البرنامج الإسرائيلي النووي يثير قلق دول المنطقة
فلسطين المحتلة / وكالات :اتفق مؤرخون على أن العرب رغم الشعارات التي أطلقوها بشأن مواجهة إسرائيل، فإنهم لم يرغبوا سوى في استعادة الأراضي المحتلة في سيناء وهضبة الجولان السورية التي فقدوها في حرب 1967، ويرجعون ذلك إلى امتلاك تل أبيب السلاح النووي.ويرون أيضا أن من دواعي ضبط العرب أنفسهم في حرب 1973 اعتقاد القاهرة ودمشق أن تل أبيب يمكن أن تستخدم الأسلحة النووية إذا امتد القتال من الأراضي العربية المحتلة عام 67 إلى قلب إسرائيل (فلسطين المحتلة عام 48).وبالنسبة للإسرائيليين فإن ذلك كان من أسباب التصديق على الاحتفاظ بدفاع نووي يكون بمثابة الخندق الأخير على أن يكون قاصرا على الدولة العبرية, وهو ما يفسر انزعاج تل أبيب من إمكانية كسر طهران احتكارها النووي.ويقول المؤرخ العسكري الإسرائيلي ميخائيل أورين إنه "في العام 1973 حول الخيار النووي الإسرائيلي حربا كان من الممكن أن تكون على حق الوجود إلى صراع محكوم", مضيفا أن وجود إيران المسلحة نوويا يغامر بتحول ذلك الصراع إلى صراع إقليمي ودولي.بينما يشير خبراء إلى أنه حتى ولو امتلكت إيران قنبلة نووية فهدفها الأول سيكون تفادي أي هجوم تقوده الولايات المتحدة, كما أن أمام طهران سنوات قبل أن تصل إلى كفاءة إسرائيل النووية التي يعتقد أن بها ما بين 80 و200 رأس نووية.من جانبه قال مسؤول إسرائيلي مطلع في الشؤون النووية "دعونا نفترض أن إيران امتلكت غدا أسلحة نووية ووجهت الإنذار التالي لإسرائيل: انسحبي من الضفة الغربية وإلا سنطلق عليك صواريخ تقليدية. هل سندخل في هذا النوع من القتال؟". وأضاف أن "إمكانية الابتزاز وإشاعة عدم الاستقرار الإقليمي شيء يشل العقل".وفي الوقت الذي تؤيد فيه إسرائيل الضغوط الدبلوماسية الغربية على إيران, فهي توضح أنها تفكر في ضربات وقائية مشابهة لقصفها المفاعل النووي العراقي عام 1981 للحد من طموحات بغداد.ولطالما تعرضت الأحادية من جانب إسرائيل في امتلاك السلاح النووي للعديد من الإدانة والشجب من جيرانها, في حين أن تل أبيب لا تنفى ولا تؤكد امتلاكها لذلك السلاح وبل وتتبع سياسة "التعتيم".وتشير بعض الدول الشرق أوسطية إلى الترسانة الإسرائيلية كمبرر لسباق تسلح بالمنطقة.وفي هذا الشأن قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في تصريحات له إن "هناك دولة واحدة في الشرق الأوسط تملك أسلحة دمار شامل هي إسرائيل وفي هذه الحالة وربما في المستقبل القريب ستحاول دول أخرى وهذا حقها أن تحمي نفسها من هذه الأسلحة".ويرجع عدد كبير من الإسرائيليين بطء رأب الصدع بينهم وبين العالم العربي إلى التفوق العسكري لبلادهم وليس إلى أخلاقيات التعايش السلمي. وقد يزداد شعور إسرائيل بانعدام الثقة مع إعلان عدد من الدول العربية رغبتها في امتلاك برامج نووية مدنية.