بعد أن خسرت من قبل 11 سباقا على التوالي
واشنطن/14 أكتوبر/ جون وايتسايدز: فازت السناتور هيلاري كلينتون على منافسها السناتور باراك أوباما في انتخابات أولية حاسمة للحزب الديمقراطي في ولايتي تكساس وأوهايو وتمكنت بهذا الفوز من البقاء في السباق بعد ان خسرت من قبل 11 سباقا على التوالي بينما ضمن السناتور جون مكين ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة بعد فوزه في أربع ولايات. وتمكنت كلينتون بهذا النصر من منع أوباما من تحقيق النصر الثاني عشر على التوالي متحدية تكهنات واسعة النطاق بأن خسارتها في ولايتي تكساس وأوهايو ستجبرها على الانسحاب من السباق. وينتقل الآن السباق الديمقراطي المحتدم الأسبوع القادم إلى ولايتي وايومنج ومسيسبي ثم إلى سباق كبير في بنسلفانيا يوم 22 ابريل القادم. ولا تزال كلينتون السيدة الأمريكية الأولى السابقة التي تأمل في العودة إلى البيت الأبيض كأول رئيسة أمريكية متخلفة عن أوباما الذي يطمح لان يصبح أول رئيس أمريكي أسود في عدد أصوات المندوبين الذين كسبت ولاءهم حتى الآن. ويختار المندوبون مرشح الحزب الديمقراطي في مؤتمر الترشيح الحزبي الذي يعقد في أغسطس ويحتاج المرشح الديمقراطي الفائز إلى تأييد 2025 مندوبا. وكسب أوباما قبل انتخابات أمس الأول وفقا لإحصاء (ام.اس.ان.بي.سي) تأييد 1194 مندوبا مقابل كلينتون 1037 مندوبا. واحتفلت كلينتون بفوزها في ولاية أوهايو الذي أبقى على آمالها للوصول إلي البيت الأبيض وتعهدت بمواصلة معركتها ضد منافسها أوباما. وقالت عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك لحشد من مؤيديها في أوهايو «إننا مستمرون... إننا نزداد قوة وسنواصل الطريق إلي نهايته. لقد انطلقنا.» وأضافت كلينتون «أتطلع إلي مواصلة حوارنا في الأسابيع القادمة حول القضايا الأكثر أهمية لبلدنا.» وفي السباق الجمهوري كفل فوز مكين في أربع ولايات أمس الأول هي فيرمونت وأوهايو وتكساس ورود ايلاند الحصول على تأييد أكثر من 1191 مندوبا وهو العدد اللازم للفوز بترشيح الحزب الجمهوري مما دفع منافسه مايك هاكابي إلى الانسحاب من السباق. وقال هاكابي حاكم ولاية اركنسو السابق إنه هنأ مكين في اتصال هاتفي ووعد بدعم حملته. وأبلغ هاكابي حشدا من مؤيديه في ارفينج بولاية تكساس «سأبذل قصارى الجهد لتوحيد حزبنا.» وقال مكين (71 عاما) عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا لحشد من مؤيديه في دالاس بولاية تكساس بعد إعلان النتائج ليل الثلاثاء «أنا في غاية السعادة أن أشير إلي أننا الليلة ..يا أصدقائي.. فزنا بعدد كاف من المندوبين يمكنني من أن أعلن بثقة وتواضع وإحساس كبير بالمسؤولية أنني سأكون المرشح الجمهوري لمنصب رئيس الولايات المتحدة.» ومن المقرر ان يعلن الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش في احتفال بالبيت الأبيض دعمه لمكين الذي جاء من الخلف وتقدم السباق الجمهوري بعد ان تعرضت حملته الانتخابية لمصاعب العام الماضي وتوقع كثيرون خروجه من السباق. وفي كلمته للاحتفال بالفوز قال مكين إنه يتعين على الرئيس القادم للولايات المتحدة أن يشرح كيف يمكن الوصول بحرب العراق إلي «أسرع نهاية محتملة» دون أن يفاقم صراعا طائفيا قد يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط. وقال مكين أيضا انه سيساعد في إصلاح الاقتصاد الأمريكي المنهك وتعزيز فرص العمل عن طريق خفض الضرائب وتقليل التدخل الحكومي ومقاومة النزعة الحمائية في التجارة. وأضاف مكين الطيار السابق في البحرية الأمريكية الذي أسر في حرب فيتنام والذي يتطلع الآن لينافس إما أوباما أو كلينتون «السباق (الرئاسي) بدأ الليلة (الماضية).» وكسبت كلينتون أيضا الانتخابات الأولية في رود ايلاند بينما فاز أوباما فوزا سهلا في فيرمونت. وفوز كلينتون في سباقات أمس الأول هي المرة الثالثة التي تفلت فيها السيدة الأمريكية الأولى السابقة من ان يوجه لها منافسها أوباما ضربة قاضية تخرجها من السباق. فكلينتون مثل زوجها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون الذي صعد صعودا مفاجئا إلى البيت الأبيض عام 1992 تعرف كيف تواجه المصاعب. وفي يناير حين فاز أوباما عليها في ولاية أيوا فوزا ساحقا وكان يستعد لان يوجه لها ضربة قاضية في نيوهامبشير تحدت كلينتون الأقدار وحققت النصر في الولاية كما نجحت في اقتسام الفوز معه في الثلاثاء الكبير الذي جرت فيه الانتخابات الأولية في أكثر من 20 ولاية بعد ان كان أوباما قد ألحق بها هزيمة مدوية في ساوث كارولاينا. وأظهرت استطلاعات الرأي التي تجرى للناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع ان كلينتون فازت بجزء كبير من أصوات الناخبين الذين حسموا أمرهم في الأيام الأخيرة فقط التي سبقت الاقتراع. كما أظهرت ان كلينتون نجحت في هجومها على منافسها أوباما حين شككت في قدرته على تولي منصب القائد العام للقوات المسلحة الأمريكية كما شككت في موقفه من اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) الذي لا يلقى شعبية في أوهايو وتسبب في فقد كثيرين لوظائفهم. وطالب كلا المتنافسين بإعادة التفاوض بشأن الاتفاقية التي أبرمت وقت رئاسة زوج كلينتون الرئيس الأمريكي السابق لكن حملة السيدة الأمريكية الأولى السابقة حاولت تسليط الأضواء على أنباء ذكرت ان مستشار اوباما اوستن جولسبي أكد للحكومة الكندية ان معارضة سناتور ايلينوي لنافتا هو من باب الدعاية الانتخابية. وطبقا للوائح الحزب الديمقراطي التي تقسم أصوات المندوبين حسب نسبة الأصوات التي يحصل عليها كل متنافس في الانتخابات الأولية في كل ولاية تحتاج كلينتون حتى تقلص الفارق بينها وبين أوباما في عدد المندوبين إلى الفوز في السباقات التالية بفارق كبير. وقال أوباما لأنصاره في سان انطونيو بتكساس «بغض النظر عما يحدث لدينا تقريبا نفس العدد الذي كنا نتقدم به في عدد المندوبين. نحن في طريقنا للفوز بترشيح الحزب.»