قصة قصيرة :
من يوم أن ألفى سعيدْفراغ جيبه الوحيدْ وأدرك الوجودْأن أسمه الأسمى سعيدْسحمل الحجرْوأشبع الجبال من شبيبتهْوسقى الصخور من دموعه المشتعلةْ[c1]-2-[/c]اليوم عيدْوكانت الأغصانُ والأزهارُ غنوة مباحةً وشائعهْ يعزفها الأطفالْتنشدها بلابل الصباحْأما سعيدْ؛فقد غدا هناكْيفلسفُ الآلامَ والجراحْويمضغُ الأملْ[c1]-3-[/c]اليوم عيدْأما سعيدْ؛فلم يكن في علمه سوى نهارْفبطنه لم تعرف الطعامْحتى ظهيرة ذلك المساءْوجلده المكسيٌّ يشكو من العرىوهو يحاول أن يرى ويشدَّ آلامَ السؤالْ:-أين السعادةُ ياسعيدْ-أين السعادةُ ياسعيدْ[c1]-4-[/c]تمطرُهُ السماءُ بالهمومْترعدُ بالألمْوتنبعُ من جوفه الآهاتْويحفرُ الجوعُ جدارَ بطنهِويشعلُ البكاء يحاول أن يغدوَ كمثل غيرهِسعيدْ...يُلبسُ حزنَهُ ابتسامةً تعثرتْ على الشفاهْ يقفز مثلَ غيرهِينظر للأمامْتخونهُ أقدامُهُيصحو على أريكةٍوجسمةَ تحيطهُُ الأسلاكْْيصيحُ:مهلاً أخوتي!!من جاء بي إلى الهلاكْ؟!تجيبه الجدرانُ والأحجارْ:- الخمرُ يا..سكرانْ!!- أنا سعيد!!- الخمر يا .. سكران!!- أسمي سعيد- الخمر .. يا .. سك.. ران!!يجيبهاينزُّ بالخجل- الجوع يا .. أحجارْ- الجوع يا .. جدرانْ[c1]-5- [/c]وفجأةً..ينهض من سريرهِيحاولُ الوقوفْفتنهضُ الجُدُرْوجوهُها الصحراءْتطلبه الألوفْتحتشدُ الظلماتُ والصروفْينظر نحوها ببسمةٍ كليمةٍكأنه سعيدْلكنه يعودُ من جديدْيمتدُّ فوق جرحهُوالصمت يشرب حزنهُوفي الصباحْصحا الوجودُ كله عدا سعيدْلم يبق منه سوى الألمْفي وجهه النحيلْودمعةٍ في عينهلما تزلْ هناكْتشربها الجراحْ