صباح الخير
درجت العادة على أن تحتفل دول العالم ومن بينها بعض الدول العربية بيوم الثامن من مارس من كل عام «عيد المرأة» وذلك تقديراً وعرفاناً منها الدور الذي تلعبه المرأة في مجتمعاتها وعلى كافة الأصعدة.ولمن لايعرف فأن تخصيص الأمم المتحدة ذلك اليوم للاحتفال بالمرأة لم يكن هبة أو منحة تُقدم لنساء العالم وإنما لان (72) امرأة عاملة في مصنع النسيج في مدينة نيويورك الأمريكية قدمن حياتهن قرباناً بعدما أعلن عن إضراب لتحسين ظروف عملهن فكان إحراقهن والمصنع الذي يعملن فيه هو رد صاحب المصنع على مطالبهن .ومنذ تلك الحادثة عام 1909 م وحتى يومنا حدثت كثير من المتغيرات في حياة النساء وان لم تكن جميعها ايجابية خاصة وأنهن كن ومازلن ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة ناهيك عن العنف الذي يتعرضن له بكافه أشكاله ومحاولة استغلالهن ، فعلى سبيل المثال في كافة أنحاء العلم هناك حوالي ألف ومائتي مليون امرأة فقط حصلن على عمل مقابل ثلاثة ألف مليون عامل مما يعني إن 40% من الذكور يعملون فيما 60% من النساء عاطلات عن العمل وبالتالي فأنهن أكثر معاناة من حياة الفقر والعوز.أما إذا نظرنا الى عالمنا العربي فسنجد إن أعداداً كبيرة من النساء مازلن يعشن في معاناة لم تفلح حتى القوانين والمواثيق الدولية في التخفيف منها فهن يتعرضن للعنف بكافه أشكاله وصوره ويحرمن من حقوقهن حتى تلك التي كفلها الشرع في بعض الدول التي تدعي تمسكها بها فيما نساء أخريات في دول مثل فلسطين والعراق أصبحن يعشن في ظل أوضاع يمكن وصفها بالمأساوية بعدما حملهن الاحتلال أكثر من قدراتهن وفي الوقت الذي قد تبدو فيه النظرة للمرأة العربية تشاؤمية بعض الشيء فان ذلك لا يعني إن هناك نساء لم يستطعن تحقيق ذواتهن وإحداث تغييرات في مجتمعاتهن حسب طبيعة عملهن ومع ذلك يبقين قلة.في اليمن... المرأة حصلت على حقوقها من دون أن تخوض معارك ونضالات في سبيل الحصول عليها ربما تكون هناك الآن بعض المطالب لتغيير بعض النصوص القانونية لأنها تمثل تمييزاً ضد المرأة وإجحافا بحقها ومع ذلك فإننا يجب أن نعترف بأننا أفضل حالاً من غيرنا من النساء ، وبالرغم من هذا فاني لا اجد مفراً من أن أتساءل عن ماهو الشيء الذي استطعنا تحقيقه للاحتفال ب»عيد المرأة» هذا العام. فمن المعروف إن الاحتفال بالشيء لابد أن يكون مقروناً بتحقيق شيء يستحق هذه الاحتفالية . لاتقولوا لي يكفي إن المرأة عندنا حصلت على حقائب وزارية وأصبحت عضواً في البرلمان وفي المجالس المحلية ، فانا أريد أن اعرف ما الذي استطاعت أن تحققة كل امرأة في موقع يخولها لصنع القرار على المستوى الحكومي أو على مستوى منظمات المجتمع المدني منذ العام الماضي وحتى هذا العام سواء أكان لبنات جنسها أو للمجتمع بشكل عام من حيث محو أميتهن وتحسين أوضاع المرأة الريفية أو المشاركة بالحياة السياسية بشكل اكبر وغيره من المنجزات التي يُفترض تحقيقها خاصة إذا ما علمنا بان تطور أي مجتمع مرهون بتقدم المرأة فيه. من هذا المنطلق أرى انه مازال أمام المرأة اليمنية الكثير لتحققه حينها سيكون احتفالها بيوم المرأة ذات وقع خاص لأنها بالفعل استطاعت أن تحقق شيئاً.. لذا فاني أقول لكل امرأة يمنية أن تسال نفسها في الثامن من مارس ما الذي حققته خلال عام حينها ستعرف إن كانت تستحق بحق الاحتفال بهذا العام أم لا.