ديك تشيني يصل العراق ويحذر القادة العراقيين من أن صبر أميركا أخذ بالنفاد
أربيل/بغداد/متابعات: أعلنت مصادر رسمية في إقليم كردستان العراق مقتل نحو 14 شخصا وإصابة عشرات آخرين بجروح في انفجار شاحنة مفخخة أمس الأربعاء أمام مبنى وزارة الداخلية في عاصمة إقليم كردستان اربيل (350 كلم شمال بغداد) التي تشهد عادة استقرارا امنيا. وقال وزير داخلية إقليم كردستان كريم سنجاري خلال مؤتمر صحافي عقد بعيد الهجوم ان "شاحنة مفخخة انفجرت أمام مبنى وزارتنا ما أدى الى مقتل 14 شخصا وإصابة 87 آخرين بجروح معظمهم من موظفي وزارتنا والعاملين في مديرية الأمن بالإضافة الى مدنيين آخرين".وأضاف "كانت الشاحنة تحمل مواد تنظيف بشكل يغطي القسم العلوي منها".وأكد سنجاري "لا يمكن اتهام أية جهة بالوقوف وراء الهجوم لكن المعلوم أنها جهة إرهابية"، وتابع "سنكشف تفاصل الحادث كما كشفنا الحوادث التي سبقته".وأشار الى ان "استهداف وزارته دليل على جهودها في محاربة الإرهاب".وكان وزير صحة الإقليم زريان عبد الرحمن أعلن في حصيلة سابقة مقتل 19 شخصا وإصابة سبعين آخرين بجروح بينهم نساء وأطفال في الانفجار.وأضاف "بين الجرحى خمسة أشخاص بحال الخطر".وأكدت مصادر ان الانفجار وقع قرب مدخل وزارة الداخلية والتي تقع بالقرب من مبنى الأمن العام (الاسايش) وان واجهتي المبنيين تعرضتا لإضرار جسيمة.وأوضح "أدى الانفجار الى إحداث حفرة بعمق نحو مترين في الطريق الرئيسي أمام مبنى الوزارة".وأكد "تطاير جثث في موقع الانفجار بعضها لنساء فيما أصيب عشرات افترشوا الأرض التي انتشرت فيها أحذية أطفال أصيبوا في الحادث".ووقع هذا الانفجار في مدينة نادرا ما تشهد حوادث كهذه مقارنة مع طوفان السيارات المفخخة في وسط البلاد.وتمتعت اربيل بوضع امني مستقر نسبيا يختلف عن باقي أنحاء العراق لكنها شهدت في مايو 2005 هجوما انتحاريا استهدف احد مراكز تطوع الشرطة أسفر عن مقتل 46 وإصابة نحو مئة آخرين.ويمثل الهجوم ضربة لأمال مسئولي الإقليم في سعيهم لجذب المستثمرين. وجاء بعد يوم على قيام نائب وزير الدفاع الأميركي بول برينكلي بزيارة المدينة الثلاثاء برفقة وفد ضم عشرين رجل أعمال أميركيا لدرس إمكانيات الاستثمار في هذا الإقليم.ويعيش الاكراد منذ ابريل 1991 في إطار حكم ذاتي نشأ بحكم الأمر الواقع بعد حرب الخليج في السنة نفسها.ومنذ ذلك الحين يدير الأكراد شؤونهم بأنفسهم في هذه المنطقة بشمال العراق التي تضم ثلاث محافظات هي السليمانية (تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني) ودهوك واربيل (تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني).في هذه الأثناء وصل نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني في زيارة مفاجئة الى بغداد لتحذير القادة العراقيين بان صبر أميركا اخذ بالنفاد تجاه خطواتهم المتعثرة.فقد قال تشيني عند لقائه كل من السفير الأميركي في بغداد رايان كروكر والقائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس "تجري أمور كثيرة حاليا والوقت الحالي مهم جدا فهناك الكثير من الأمور ينبغي التحدث عنها".والتقى تشيني رئيس الوزراء نوري المالكي وتناول طعام الغداء مع وزراء عراقيين.وقال السفير الأميركي في العراق راين كروكر للصحافيين على متن طائرة تشيني ان نائب الرئيس سيكرر اعتراض واشنطن على اخذ البرلمان العراقي عطلة نيابية لشهرين فيما يفترض به ان يبت في قضايا مهمة.وقال كروكر ان هذه المسالة هي "جزء من رسالة (تشيني). سبق ان قلت ذلك بنفسي ووزيرة (الخارجية كوندوليزا) رايس قالت ذلك. وأنا واثق من ان نائب الرئيس سيقول ذلك".وأضاف "من المستحيل فهم كيف يأخذ النواب إجازة صيفية لشهرين في ظل الجهود الكبيرة التي نبذلها مع القوات الأمنية العراقية والجنود".ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر العراقيين الى الاحتجاج على زيارة تشيني أمس الأربعاء في بيان صادر عن مكتبه في النجف.وفي وقت يسعى خصوم الرئيس جورج بوش الديمقراطيون الى وضع حد للحرب على العراق لم يترك تشيني شكا في ان لصبر واشنطن حدودا.وقال كبار معاوني تشيني "حان وقت التحرك" داعيا العراقيين الى "تحقيق نوع من الوفاق الوطني لتهميش المتطرفين" في ظل الاقتتال الطائفي الذي يدور في البلاد.وعبر المسؤولون الاميركيون عن استيائهم المتزايد من بطء المناقشات حول مشاريع قوانين ترتدي أهمية كبرى مثل تقاسم عائدات النفط والسماح للأعضاء السابقين في حزب البعث العربي الاشتراكي المنحل الذي كان حاكما في عهد صدام حسين بالمشاركة في الحياة العامة باسم المصالحة الوطنية.ومن ضمن جدول أعمال الزيارة الى جانب اللقاء مع المالكي سيتسلم تشيني تقريرا من كروكر وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس حول التطورات على المستوى الأمني.وقال احد مساعديه طالبا عدم كشف هويته ان نائب الرئيس سيشدد أمام محادثيه العراقيين على الجانبين السياسي والاقتصادي. وأضاف "لا يمكن للجانب العسكري وحده ان يكون كافيا" و"العراق يسجل تقدما لكن لا يزال يتوجب القيام بالكثير".وتأتي زيارة تشيني المفاجئة الى بغداد في أطار جولة يقوم بها نائب الرئيس الأميركي في الشرق الأوسط وستشمل الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر والأردن.وتهدف هذه الجولة الى إقناع دول الجوار العراقي بمساندة الخطة الأمنية التي بدأت الولايات المتحدة تطبيقها في العراق منذ أربعة أشهر.