صباح الخير
كبش العيد همٌ متكرراً فكلما قدمت مناسبة العيد كلما وجد الاّباء أنفسهم في وضع لايحسدون عليه من حيث قدرتهم على توفير حاجيات العيد ، خصوصاً ملابس الأطفال التي هي من أساسيات فرحة العيد عند هؤلاء ، إلا أن قائمة طلبات الأعياد تفوق في ثقلها قدرات الأهل وتأتي مضاعفة وربما تأخذ احتياطات أشهر قادمة..وسط هذه الحيرة لايجد الاّباء فكاكاً من تدبير أمورهم على أقل تقدير بما يمكن من شراء كبش العيد وملابس الاولاد.. ناهيك عن ميزانية الصرفيات العيدية التي تلازمها من زيارة الأهل والاعزاء.واحياناً كثيرة يقتضي السفر إلى أماكن تواجد بعض الأهل التزامات تجعل فرحة العيد هماً يصعب تجاوزه إلا بتحميل ميزانيتك مالاطاقة لك به.والمؤسف أن أسعار الأغنام والمواشي بصورة عامة تزيد حدتها مع الأعياد وبما يُمكِّن تجار الماشية من تحقيق أرباح خيالية بما يضيفون من زيادة على أسعارها بصورة غير قانونية مستغلين احتكارهم لسوق الماشية ، خصوصاً المواشي ذات المنشأ الصومالي التي هي في الأصل زهيدة السعر وتكون مناسبة لقدرات الناس الشرائية..إلا أن احتكار استيرادها من قبل أشخاص بعينهم جعلها خاضعة لاستغلالهم البشع ولاتأتي مناسبة الا ويضيفون عليها سعراً حتى أنها بدت مقاربة لأسعار المواشي البلدي.وهنا تبرز أهمية التساؤل عن الكيفية التي بها تعطى أحقية الاستيراد للمواشي لأشخاص دون اّخرين ، وعدم فتح باب المنافسة الكفيل بخلق تنافس سعري يخدم المستهلك؟!.فالصومال قريبة من اليمن وأسعار الماشية فيها رخيصة للغاية الا أن الغريب وصولها الينا بأسعار خيالية!!والمؤسف أن تجار الماشية يحتكرون سوقها وهذا المثال ينطبق على حاجات حياتية أخرى يتم تركيز استيرادها في أشخاص ، مايجعلها تخضع لكامل تقديراتهم طالما لايوجد منافس يمنع حالة تلاعبهم بالأسعار..أي أن الحكاية متكررة .. ورغم شكوى الناس الا أن احداً لم يضع الحلول بفتح استيراد هذه المواد وتلك السلع بما يحقق المنافسة وترفع الغلاء عن الناس.فالأمر المثير أن أسعار اللحوم في بلادنا تفوق ماهو موجود في دول الجوار رغم الفرق الشاسع في المداخيل.والحال مماثل في سلع كثيرة حتى أن الأسماك ذاتها رغم أنها ثروة محلية إلا أن أسعارها أكثر مما هو موجود لدى دول الجوار التي تستوردها من اليمن.في حين تركت المنافسة في الاستيراد غير المتقنن وغير الخاضع للرقابة على المنشأ وخصائصه في مجال الملبوسات التي يغرق السوق اليمني بالغث منها والخالي من مواصفات الجودة مايجعلك مخير بين السيء والاسوأ من هذه الملبوسات المهترئة التي تفيض بها الأسواق الاّسيوية لصالح التجار ممن وجدوا فيها ضالتهم لما يحققون من عائدها من ربح..وهنا يبرز السؤال هل تظل حماية المستهلك مهمة وطنية غير قابلة للتهاون والتلاعب والمحاباة ففاتورة ماندفعه على هذه السلع وتلك المواد كبيرة وخيالية وجائرة!.فلماذا تكون أفق هلال العيد متصلة بهمومنا على هذا النحو؟