وثيقة تاريخية تنفرد "14 أكتوبر" بنشر نصها الكامل ترجع إلى عام 1295 هجرية
ذمار / سام الغباري :رصدت وثيقة تاريخية من مذكرات المؤرخ حسين عبدالرحمن سلامة تنفرد صحيفة "14 أكتوبر" بنشر نصها الكامل مؤرخة في شهر ربيع الثاني عام 1296هجرية ويقابلها العام 1879 بالميلادي، وهي الفترة التي جاء فيها الوالي العثماني إسماعيل حقي باشا إلى اليمن في نهاية فترة الحكم العثماني الثانية.. فيما كانت المقاومة على أشدها بقيادة عدد من الثوار منهم في قضاء آنس/ ذمار الشيخ علي المقداد، ويؤرخ لهذه الفترة بأنّها مرحلة ضعف الدولة العثمانية واشتداد أوار المقاومة الوطنية اليمنية.ورصدت الوثيقة المنزوعة من مذكرات سلامة حدوث "زلازل عظيمة وحمى وأمراض (رعس) وفناء عظيم في الناس وتهدم مساجد كثيرة منها منارة الجامع الكبير بالمدينة التي بُنيت في عهد الخليفة الراشد أبوبكر الصديق رضي الله عنه".في حين أنّ المراجع الزلزالية لم تذكر أي نشاطٍ زلزالي في ذمار في ذلك الحين سوى مجموعة زلازل تزيد على الثلاثين في ضوران عام 1085هجرية وزلزال شديد في ضوران أيضاً عام 1086 هجرية وزلزال عام 1982 ميلادية الشهير فقط.وفسر أطباء اختصاصيون لـ (14 أكتوبر) بأنّ الحمى المذكورة في وثيقة سلامة تسمى بـ (الأمراض الخمجية) بسبب سوء التغذية وسوء الحالة الصحية عموماً وبسبب وباء البيئة المحيطة بالإنسان اليمني في ذلك الوقت مما يؤكد حدوث مرض إنساني في ظل انهيار الدولة وقصر خدماتها الصحية وانكفائها على مطاردة المقاومين.وفي إشارة أخرى للمؤرخ حسين سلامة إلى (حدوث فيضان في الآبار والغيول ما شهد مثلها من قبل عقب الزلازل والرواجف العظيمة) أكد الاختصاصي الجيولوجي المهندس أنس سعد مقبل أنّ الزلازل والرواجف التي ذكرت أحدثت تغييراً في مسار المياه الجوفية ما أدى إلى تدفق المياه إلى الحوض المائي الذي يغذي مدينة ذمار مسبباً فيضاناً مستمراً في الغيول والآبار.وأشار المهندس أنس سعد في تصريح خاص لصحيفة (14 أكتوبر) إلى أنّ هذا الزلزال ورواجفه المعروفة علمياً باسم (الهزات الارتدادية) كان على عكس زلزال ذمار عام 1982م الذي أثر في الحوض المائي وقلل من منسوب المياه في المدينة.وتشير المعلومات البحثية ومراجع التاريخيين ومصادر الزلازل التاريخية في اليمن إلى عددٍ من الزلازل لم يذكر منها زلزال 1295 هجرية ولا الحمى الوبائية التي اجتاحت الناس في ذمار، التي تنفرد (14 أكتوبر) بنشر نص مذكرات المؤرخ حسين عبدالرحمن سلامة أحد أعيان ذمار في ذلك الوقت، وتدعو باحثي ومهتمي الأنشطة الجيولوجية والزلزالية في اليمن إلى مراجعة هذا النص الكامل كما جاء منقولاً عن هذه الوثيقة التي تكشف عن جانب من حياة اليمنيين البائسة في ذلك الحين:"بتاريخ 1295 هجرية، فإنّه لما كان في شهر شعبان سنة 1295 هجرية رواجف عظيمة ما قد عهدت في قطر اليمن وقعت على مدينة ذمار وبلادها إلى نواحي المغرب لحتى خربت في ذمار مساجد كثيرة ومنارة الجامع الكبير وهدمت بيوتاً كثيرة في المدينة والبوادي واستمرت الرواجف ليلاً ونهاراً، وتتبعها زلازل لحتى أنّ أهل المدينة لم يأتمنوا بحلولهم في البيوت في أعلاه، بل كان استقرارهم في أسافل البيوت، ومع حصول الرواجف والزلازل وقع مطر عظيم في شهر رمضان الكريم ليلاً ونهاراً وكذلك وقع مرض في جميع البلاد لاسيما في بلاد المشرق لأمراض (وعس) وحمى وفناء عظيم لحتى خليت في المشرق قرى وكان ذلك مدى المرض والفناء والمطر والرواجف، والثمرة حاصلة في الجرب أي (الحقول) لم يكن أحد يصربها وكانت ( القراش) (أي الحيوانات المتوحشة أو الخدمية) تخرج على رسلها تأكل من الثمرة لحتى تستكفي فبعضها تأوي إلى بيت صاحبها وبعضها تبقى في الوادي لعدم من يلحقها، وأكثر الناس أمراض إذا شرع المرض في بيت واحد مرضوا أهل البيت جميعهم.ومات عالم كثير واستمرت الرواجف في آخر شهر شعبان سنة التاريخ إلى سلخ (أي آخر) شهر ربيع أول سنة 1296 هجرية كان مدتها ثمانية أشهر، وتلك الأيام فاضت الماء في الغيول والآبار لحتى أنّ أكثر الآبار لم يمكن نزعها لكثرة الماء وفيضانه ولم تعهد كثر الماء في الآبار والغيول في تلك السنة وسبحان القادر على كل شيء والممسك للسموات السبع والأراضي السبع بتقدير قوته الفعال لما يريد .. حرر بتاريخه .. ربيع آخر 1296 هجرية."كما كتب المؤرخ (سلامة) حواشي أخرى في أطراف هذه الوثيقة يصف فيها وقوع احمرار شديد في السماء وظهور لون مختلف للشمس تقرؤونه كما هو منقول :"ولما كان في نصف شهر القعدة سنة 1300 هجرية وقعت حُمرة في السماء من العدن (أي الجنوب) إلى القبلة (أي الشمال) في الجهة الشرقية عقب صلاة الفجر حُمرة شديدة ما قد تجهزت واستمرت إلى طلوع الشمس، وطلعت الشمس خضراء إلى زرقة.. مستمرة حمراء عظيمة ما بين الغرب والشرق، واستمرت الحُمرة على أذان العشاء وهكذا استمرت الحمرة إلى اليوم الثاني بعد المغرب والسماء كذلك،،، الحقير إلى ربه : حسين عبدالرحمن سلامة."