تحتضن عدن ابتداءً من يوم الأحد السادس عشر من ديسمبر الجاري أحد أهم المعارض الثقافية والسياحية للترويج لأرض الدهشة والسحر والجمال الخلاّب ألا وهي جزيرة سقطرى وطن اللبان والبخور والعطور .. هذا المعرض الكبير يسمى “سقطرى .. أرض شجرة دم الأخوين” وهو في الأساس معرض بريطاني أقيم لأول مرة بمدينة أدنبرة باسكلتندا في العام 2006م مجتذباً ما يزيد على خمسين ألف زائر شارك بدعم المعرض برنامج صون وتنمية أرخبيل سقطرى، جمعية الصداقة اليمنية البريطانية، والمجلس الثقافي البريطاني الذي يأتي بهذا المعرض إلى موطنه الأصلي اليمن ليتم عرضه في عدن خلال المدة من 16 إلى 31 ديسمبر 2007م.من الناحية التاريخية أتت فكرة إنشاء هذا المعرض منذ ما يزيد على عقد من الزمان بواسطة الحدائق الملكية البريطانية للنباتات في أدنبرة، حيث قام العديد من علماء النباتات هناك باستكشاف وتوثيق جزيرة سقطرى منذ العام 1880م ويعمل الخبراء حالياً جنباً إلى جنب مع الحكومة اليمنية لوضع خطط الحفاظ على التنوع البيئي الفريد للجزيرة.ينظر الكثير من علماء البيئة والنبات والحيوان من اليمن والعرب والأجانب إلى جزيرة سقطرى كإحدى عجائب الدنيا لما تحويه من كنوز نباتية تتفرد بها عن غيرها من الجزر والمناطق في مختلف بقاع العالم، هذه النباتات التي أكد العلماء أهميتها في المجالات الصناعية خصوصاً الأدوية والعطور.. وفي الجانب الآخر مئات الأنواع من الطيور النادرة مقيمة ومهاجر يتم دراستها من قبل المختصين.حدث ثقافي كبير لمدينة عدن بدأ مساء يوم أمس الأحد بقاعة المعارض بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة بحي كريتر حيث احتشد مئات الناس لحضور حفل الافتتاح يتقدمهم الوزراء.المهندس/ عبدالرحمن الإرياني وزير المياه والبيئة الدكتور/ محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة والأستاذ/ نبيل الفقيه وزير السياحة وكذا سعادة السفير البريطاني/ تيموش ثور لوت والأستاذ/ الكحلاني محافظ عدن.الذين قاموا بتدشين حفل افتتاح المعرض في أجواء غامرة بالموسيقى والفرح والبهجة تابعها الصحفيون والإعلاميون بكاميراتهم ووسائلهم المتنوعة.عن المعرض ووصوله إلى أرض السعيدة ومدينة عدن بالذات قالت السيدة اليزابيت وايت مديرة المجلس الثقافي البريطاني:“أنا في غاية السعادة لأن المجلس الثقافي البريطاني والحدائق الملكية للنباتات بأدنبرة استطاعا إحضار هذا المعرض إلى اليمن .. إن أهمية سقطرى تنبع ليس فقط من الاعتراف بها كواحدة من أهم وأحسن المناطق البيئية وموطن لأنواع نادرة من النباتات والحيوانات ولكن أيضاً لكون طبيعة الحياة لأهل سقطرى تعطي الكثير من الدروس للعالم الحديث عن كيفية التعايش بانسجام مع البيئة”.[c1]دعونا نرى ما يحتوي هذا المعرض؟![/c]يقدم المعرض بتقنية عالية مئات الصور التي توضح الثراء البيئي للجزيرة، فهناك صور لمئات النباتات المثيرة بشكلها ولونها وحجمها ناهيك عن رائحتها، ويستوقفك المعرض كثيراً امام شجرة دم الاخوين التي تبدو كأنها تتحدى تقلب الطقس والتغيرات المناخية من خلال صمودها آلاف السنين، وهذه الشجرة لاتوجد في إي مكان آخر في العالم حسب علمي .. الحيوانات صغيرها وكبيرها أليفها ووحشها يتم عرضها مع معلومات كافية عنها من معيشتها وتواجدها وتزاوجها وتكاثرها وغيره.المعرض يحاول أن يقول لزواره إن هذه الحياة البرية الثرية تتعرض اليوم للخطر بسبب الجهل بأهمية “التوازن” لهذه الحياة والجهات الحكومية لاتزال بعيدة عن القيام في الجزيرة والجهات الحكومية لاتزال بعيدة عن القيام بواجبها لحماية هذه الحياة.توجهنا بسؤالنا إلى المخرج المسرحي المعروف الأستاذ/ جميل محفوظ مدير معهد جميل غانم للفنون الجميلة بعدن .. سألناه عن مشاعره والمعهد يحتضن هذا المعرض العالمي الكبير فأجاب قائلاً:“لقد بذلنا جهداً كبيراً في إدارة المعهد وهيئة التدريس والفنانين وجميع العاملين في المعهد لكي نصل إلى هذا المساء يوم افتتاح المعرض .. قمنا بكل ما نعتقد أنه واجبنا من أجل مديتنا عدن وبلادنا الحبيبة اليمن ليكون المعرض في صورة مشرفة للجميع .. ولا شك أنني أشعر بالسعادة الغامرة بذلك .. ولكن اسمح لي بالتوجه بالشكر إلى الجانب البريطاني المنظم لهذه الفعالية الرائعة والباذخة الجمال، أشكرهم جميعاً وبوجه خاص العاملون في المجلس الثقافي البريطاني”.الحقيقة لامناص من ذكرها هنا بأن أغلب الفنانين العاملين في المعهد من مسرحيين وتشكيليين وموسيقيين كانوا مثل خلية النحل إذ قاموا بواجبهم بشكل رائع يستحق الإشادة والتقدير وبالذات الأساتذة جمال كرمدي، سهل صالح بن اسحاق، عبدالله عبيد .. سمير سعيد سيف وآخرين .. لقد لعب هؤلاء دوراً كبيراً في التهيئة ليوم الافتتاح حيث بادروا بالتعاون مع ممثلين عن المجلس الثقافي البريطاني بالتحضيرات الجيدة والتجهيزات المتعددة لإنجاح المعرض واستقبال الضيوف وتهيئة الأجواء المناسبة للزائرين والقيام بتوزيع المعلومات التعريفية عن محتويات المعرض.وبحثتنا في أروقة المعرض عن مدير المشاريع الفنية بالمجلس الثقافي البريطاني الذي وجدناه يقوم بشرح بعض الصور للأجانب، فطلبنا منه دقائق معدودة فرحب مسروراً وهو الأستاذ/ صلاح سالم بافضل الذي حدثنا عن المعرض قائلاً:“نحمد الله على نجاح هذا المعرض وعلى الإقبال الشديد له، وأنا سعيد بمشاهدتي مئات العائلات العدنية والنساء والأطفال وهم يزرون المعرض ويأخذون الصور التذكارية لهم”.[c1]وأضاف بافضل:[/c]“إن هذا المعرض سيتم تقديمه العام القادم 2008م في العاصمة صنعاء، وسيكون ذلك في شهر مارس إن شاء الله”.في تقديري هذا المعرض يحمل رسالة حقيقية وجميلة ورائعة في سياق التوجه العام للترويج لجزيرة سقطرى سياحياً وعلمياً واستثمارياً وبما أن الآخرين يقدمون لنا مثل هذا العمل إذاً يجب علينا مساعدة أنفسنا والسعي إلى ترويج السياحة الداخلية نحو جزيرة سقطرى ولنبدأ بخطوة حقيقية في تخفيض سعر تذكرة الطيران إلى الجزيرة والتي رفعتها اليمنية مؤخراً لتصل إلى مبلغ خيالي لايستطيع اليمني الراغب في زيارة سقطرى الذهاب إليها.[c1]هل نساعد انفسناً؟![/c]
أخبار متعلقة