في ذكرى مولد موسيقار عظيم 1938- 1993م
نعمان الحكيم أحمد بن أحمد قاسم ... ذاكرة عدن الموسيقية والفنية، وصوتها العذب الذي تميز عن سائر الفنانين والمطربين، وقد مثل الوجه المشرق لعدن من حيث تعلقه بالمدينة وناسها، وكان لسانهم، وحالهم الذي شغف به، وكان يكرس وقته كله للتغني بالمدينة وبحرها وشواطئها، استهوته عدن وما حولها وبدأت شعلة شهرته تتوهج منذ صباه ... ولا يستطيع أحد أن يتحدث عن عدن بدون أحمد قاسم الصوت العدني العذب، والأسر الرقراق.. وأحمد قاسم الذي تربى في اسرة عدنية أصيلة ولها جذور فنية عميقة استطاع أن يرتبط بعدد من الشعراء لعل أبرزهم لطفي جعفر أمان الذي كانت أغنيته: (صدفه التقينا) سفيراً للأغنية العدنية يحمل ملفاتها وسفر إذاعتها عبر الأثير إلى الوطن العربي والتي من خلالها تبين التعلق والالتحام بصيرة والبحر وساحل أبين الذي كان يوماً ساحلاً للعشاق .. ولم يبق منه إلا الاسم أما ما دون ذلك فقد ولى.. وإلى غير رجعة!❊ تنقل الفتى الشاب من عدن إلى القاهرة إلى تعز في مراحل صباه، وكان يشار إليه بالبنان .. سواء من خلال فيلمه الأول والأخير (حبي في القاهرة) وانخراطه مع عمالقة كبار أمثال (محمود المليجي) وحش الشاشة _ (زيزي البدراوي) دلوعة وملكة الشاشة بلا منازع .. ولعل ذلك كان تخصصاً للشاب أحمد قاسم وعرفاناً به وبملكاته وعدنيته الوسيمة الأخاذة..❊ أما في تعز .. فكان عندما يمر بسيارته الفارهة المميزة، متأبطاً عوده الجميل كان الناس يحتشدون لرؤيته ولتحيته والسلام عليه إن أمكن .كان أحمد قاسم لوحة فنية متكاملة،فهو المغني الملحن المؤلف الموسيقار المثقف الذي ألهب حماس الناس عند الثورة وأثناءها وبعدها، وهو الذي كرس عدداً كبيراً من أعماله الفنية للوطن ولعدن .. وخلدها فخلدته، وجعلت منه علماً شامخاً من الوزن الثقيل، والمعدن النفيس الي تتزين به المدينة وتتحلى به!❊ أحمد قاسم .. فلتة من فلتات الزمن، ولن يجود بمثلها، وهو الذي غادرنا فجأة في حادث أليم واسدل بذلك ستاراً عازلاً حوله،وضاع آخرون قبله .. فلم يعد أحمد قاسم ذلك الذي تشعل أغانيه وأناشيده الحماس والوجدان، فلقد نسيه الناس وأنستهم الحياة وصعوباتها تذكر الأحباب والأعزاء وحتى نغمات وأصوات وتقاسيم عوده العذبة، لم يعد أحد يسمعها لأن الفضائيات وما تبثه كفيل أن يجعلنا لا نلوي على شيء اسمه تراث وعراقة وأصالة! ❊ أحمد قاسم .. أيها الخالد أبداً .. ماذا نقول لك في يوم مولدك ... غير أننا نترحم عليك وعلى أنفسنا والحال التي نحن فيها ... ماذا لو أنك عشت إلى اليوم لترى العجب العجاب .. ماذا لو أنك بيننا يا أبا حمادة .. ماذا وماذا وماذا .. وكلها سحابة صيف ، وعزاؤنا إن شاء الله أنك في جنة الله وبين أنهاره وبنات حوره حيأ ترزق فلك حبنا وعبراتنا وأنت في نومتك الأبدية الخالدة .. وإلى أن نلقاك في موعد معلوم عند رب العالمين .. وكم أنت عظيمُ في ذاكرة الناس وفي عدن بالذات .. وعيد مبارك سعيد أيها العدني الأصيل.