بيروت/ 14اكتوبر/ نديم لاذقي : يخشى العرب الذين يتطلعون لانتهاء رئاسة جورج بوش للولايات المتحدة من أن فوز المرشح المرجح للحزب الجمهوري جون مكين في انتخابات الرئاسة الأمريكية سيحدث تغييرا طفيفا في السياسات الأمريكية التي ينحون عليها باللائمة في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. وبالنسبة للسياسيين العرب الذين حققوا مكاسب من السياسة الأمريكية في دول منها العراق ولبنان فإن استمرار هذه السياسة ربما يكون شيئا جيدا. لكن منتقدو بوش الكثيرون في العالم العربي قلقون من أن يواصل مكين إتباع السياسات الأمريكية الحالية التي يحملونها وزر إطلاق عنان الفوضى في العراق وتوفير دعم قوي راسخ لإسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين. ويريد مكين أن يبقي القوات الأمريكية في العراق حتى يكون أكثر استقرارا مما يضعه في خلاف مع منافسيه الديمقراطيين اللذين يريدان الانسحاب من بلد حطمه العنف منذ أطاحت القوات التي قادتها بلادهما بصدام حسين قبل خمسة أعوام. وخلال جولة شرق أوسطية هذا الأسبوع قرعت تصريحات مكين بشأن إسرائيل أيضا أجراس إنذار للعرب الذين طالما انتقدوا واشنطن لعدم ممارستها ضغطا كافيا على إسرائيل للانسحاب من الأراضي العربية المحتلة. وقال محمد السيد سعيد من مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة لرويترز إن المرة التي أثار فيها مكين الانتباه كانت عندما زار إسرائيل وألزم نفسه بالاعتراف بالقدس عاصمة لها وبعدم الضغط عليها. وأضاف أن ذلك يدعم نزوع العرب الطبيعي للاعتقاد بأن الإدارة المقبلة أيا كانت ستكون أداة للإسرائيليين. لكن فيما يرى العرب اختلافا قليلا بين مرشحي الرئاسة الأمريكيين فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي مع تكرارهم جميعا لالتزامهم بمصالح وامن إسرائيل فإن العراق مسألة مختلفة. فقد قوى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وعارضه حلفاء واشنطن العرب ومنهم مصر الفصائل الشيعية مثل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وهو جماعة على صلات قديمة بإيران الشيعية. وقال جلال الدين الصغير وهو رجل دين وعضو بارز في المجلس إن رئاسة مكين ستكون شيئا جيدا. وأعرب عن اعتقاده بأن فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات المقبلة سيكون أمرا ايجابيا. وقال إن العراقيين يعرفون الآن كيف يفكر الجمهوريون. وأضاف إن مكين قريب جدا من إدارة بوش وان الاثنين يتبنيان نفس السياسة. وقال مكين خلال زيارة إلى الأردن الحليف الوثيق للولايات المتحدة إن انسحابا قبل الأوان من العراق سيقوي شوكة إيران وتنظيم القاعدة السني وكلاهما عدو للولايات المتحدة ويعرضان المنطقة للخطر. لكن مظفر العاني العضو البارز بأكبر تكتل سني في البرلمان العراقي دعا إلى تصحيح “الأخطاء الجسيمة للإدارة». وقال إن تصريحات مكين عن الوجود الأمريكي في العراق تمثل نفس السياسة التي يتبعها الرئيس الحالي. وقال محلل سياسي إيراني طلب عدم ذكر اسمه انه في الوقت الذي تعلن فيه السلطات الإيرانية إنها تنأى بنفسها عن حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية فإنها تفضل فيما يبدو المرشح الديمقراطي باراك اوباما. وأضاف المحلل “أتصور أنهم (النظام الإيراني) ينظرون إلى مكين على انه نوع من الاستمرار في الوضع الحالي. لا يمكنني الجزم بذلك لكني افهم من مواقفهم أنهم لن يودوا تكرارا لحاكم جمهوري.» وتابع “(مكين) أكد النية الأمريكية لإبقاء القوات الأمريكية في العراق. هذا شيء ضد رغبة إيران. هم يريدون خروج الأمريكيين وحل القضية إقليميا بحيث تلعب فيها إيران دورا كبيرا.» وقال المعلق السياسي السوري ثابت سالم أن موقف مكين المؤيد لإسرائيل وتصريحاته ضد سوريا بالإضافة إلى التزامه بإبقاء القوات الأمريكية في العراق يمكن آن يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وأضاف إن مكين اظهر رغبة محدودة في أن ينأى بنفسه عن السياسة الخارجية للمحافظين الجدد التي تشجع على انتشار الأصولية والإرهاب.
أخبار متعلقة