قوات صيتية على الطرقات لاعتقال المشاغبين
كين /14 أكتوبر / من كريس باكلي:أعلنت سلطات التبت إنها ألقت القبض على عشرات الأشخاص الذين شاركوا في موجة أعمال العنف المناهضة للصين التي اجتاحت المنطقة الجبلية ودفعت بكين إلى إرسال قوات لسحق أي اضطرابات أخرى.وأثار رد الصين الصارم على أعمال العنف التي وقعت في الأسبوع الماضي والتي تقول إن الدلاي لاما هو الذي حرض عليها من منفاه انتقادات دولية وخيمت على الاستعدادات التي تجري لدورة الألعاب الاولمبية التي تأمل الدولة المضيفة في إن تظهر البلاد كقوة عالمية.ونقلت صحيفة «تبت ديلي» عن مكتب الادعاء في لاسا عاصمة إقليم التبت قوله ان 24 شخصا يواجهون اتهامات «بتعريض الامن القومي للخطر وارتكاب اعمال تدمير ونهب وحرق عمد وجرائم خطيرة» في أحداث الشغب التي وقعت يوم الجمعة الماضي.وهذه أول اعتقالات يعلن عنها منذ اندلاع الاضطرابات في أنحاء الإقليم النائي. وتقول بعض الجماعات الخارجية إن مئات من أهالي التبت ربما احتجزوا بالفعل وأفادت وسائل إعلام صينية أن لاسا نشرت صور مطلوبين للاعتقال.وقال نائب رئيس الادعاء في لاسا زي يانجون «وقائع الجرائم واضحة والأدلة قوية ويجب إنزال عقاب شديد بهم لحماية سيادة القانون.»لكنه كرر زعم الحكومة الصينية بأن الزعيم البوذي للتبت المنفي بالخارج الدلاي لاما هو المسؤول الحقيقي عن تلك الاضطرابات. وأضاف «هذا الخرق للقانون نظمته وخططت له بعناية زمرة الدلاي.»وقال زانج مينج (25 عاما) الذي يعمل بمكتب في بكين «لا اعتقد إنهم سيفعلون ذلك بدون تحريض من الدلاي لاما أو منظمة ما أخرى... لا اعتقد أن أهل التبت يريدون الاستقلال. أي مواطن عادي من أهل التبت سيكون سعيدا ان يعيش في ظل حكم الصين.»وجلب رد الصين القاسي على الاضطرابات مطالب بمقاطعة مراسم افتتاح دورة الألعاب الاولمبية التي ستنظم خلال الفترة من الثامن إلى الرابع والعشرين من أغسطس من جانب بعض الجماعات والشخصيات السياسية المؤيدة لاستقلال إقليم التبت.وتنتقل الشعلة الاولمبية عبر 19 دولة في رحلة تبدأ الأسبوع القادم وستمر أيضاً عبر التبت ومن المحتمل أن تلاحقها الاحتجاجات.وقالت الممثلة التجارية الأمريكية سوزان شواب في محادثات في بكين انها عبرت عن «مشاعر القلق ... التي مازالت تساورنا بشأن عدم السماح للصحفيين والمراقبين الدوليين بالذهاب إلى الإقليم والى أي مدى هذا الأمر مهم بشأن الشفافية والحصول على معلومات بشأن ما يحدث وأهمية أن يسمح لهؤلاء بالذهاب الى هناك.؟»وأرسلت الصين قوات كبيرة إلى التبت والأقاليم المجاورة التي تقيم فيها مجموعات كبيرة من أهل التبت لكنها لا تسمح للأجانب بدخول الإقليم.وقال سكان من بكين إنهم لم يتمكنوا من شراء تذاكر لرحلة القطار التي تستغرق 48 ساعة إلى لاسا وقالت عدة مكاتب سياحة مقرها بكين لوكالة «رويترز» إنها أوقفت في الوقت الراهن تنظيم رحلات إلى هناك.وفي كانجدينج وهي مدينة في اقليم سيشوان الغربي المجاور للتبت اكتظت الطرق بقوات عرقلت اغلب حركة السفر. وحذرت لافتات على الحيطان السكان المحليين من الاحتجاج وحثتهم على الابتعاد عن «زمرة الدلاي».لكن بكين واجهت وقتا صعبا في الخارج في تسويق زعمها بأن الدلاي لاما الفائز بجائزة نوبل للسلام حرض على العنف وان السياسة الصينية ليست هي المسؤولة.وقاومت الحكومة الصينية بعض النداءات الدولية لإجراء حوار بشأن الاضطرابات وعبرت عن قلقها البالغ من أن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون يزمع الاجتماع مع الدلاي لاما أثناء زيارة يقوم بها لبريطانيا في مايو القادم.وقال الدلاي لاما أمس انه مستعد لإجراء محادثات مع زعماء الصين عندما تهدأ الاحتجاجات العنيفة في التبت.وقال الدلاي لاما للصحفيين «أنا مستعد دائما للقاء زعمائنا الصينيين وبخاصة هو جين تاو» الرئيس الصيني. وأضاف انه مستعد للسفر إلى بكين.وقال مينكسي بي وهو خبير بشؤون الصين في معهد كارنيجي للسلام الدولي وهو مركز أبحاث في واشنطن «الحكومة الصينية تشارك الآن في حملة علاقات عامة لاحتواء الضرر.»وأضاف «آخر شيء تريد الحكومة الصينية أن تراه هو بعض الاندلاع لعنف مشابه أو احتجاجات مع اقتراب الدورة الاولمبية.»وقالت الصين إن 13 شخصا من الأبرياء توفوا في العنف في لاسا إضافة إلي 3 على الأقل ممن شاركوا في أحداث الشغب.وقالت جماعات لأهالي التبت في المنفى أن حوالي 100 شخص من سكان المنطقة لاقوا حتفهم في الاضطرابات.وأفادت وسائل إعلام حكومية اليوم الخميس بوقوع أعمال شغب مناهضة للصينيين في إقليمي سيشوان وجانسو اللذين يحدان التبت فيما يؤكد المرارة التي تفرق الآن بين كثير من التبتيين والصينيين الهان.وقالت وكالة الأنباء الصينية الرسمية «شينخوا» انه حتى وقت متأخر من الأربعاء الماضي بلغ عدد من سلموا أنفسهم للسلطات 170 شخصا.