إشراقة
- إن كان ما صدر عن الأخ / علي الصراري – القيادي في الحزب الاشتراكي حول «مهرجان عدن الفني الأول» أو ما عرف بـ «حفلة أصالة في عدن» والذي نشرته صحيفة «الثوري» في عددها الصادر يوم 28 فبراير الماضي، يعبّر عن وجهة نظر الأخ / الصراري فتلك مصيبة، وإن كان ذاك الرأي المسوغ على لسان الأخ / الصراري يعد موقف الحزب الاشتراكي فإن المصيبة أعظم .- من حق الأخ / علي الصراري – كما هو من حق الجميع أن يعبروا عن رأيهم وأن يدافعوا بكل استماتة عن هذا الحق وبالقدر نفسه ينبغي عليهم أن يدافعوا عن حق الآخرين، لكن مما لا يستحب ولا يستوجب أن يتبدل رأي وموقف الشخص بحسب «حالة الطقس»، حيث وقد تعودنا من الأخ / الصراري موقفاً تقدمياً فيما يتعلق بموضوع الفن والثقافة من منطلق الموقف الفكري والأيديولوجي الذي يتمثله الأخ / علي الصراري كونه اشتراكياً / ماركسياً، وعرفناه قلماً ناقداً لمجمل الأفكار الظلامية التي تسعى إلى رفض ثورة التحرر الفكري والانعتاق الثقافي، وفوجئنا به اليوم يركب موجة من كان يقف لهم ندّاً ولأفكارهم فتاويهم بالمرصاد.- ولو أننا نعلم قدر ذرة بأن هذا الموقف المغاير للأخ / الصراري عمّا ألفناه منه، تعبير حقيقي عن موقف أدرك فحواه وأهميته بعد هذه المسيرة «التقدمية» لدافعنا معه عن حقه، لكن وقد جاء هذا بما يشبه الإملاء ومحاولة التستر لإرضاء أعداء الأمس حلفاء اليوم لإتقاء بطشهم، فذاك أمر مهين لا نرتضيه للأخ / الصراري.- وهكذا نرى بأن أمر هذا الرأي مصيبة في حق الصراري، وما لا نتمناه أن لا يكون هذا الرأي موقفاً للحزب الاشتراكي، ذلكم الحزب الذي عرفناه طوال مسيرته النضالية، حزباً تقدمياً تنويرياً يأخذ من الثقافة بما فيها الفن رسالة واضحة الأهداف والمعالم، وكان يؤكد على ضرورة «الغذاء الروحي» للناس والمتمثل في الجوانب الثقافية، ولذلك فإن كان ما حملته صحيفته على لسان عضو مكتبه السياسي، تعبيراً عن موقف الحزب، فإن ذلك يمثل انتكاسة، لا يعوضها حتى ائتلافه مع حزب الإصلاح ولو تبرأ الأخير من كل ما ألحقه بالاشتراكي من تهم وإساءات وفتاوى وأضرار.- لقد نجحت حفلة / أصالة .. وعدن بانتظار حفلات أخرى .. وإن كان ما ذهب إليه وتمادى فيه الصراري يشكل «لغطاً» للأستاذ أ أحمد الحبيشي الذي دافع باستماتة عن موقفه المعبر عن رأي وموقف آلاف مؤلفة من الناس تجاه «حفلة أصالة» فمرحباً بهذا «اللغط» ومزيداً منه، على الأقل لأن فيه من الوضوح الشيء الكثير.. ولا يتستر خلف «براقع الحياة السياسية» المنفلتة من عقال اللحظة الراهنة لمحاولة كسب مؤكد أنه لن يؤتي ثماره .. ولا عجب!!