليمنية دور بارز فى المجتمع . وظهر تدنى وضعها بشكل عام ولم تنل الكثير من حقوقها سواء كانت حقوق دينية او انسانية او مجتمعية فأصبحت المرأه رهينة الفكر الدينى المتشدد والذى يتعامل معها على انها خطيئة على وجه الارض والذى هو بعيد كل البعد عن الدين الاسلامي والتشريع الرباني ورهينة ايضا لما يسمى بثقافة المجتمع الموروثة التى ورثناها عن عادات وتقاليد متخلفة . كرستها عهود الامامة والاستعمار والتشطير ، وفى مشوار كان نتيجة ذلك ظهور كثير من المنظمات التي عينت بحقوق المرأة . ولكن ثمة سؤال يطرح نفسه هنا . هل نجحت تلك المنظمات النسائية فى اختيار الفكر الجديد الذي تتحرر فيه المراة من تلك القيود مع حفاظها على اخلاقيات دينها ومجتمعها . وهل واجهت تلك المنظمات الاصطدام مع دستور اليمن فى عدم نيل مطالبها . وما الاسباب الكافية وراء مطالبة تلك المنظمات بالحقوق السياسية ومواقع صنع القرار . حوار اجرته 14اكتوبر مع شخصية نسائية يمنية وهى مثل يحتذى به فى مجال حقوق المراة وهى السيدة حورية مشهور نائب رئيس اللجنة الوطنية للمرأة .[c1]1- نريد اولا ان نتعرف على حورية مشهور ؟[/c]اعتقد اني امثل المرأة اليمنية البسيطة والعادية فانا امرأة فى بداية العقد الخامس من العمر عاملة وزوجة وام لاربعة اولاد ثلاث بنات وولد ، تخصصت فى الاقتصاد والادراة ودرست لمدة عامين اقتصاد وعلوم سياسية فى جامعة القاهرة . وكذلك درست قانون اقتصاد لمدة سنتين فى جامعة كازل ماركس فى المانيا .[c1]2 - ما اهم المنظمات التى ساهمت حورية مشهور فيها خلال سيرتها فى مجال حقوق المرأة ؟[/c]لم يكن لى شأن بالمرأة تمحور جزء كبير من حياتى فى العمل التربوي حتى مطلع عام 2000م وحينها انتدبت للعمل كنائبه لرئيسة اللجنة الوطنية للمرأة وكنت اعمل انذاك مديرا لادارة الدراسات والبحوث والعلاقات الخارجية فى اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) واعتقدت ان المقام لن يطول بي فى اللجنة الوطنية للمراة ولكن شاءت الظروف ان استمر فيها حتى الحظه .[c1]3 - ما الدوافع التى جعلت حورية مشهور تنشط مؤخرا فى مجال حقوق المرأه ؟[/c]بدأت العمل فى مجال المرأة بحذر ودون اقتناع ولكن حينها اقتربت من المشكلة واتضح لي ونحن نقوم باعداد الدراسات وتجمع البيانات حول واقع المراة والصعوبات التى تواجهها فى حياتها الخاصة او العامة اليت على نفسي ان اقوم بالمشاركة من اجل تحسين او ضاعها ومساعدتها فى ظل المهام الموكلة الينا حسب التفويض الرسمي لنا فى قرار انشاء اللجنة واهم تلك المهام رسم السياسات التى نهدف الى تنمية المرأة ولعل اهم ما كان مميزا بهذا الصدد مشاركتى فى لجنة اعداد سياسات الخطة الوطنية العامة للتنمية والتخفيف من الفقر عام 2006م الى عام 2010م والتى ظهر فيها ولاول مرة مكون خاص بالمرأة يركز على زيادة المشاركة السياسية للنساء ومكافحة العنف عندهن وتمكينهن اقتصاديا . اضافة الى سياسات ذات اهمية بالغة لزيادة معدلات التحاق الفتيات بالتعليم ومكافحة أمية النساء وتخفيض وفيات الامهات وتحسين صحة المرأة عامة مع اهتمام كبير باوضاع المراه الريفية ذات الاحتياج الاشد والاكثر إلحاحا فى التنمية .[c1]4 - بالنسبة للقانون والدستور اليمنى هل ثمة عوائق تعيق مؤسسات المجتمع المدنى بخصوص حقوق المرأة؟[/c] لا توجد عوائق مؤسسية قانونية تعيق منظمات المجتمع المدني من العمل وخصوصا تلك العاملة في مجال تنمية المرأة والدليل على ذلك انتشار تلك المنظمات حتى بلغت وفقا للتقرير التنمية الانسانية العربى تحت عنوان (نحو النهوض بالمرأة لعام 2005م ) حوالى 85 منظمة مما يدعو للاسف ان معظمها تركز عملها فى المدن الرئيسيه ولا يوجد لها وجود او حضور فى المناطق الريفية الا القلة القليلة منها .[c1]5-فى هذه الحالة ماذا تقول حوريه مشهور في تدنى وضع المرأة اليمنية وعدم نيلها لحقوقها ؟[/c]عدم تمتع النساء بحقوقهن الشرعية والقانونية يعود بدون شك الى المنظومة الثقافية فى المجتمع بما فى ذلك التوظيف غير اللائق للنصوص والمقاصد الشرعية الاسلامية الذى يؤدى الى عدم معرفة النساء مالهن من الحقوق وما عليهن من الواجبات وبهذا الصدد فان تثقيف النساء بالشريعة والقوانين سيمكنهن من معرفة ما تم تغييبة عنهن من حقوق شرعية لهن لا يستطيع اى من كان ان ينازعهن عليها طالما وهى حقوق ربانية قضى بها الله سبحانه وتعالى وقسمها بين الناس رجالا ونساء صغارا وكبار ولا يجوز لنا ان نحاجج او نجادل بها بل بل واجبنا ان ننشر الوعى باهميه احترامها وتطبيقها ولا يمكن باى حال من الاحوال ان نغفل جهود رجال افاضل يعرفوا ويبصروا الناس بهذا المفترق . فكلما كانت المرأة معززة مكرمة كلما كانت أم وزوجه وامره منتجه مبدعه فى بيتها ومجتمعها .[c1]6-نلاحظ الكثيرات ممن يعملن فى بعض منظمات المجتمع المدنى يتبنين افكار دخيلة على مجتمعنا اليمني وهي افكار تنطلق بلاحدود ما راى حورية مشهور ؟[/c]الحرية والتحرير من القيم المجتمعية العظيمة منها حرية الكلمة المسؤوله التى تبني ولا تهدم وحرية العمل المنتج ، وحرية الامتلاك وادراة هذه الممتلكات ، حرية اختيار شريك الحياة ...الخولكن الشطحات وتجاوز الواقع والثقافة المجتمعية السائدة والمقبوله هى من المحاذير التى ينبغى تجنبها لانها تضر بقضية تنمية المرأة ومشاركتها ونقدمها فى المجتمع وبعض الاحيان تؤدي الى ردود فعل عكسية تؤدى الى التشدد اكثر واكثر تجاه قضايا المرأة.[c1]7- هناك صراع نفسي داخلي تعيشة المرأة اليمنية اليوم وخاصة العاملة بين الالتزام المعروف فى مجتمعنا والنابع من ايدولوجية المجتمع نفسة بين خروجها وانخراطها فى مجال العمل وما يترتب علية اضطراب للتعامل المباشر مع الرجل وهذا غير مالوف لديها . حورية مشهور كشخصية متزنه كيف تقضى المرأة على ذلك الصراع من وجهة نظرك ؟[/c]خروج المرأة وفقا للضوابط الشرعية واحترامها لنفسها وقيم مجتمعنا خروج حميد ومقبول لايوجد اي حرج او مقاومة وان كانت هناك بعض الافكار المتشددة التى لا تريد للمرأة مكانا اخر سوى البيت او القبر ولكن هذه الفئه يتقلص دورها وحجمها لانها لاستطيع الصمود كثير امام رياح التغيير العاتية ولا تستطيع تسبح ضد التيار لانها اول من سيتضرر بهكذا فكر لا يتعاطى مع التغيير .وخروج المرأة اصبح اكثر ضرورة لطلب العلم ولطلب الرزق وللمشاركه فى بناء وتقدم المجتمع فاماذا نحبسها فى البيت وتعطل مقدرات وطاقات نصف المجتمع .[c1]8 - فى احدى المؤتمرات التى عقدها منتدى الشقائق والذى طالب فيه بحقوق المرأة السياسيه ، الا ترين فى ذلك قفزة كبيرة فى مجتمع مازال لا يؤمن بالحقوق العاديه للمرأة؟[/c]لاتوجد اى موانع شرعية لممارسة النساء للشؤون العامة ومنها الشأن السياسى وقد فعلتها المسلمات الاوائل فى حياة الرسول صلى الله وعلية وسلم وبعده في فترة الخلافة الراشده وتميزت المرأة اليمنية بهذا الشيء ففى القرن الثانى عشر للميلاد تولت اسماء بنت شهاب والسيد اروى بنت احمد الحكم وخلفتا صفحة مشرفه فى تاريخ المماليك اليمنية وقبلهما كانت بلقيس . وفى وقتنا الراهن هناك عشرات من النماذج المشرفهةلوصول النساء الى مواقع صنع القرار . والمفاضلة بين الرجال والنساء فى الأعمال والادوار والمسؤوليات التى يؤدونها وينبغى ان تستند الى المؤهلات والخبرات لا إلى الجنس ونوعه اي الذكورة والانوثة .[c1]9 - يتهم البعض القائمات على حقوق المرأة باغفال الجانب الاجتماعى والاقتصادى للمرأة ومعايشة الواقع الحقيقى للمرأة ما ذا تقول حورية مشهور ؟[/c]منظمات المجتمع المدنى متنوعة ومتعددة فى مهامها واعمالها واهدافها فمنها تعمل في الجانب الاقتصادي ومنها فى الجانب الصحي ومنها في الجانب القانوني ومنها في المجال التعليمي او الاعلامي وبعضها جامعة شاملة تعمل في كل المجالات وان كانت معظمها تستهل الجانب الحقوقى لانه لا يتطلب تقديم الخدمات العينية كما هو الحال فى الجانب الصحى والتعليمي مثلا والمأمول والمطلوب من هذه المنظمات توسيع دائرة عملها للوصول الى المرأة البسيطه والمحتاجة فى الريف والمدن خاصه فى اطراف المدن .[c1]10 - اخيرا من وجهة نظر حوريه مشهور؟ [/c] ما الفكر الذى يجب ان تحمله المرأة فى سيرتها سواء كانت عاملة على حقوق المرأة او المرأة العادية يجب ان تتحصن المرأة اليمنية والعربية بقيم الثقافة الاسلامية وان تحترم الثقافة الانسانية للانسان فى اى مكان فى هذه المعمورة لان احترامها وتقديرنا لثقافة الاخر يجبرهم على احترام قيمنا وثقافتنا وما يلاحظ اليوم من تبادل للكراهية وصراعات وحروب ماهو الابسبب عدم تبادل الاحترام بين مختلف الثقافات وطالما ونحن نعيش معا فى كوكب واحد ما علينا الا ان نتقبل بعضنا البعض ونتعايش معا على اختلاف الواننا وادياننا وثقافاتنا بصورة عامة .