مليونا عراقي نزحوا هربا من العنف إلى الدول المجاورة
بغداد/14 اكتوبر/ياسر فيصل : بدأ مئات العراقيين الذين نزحوا بسبب المعارك العنيفة بين متشددي تنظيم القاعدة والقوات الأمريكية وقوات الأمن العراقية في تلقي معونات إنسانية أمس الاثنين في معسكر اقيم على المشارف الجنوبية لبغداد. وبدأ برنامج المعونة الخاص بجمعية الهلال الأحمر العراقية في نفس اليوم الذي أعلنت فيه الجمعية ان تراجع العنف سمح لما بين 25 ألفا و28 ألف عراقي بالعودة من سوريا في شهري سبتمبر وأكتوبر. وكانت أكثر من 100 عائلة سنية عربية تطلب المساعدة منذ شن تنظيم القاعدة هجوما رئيسيا على بلدة العدوانية على بعد 20 كيلومترا جنوب شرقي بغداد في 13 نوفمبر الماضي. وتذكر محنتهم بأنه مع تراجع الهجمات بشدة في الشهور الأخيرة فان العراق يظل أرضا خطرة. ولا تزال القوات الأمريكية والعراقية تقاتل من اجل القضاء على تنظيم القاعدة في المنطقة. وقالت لمياء محمود وهي تجلس على أرضية خيمة بيضاء جديدة "لم نرتكب أي جريمة ولم نفعل شيئا على الإطلاق." ولم يجفل أطفالها الثلاثة عندما فتحت المدفعية الأمريكية نيرانها من مكان قريب مستهدفة تنظيم القاعدة في العدوانية. ونصبت جمعية الهلال الأحمر العراقية 101 خيمة للعائلات النازحة فوق قطعة من الأرض يملكها شيخ العشيرة المحلي حسين خضير في منطقة الرشيد على المشارف الجنوبية لبغداد. وكان موظفو الجمعية مشغولين بتسليم الأغذية والبطاطين والحشايا والوسائد والمصابيح والمواقد والتدفئة والوقود إلى العائلات المنتظرة. وقال وليد واصف مدير الهلال الأحمر في منطقة الرشيد ان الشتاء حل وإنهم سيحتاجون إلى هذه الأشياء. واصطف الأطفال من اجل الفحص الطبي وتسلم الأدوية في خيمة أخرى بينما وضعت صهاريج مياه الشرب خلف صفوف الخيام. وقالت لمياء محمود وهي تطرد الذباب من فوق عيني اصغر أطفالها "إنني مريضة وأطفالي مرضى أيضا." وظلت لمياء محمود التي قالت ان زوجها قتل على أيدي ميليشات جيش المهدي الشيعية في عام 2006 باقية مع عائلتها منذ معركة العدوانية لكنها لم تتسلم سوى معونات قليلة. وقالت "أنهم فقراء لذا فقد تركناهم. ولا يوجد عمل ولا غذاء كاف. تركنا كل شيء خلفنا تركنا مفروشاتنا وتركنا منزلنا." وفي الشهر الماضي هاجم حوالي 45 من مسلحي القاعدة باستخدام الأسلحة الصغيرة والرشاشات الثقيلة اثنتين من نقاط التفتيش في العدوانية التي تديرها وحدات من الشرطة المحلية شكلها شيوخ العشائر. وأسقطت طائرات ف-16 الحربية الأمريكية قنبلتين زنة 500 رطل خلال معركة استمرت يوما كاملا في العدوانية التي ظلت معقلا للقاعدة لفترة طويلة. وتشير تقديرات الجيش الأمريكي إلى ان 15 من مقاتلي القاعدة قتلوا في المعركة إلى جانب اثنين من أفراد وحدة "المدنيين المهتمين". وعرفت وحدات المواطنين المحليين التي ظهرت لأول مرة في محافظة الانبار الغربية في العام الماضي بمساعدتها في خفض أعمال العنف إلى جانب "تصعيد" مكون من 30 ألف جندي أمريكي إضافي. ويعتبر عدد القتلى من المدنيين العراقيين شهريا هو الأقل منذ تفجير المزار الشيعي في سامراء في فبراير عام 2006 مما أطلق موجة من إراقة الدماء الطائفية. وهرب ما يصل إلى مليوني عراقي من العنف إلى الدول المجاورة خاصة سوريا والأردن. ومع انخفاض العنف قالت الحكومة ان 1600 شخص يعودون كل يوم.