بيروت / وكالات :أكد الجيش اللبناني أمس مقتل أحد جنوده في قصف مصدره مجموعة تنظيم فتح الإسلام المتحصنة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي البلاد التي يحاصرها الجيش منذ تسعة أيام.وقال متحدث عسكري لبناني إن "عناصر فتح الإسلام قصفوا صباح أمس الثلاثاء موقعا للجيش اللبناني في محيط المخيم، ما أدى إلى استشهاد جندي".وجاء القصف بعد هدوء تخللته اشتباكات ليلية متقطعة أدت إلى إصابة جندي بجراح أمس الأول رغم الهدنة الهشة المعلنة بين الطرفين منذ الثلاثاء الماضي.وبذلك ترتفع إلى 34 قتيلا حصيلة الخسائر العسكرية في الاشتباكات التي بدأت في 20 مايو في الشمال بين الجيش وفتح الإسلام.وأسفرت المعارك عن مقتل 79 شخصا، بمن فيهم العسكريون فيما قتل 25 من فتح الإسلام.في هذه الأثناء أعلن المتحدث باسم مجموعة فتح الإسلام أبو سليم طه أن المجموعة ترفض تسليم أي من عناصرها وأكد أنها تبحث مع رجال دين فلسطينيين في سبل التوصل إلى حل سياسي. ورفض طه الدخول في تفاصيل هذا الحل لكنه قال إن " المفاوضات الدائرة ترتكز على حل سياسي". ولم تتضح حتى الآن نتائج وساطة بدأتها الأحد مجموعة من رابطة علماء فلسطين تضم ثلاثة مشايخ، مع فتح الإسلام لحل الأزمة.ونقلت الأنباء عن مصادر فلسطينية أن "الذي يقود المفاوضات فعليا (مع فتح الإسلام) هو حركة حماس". وأوضحت المصادر أن وفد رابطة علماء فلسطين يضم ثلاثة مشايخ مقربين من حماس".وأعطت السلطات اللبنانية الفصائل الفلسطينية فرصة للتوصل إلى حل سلمي لقضية "فتح الإسلام" يؤدي إلى تسليم عناصرها المطلوبين من الجيش وينهي وجودها في المخيم، بدون أن يلغي ذلك احتمال حسم الأزمة بطرق أخرى منها العسكرية في حال فشل هذه الجهود.في هذه الأثناء قال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إنه تم اعتقال أكثر من خمسين من "فتح الإسلام" منذ اندلاع المواجهات معها.وقال إن التنظيم يضم نحو 250 مقاتلا من جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية وخليجية وأفغانية وجزائرية. وجنسيات أخرى نافيا "أن يكون هناك طرف ثالث اعتدى على الجيش كما زعم قائد التنظيم شاكر العبسي".واستهجن السنيورة خطاب أمين حزب الله اللبناني حسن نصر الله الذي ألقاه قبل أيام بشأن مواجهات مخيم نهر البارد. وقال "نصر الله ساوى بين المجرم والضحية. وبالتالي فإن كلامه يعزز من موقف هذه المجموعة الإرهابية".في هذه الأثناء استفاد الصليب الأحمر الدولي من حالة الهدوء وأدخل إلى نهر البارد امس مساعدات غذائية وطبية في عشر شاحنات وسيارات.وقال مصدر في الصليب الأحمر إن الشاحنات تحمل عشرين ألف ليتر من المياه وطنين من المواد الغذائية وكميات من الشموع ومواد طبية، دخلت المخيم.وأضاف أنه "تم تسليم هذه المساعدات إلى مستوصف للصليب الأحمر اللبناني داخل المخيم يقع قرب مدخله الجنوبي".في غضون ذلك توفيت سيدة لبنانية متأثرة بجروح أصيبت بها خلال مطاردة أمنية لسيارة مشبوهة تبين أن سائقها مطلوب.وتمكنت القوى الأمنية لاحقا من توقيف سائق السيارة الذي تبين أنه مطلوب للعدالة بتهمة لم تحددها المصادر الأمنية اللبنانية.من جهة أخرى توفي شخص متأثرا بجروح أصيب بها خلال إطلاق عناصر جهاز أمن المطار النار أمس الأول، مما رفع إلى ثلاثة عدد قتلى الحادث. وقتل في إطلاق النار أمس الأول السوري حمادي حاج أحمد واللبناني حسن كركي.ونعى حزب الله في بيان اللبنانيين حسن كركي ونور الدين اللذين قضيا عن طريق الخطأ في الحادث الذي قتل فيه أيضا شخص سوري.